خبيرة آثار إسلامية وقبطية : التعامل مع مستأجري الأوقاف يحتاج تدخل من القيادة العليا
أكدت الدكتور هايدي احمد خبير الآثار الاسلامية والقبطية والحرف اليدوية بوزارة الآثار أن مصر لديها بالفعل سبع مواقع على قائمة اليونسكو منها موقع طبيعى واحد أما المواقع الأخرى فهي مواقع ثقافية و حقيقة الأمر أن موقع القاهرة التاريخية فى حد ذاته هو موقع مساحته ضخمة جدا تشمل مناطق شمال و جنوب و غرب و شرق القاهرة و منطقة مصر القديمة و تضم عدد كبير من الآثار الإسلامية و القبطية تكاد تشكل ٨٠٪من آثار القاهرة فضلاً عن منطقة الحماية و هى المنطقة المحيطة بالمنطقة الأثرية و هو ما لا يوجد فى أى مكان آخر فى العالم كله حيث تم تسجيل القاهرة التاريخية عام ١٩٧٩م في قائمة التراث العالمى و مع الوقت زادت مساحتها لتشمل آثار أكثر.
وأضافت : بالنسبة لتسجيل المواقع الأثرية خارج مدينة القاهرة فهناك ملف مقدم لتسجيل أديرة وادى النطرون باعتبارها واحدة من أقدم و أهم التجمعات الرهبانية فى مصر و هى تشمل أربعه أديرة و هى دير الأنبا بيشوي و دير الأنبا مقار و دير السيدة العذراء السريان و دير السيدة العذراء البراموس و هى من أهم نقاط القوة فى مسار رحلة العائلة المقدسة و بالتالي مسار الحج المسيحي إلى مصر و الذي تم اعتماده من قبل بابا الفاتيكان منذ عامين تقريباً.
وأشارت إلى انه يوجد ملف آخر غاية فى الأهمية يتم إعداده وهو خاص بتسجيل قلعة جزيرة فرعون بطابا حيث تعد جزيرة فرعون من أهم المواقع التاريخية بسيناء فقد استخدمت خلال العصر الفرعوني كموقع لتخزين السلاح و السلع التجارية، كما أن الجزيرة تتحكم فى عدة طرق لها أغراض مختلفة منها طريق التجارة عبر البحر الأحمر و اليمن و الشرق الأقصى و طريق الحج مع بلاد الحجاز، فهى مفتاح خليج العقبة و البحر الأحمر، و موقعها المميز هذا جعلها تجمع بين المنظر الطبيعى و الناحية الثقافية فهى تبرز عمارة التحصينات الحربية الباقية فى سيناء بوابة مصر الشرقية.
وأوضحت هايدي أن تسجيل باقى الآثار الإسلامية والقبطية على قائمة التراث العالمى يحتاج وقت طويل لإعداد ملف جيد يشتمل على جميع الحيثيات القوية و اللازمة لمعايير التسجيل الموجودة باليونسكو، فضلاً عن أنه لابد من توافر العديد من الشروط ليتم إدراج الأثر على قائمة التراث العالمى حيث الأصالة و السلامة و الحماية و الإدارة و الحفاظ على الممتلك و التوثيق بالصور و الفيديوهات و غيرها من الأمور التى تستغرق وقت لتتم على الوجه الأكمل بما يليق بمكانة مصر العظيمة.
وعن مشكلة الاشتباك بين وزارتي الآثار والأوقاف قالت هايدي : هو ليس اشتباك و لكن العديد من الآثار الإسلامية موقوف عليها أوقاف و بها محلات و أماكن سكنية قامت وزارة الأوقاف بتاجيرها و هو ما نسميه الإشغالات و بالتالي تكون المشكلة فى التعامل مع المستأجرين من الأوقاف و ليس مع وزارة الأوقاف و هو نظام قديم يحتاج لحل من القيادة العليا بالدولة لمشكلة الاشغالات و كيفية توظيفها بما يخدم المنطقة التاريخية و عمل الوعي الكافي المستأجرين لهذه الأماكن و المشاركة المجتمعية بين المستأجرين و الآثار و إيجاد التفاعل الهادف لحماية هذا التراث، النقطة الثانية فيما يخص الأوقاف هو المساجد و هى بيوت الله و أغلبها مقام به الشعائر الدينية و بالتالي معين بها حراسة و إمام من قبل الاوقاف و من هنا تكون مسؤولية المكان الأثري مشتركة بين الأوقاف و الآثار و كلاهما يتحمل نتيجة أي ضرر يحدث بالآثر ليس طرف دون الأخر، فضلا انه يوجد بروتوكول تعاون بين وزارتي الأوقاف و الآثار فيما يخص تمويل ترميم و صيانة بعض الآثار تقوم فيها الأوقاف بالتمويل و الآثار بالإشراف على تنفيذ الأعمال بما لا يضر بقيمة الآثر و يحفظه للأجيال القادمة من خلال كل ما سبق نجد أن المسؤلية مشتركة بين الوزارتين.
وأكدت هايدي أن الآثار الإسلامية و القبطية تحظى حاليآ و منذ فترة باهتمام كبير و الدليل على ذلك كم الإفتتاحات التى تتم للعديد من المشروعات الخاصة بترميم و صيانة الآثار منها ترميم كنيسة مارى جرجس و كنيسة أبى سرجة بمصر القديمة و كذلك مشروع تكية تقى الدين البسطامي و البيمارستان المؤيدي و بوابة درب اللبانة و هو مشروع ترميم ضخم استغرق فيه العمل وقت طويل ليخرج للنور على الوجه الأكمل كذلك مشروع ترميم الجامع الأزهر الشريف و مشروع ترميم مسجد فاطمة الشقراء فضلاً عن ذلك فهناك مشروع المائة أثر و هو مشروع قومي ضخم يشمل ترميم و صيانة العديد من الآثار منها ماتم إنتهاء العمل به مثل قاعة محب الدين و قبة الصالح أيوب و مقعد الأمير ماماي و سبيل محمد على (متحف النسيج) بشارع المعز و مقعد السلطان قايتباي بصحراء المماليك(الدراسة) و هو مشروع متكامل سواء من ناحية الترميم او إعادة التوظيف حيث تم توظيفه كمركز ثقافي لأهالي المنطقة و كذلك قبة شجر الدر و مشهد السيدة رقية و قبتي عاتكة و الجعفري بمنطقة الخليفة و منها مشروعات لازالت قائمة مثل قبة تنكز بغا و قبة الكلشني بقرافة المماليك و سبيل و كتاب رقية دودو بسوق السلاح و قصر الأمير طاز بالسيوفية و قبة الخلفاء العباسيين و قبة سنجر المظفر و قريبا سوف يتم إفتتاح قصر البارون امبان و هو مشروع ضخم أعاد الحياة مرة أخرى لقصر مؤسس مصر الجديدة و هو قصر فريد من نوعه فى مصر سوا من ناحية تصميمه او عناصره الزخرفية و الفنية، كذلك هناك مشروعات دراسة و توثيق منها مشروع تكية الكلشني و هى المرحلة السابقة للقيام بأعمال الترميم.