حاتم برهام : الاقتصاد الجيد ينتج أحزابا وقوى سياسية حقيقية
أعرب الاعلامي المخرج حاتم برهام أمين لجنة الفضائيات والتواصل الاجتماعي بحزب الغد عن أمله في أن تشهد المرحلة المقبلة في تاريخ مصر تحولات سياسية حقيقية نتيجة الأسس الاقتصادية التي يتم وضعها حاليا، وقال أن تلك الأسس سواء كانت بنية تحتية عملاقة أو قوانين اقتصادية وسياسية، هي وحدها الكفيلة بإفراز كتل اجتماعية سيكون عليها مستقبلا أن تجعل أحزاب سياسية حقيقية لتدافع عن حقوق المنتمين إليها، دون أي مواربة أو مغالاة.
وارجع برهام، الأزمة التي تعاني منها القوى السياسية في مصر إلى ضعف أداء القائمين عليها وفشلهم الذريع في التفاعل مع الشارع وتلبية مطالبه.
وقال ان إنشاء الأحزاب لا يحتاج إلى قرارات سياسية، ولكن الأحزاب الحقيقية هي التي تفرزها حركة التاريخ والتوجهات الاجتماعية الغالبة في المجتمعات المتحضرة.. وضرب أمين لجنة الفضائيات والتواصل الاجتماعي مثالا على ذلك بالأحزاب التاريخية التي تحكم في بريطانيا وفرنسا ومعظم الدول الغربية.
وقال : هذه الأحزاب لم تنشأ بقرار سياسي كما حدث في مصر منتصف السبعينيات من القرن الماضى، عندما اصدر الرئيس الراحل أنور السادات قراره الشهير بأنشاء المنابر السياسية التي تحولت فيما بعد لأحزاب الوسط واليمين والوطنى، وأضاف أن الأحزاب الحقيقية هي نتاج لحركة اجتماعية لذلك نرى أن معظم الأحزاب على مستوى العالم في الديمقراطيات الراسخة لا تخرج عن حزبين تحت مسميات مختلفة وهما حزب رجال الأعمال وحزب العمال.
وقال برهام : كثير إن لم يكن معظم أو حتى جميع الأحزاب السياسية في مصر هى في الحقيقة تعبر فقط عن "صاحبها".. وهذا الأمر يتنافى مع طبيعة الأمور والظروف.
وأضاف: الآن، وبعد مرور ٨ سنوات على أحداث يناير 2011، إذا أردنا أن نتساءل.. أين القوى السياسية التي أسهمت في صنع تلك الأحداث؟ فان الإجابة لن تحتاج إلى جهد كبير ليدرك معها أي متابع أن جميع من شارك إما انه قد أصابه الوهن وتعرض للانهيار نتيجة تصاعد الخلافات الداخلية، أو انه اندثر لفشله في التعامل مع تطورات الموقف وتداعياته خاصة بعد الثورة الشعبية في 30 يونيو".
وأضاف حاتم برهام : تتابع وتسارع وتيرة الأحداث وعدم قدرة تلك الشخصيات أو الأحزاب أو حتى الكيانات التي أفرزتها الظروف لم تكن على قدر المسئولية التاريخية نظرا لافتقارها لكل المعايير السياسية والاجتماعية التي تمكنها من استشراف ووضع رؤية مستقبلية واضحة وموقف موحد يجنبها فتن الانقسام".