"الخواجا" رواية تحطم الأيديولوجيا وتنتصر للإنسانية
حاول الكاتب محمد طعان في روايته "الخواجا" أن ينتصر للإنسانية فضلاً عن أي إعتبارات أخرى سواء دينية أو عرقية أو أي تصنيفات أخرى تغير من صفة الإنسان وتجعله تحت أيديولوجيا خاصة تصيبه بالشعور بالإختلاف والأفضليه على الأخر.
حيث أظهرت رواية "الخواجا" العلاقات الإنسانية بين أصحاب الأيديولوجيات المختلفة وكيف يمكننا التغاضي عن توجهاتنا من أجل إبقاء العلاقات الإنسانية فيما بيننا وهو الأمر الغائب عن أعين الكثيرين من الداعين للعنصرية والتحزب ومحاولة إثبات أنهم الأفضل دائماً تاركين خلف ظهورهم أن البشر جميعاً أبناء أدم وحواء وكلهم على حد سواء لا يوجد فروقات بينهم سوى الفروقات التي صنعها الإنسان بنفسه وهي التي أدت لوجود حروب طاحنة بين بنو البشر.
وأكد الكاتب على ذلك من خلال علاقة إنسانية تعتبر من أثمن العلاقات التي عرفتها البشرية وهي الأخوة في الرضاعة حيث أنه جعل الأخ والأخت من أبوين مختلفين فهو من عائلة وهي من عائلة أخرى فهنا كسر حاجز الإرتباط العرقي وتجلى بعد ذلك ليجعلهما من ديانيتين مختلفتين فالأخت مسلمة والأخ مسيحي وهو الأمر الذي يرسخ لقواعد المحبة الإنسانية الخالصة والتأخي بين الناس دون النظر للون أو عرق أو دين.
كما رصد الحرب الطاحنة بين أصحاب الأيديولوجيات المختلفة ضد مثل هذه العلاقات الإنسانية ومحاولتهم الإنتصار لأيديولوجياتهم وعنصريتهم وتحزبهم وتفتيت الناس وهذا يكشف لنا أن البعض يريد البشر في تعاسة دائمه وحروب وصراعات كي يتربح من ذلك ففي وحدة الإنسان خسائر كثيرة لهم.
وكشفت الرواية أن الأيديولوجيا سبباً رئيسياً في إنتشار الدماء التي نراها هنا وهناك وزيادة الأيديولوجيات المنبثقة من بعضها البعض حتى أقتربنا أن يمتلك كل إنسان على وجه الأرض أيديولوجيته الخاصة ويحارب العالم كله من أجل إثبات صحتها وأنه الأفضل على الإطلاق وهو الأمر الغير معقول أن تصل له الإنسانية فقد نصحت الرواية بشكل غير مباشر العودة للطبيعة الإنسانية وإحترام الأخر والتفاعل معه في فرحه وحزنه ومؤازرته في مصائبه ومحاول التقريب بين الأيديولوجيات وان لم نستطع فعلينا احترام الأخر وفكره وعقيدته وعرقه ولونه وعدم المساس بإنسانيته ومحاولة إظهار اي أفضلية بيننا.