مدير مرصد الإسلاموفوبيا : التحالف الدولي حقق ضربات تاريخية لصد الإرهاب ولكن يجب تجفيف منابعه من الجذور
أكد حسن محمد مدير مرصد الاسلاموفوبيا بدار الإفتاء ان الأسباب التى أدت إلى ارتفاع نسبة العمليات الإرهابية فى الآونة الأخيرة أهمها أن العمليات الإرهابية تأتي على هيئة موجات متتالية متعاقبة ممتدة عبر الزمن، وبالتالي فعمليات مواجهة الإرهاب ليست قصيرة الأجل سريعة النتائج، فالإرهاب عملية متطورة من التطرف الفكري، وعليه فالمواجهة تأخذ أكثر من شكل سواء المواجهة المسلحة، أو بالمواجهة الفكرية.
وقال :يضاف إلى عمليات المواجهة الأسباب المؤدية لبروز الظاهرة، وهي أسباب متشابكة ومتداخلة سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو فكرية وغيرها،
وأكد أن علاج الإرهاب يجب أن يمر عبر هذه المداخل كلها، عن طريق تقديم برامج مجتمعية تكون معنية بمخاطبة كافة شرائح المجتمع من أطفال وشباب ونساء وغيره.
وقال :يضاف إلى الأسباب العامة المتعلقة بموجات ومنحنيات صعود الظاهرة الإرهابية، ما يتعلق بالاستراتيجيات المختلفة والمتنوعة التي تتبعها الجماعات الإرهابية، وحدود التسليح، وقدرتها على التحشيد والتجنيد، وبالرغم من تراجع بعض الجماعات وهزيمتها في فترات معينة إلا أن تجزئها وتفككها قد يدفعها إلى نشاط متزايد نتيجة لاستمرارها في الاستحواذ على السلاح، وتحولها من نمط التنظيم إلي النمط العشوائي غير المنظم، والتحول إلى حروب العصابات، واعتمادها على كثافة العمليات بغض النظر عن تحقيق أضرار كبيرة وذلك لتجنيد عناصر جديدة لها، وهو ما يفعله فلول تنظيم داعش في الوقت الراهن.
وعن العجز الدولى فى التكاتف ضد الإرهاب قال: بالطبع لا يمكن القول بأن هناك عجز في مواجهة ومحاربة الإرهاب، بالعكس نجحت التحالفات الدولية العسكرية كانت أو الأمنية في السنوات السابقة في تحقيق انتصارات تاريخية في مواجهة الإرهاب على المستوى الإقليمي والمحلي، وتعتبر التحالفات الأمنية والعسكرية أحد أبرز أنواع التكاتف والتعاون الدولي في مواجهة الإرهاب.
وأضاف : أما عن استمرار الإرهاب والعنف فلا يمكن ربطه فقط بالضربات العسكرية والأمنية، ولكن لابد الوضع في الاعتبار بأن للإرهاب حواضنه التي تعمل على تمدده واستمراره، واستمرار العنف باستمرار تلك الحواضن الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتحسين شروط تلك الحواضن من شأنه تقليل وتحجيم الإرهاب، ولا بد من الأخذ في الاعتبار بأن مواجهة الإرهاب عملية معقدة وطويلة الأمد لا تنتهي بفترة زمنية محددة أو بنشاط أمني وعسكري معين.
واستطرد : بالتالي لابد من التركيز على العمليات الحقيقية في تجفيف منابع الإرهاب وعلى رأسها المواجهة الفكرية والثقافية، فعلى مستوى المواجهة الفكرية-على سبيل المثال-العملية تبدأ بالبحث في النصوص التي تقوم الجماعات الإرهابية بتسويغ جرائمها من خلالها ، ودراسة هذه النصوص وبينا أوجه العوار والنقصان بها، والسياقات التاريخية التي انتجت فيها، والفهم الصحيح لها، حتى نتمكن في النهاية من إنتاج خطاب جديد يناهض هذا الفكر ويمنع انتشاره.