هايدي موسى : عدم وجود إدارات فى المواقع الأثرية عرقلة فى تنميه السياحة والحرف اليدوية والتراث القديم
قالت الدكتورة هايدي موسي أن الآثار والتراث و الحرف منظومة كاملة لا يمكن فصل إحداهما عن الاخر فكلاً منهما يمثل الهوية و الاصاله التى تعبر عن المجتمع صاحب هذا الإرث الحضاري ، فقد حبا الله مصر هذه المقومات معاً ليس فى حقبة زمنية واحدة بل خلال تاريخها الطويل و الممتد لقرون ما قبل الميلاد سواء كان ذلك فى مصر القديمة أو اليونانية أو خلال الفترة القبطية أو مصر الإسلامية.
و اضافت : الشاهد على ذلك ما تبقى لنا من آثار سواء كانت معمارية كالمعابد و المقابر و المساجد و الكنائس و القصور و المنازل أو كانت تحف تطبيقية تعرض فى العديد من المتاحف المصرية أو العربية أو العالمية ، كل ذلك يشهد بما لمصر من مكانة كبيرة سواء فى العمارة أو الفن أو الحرف، كما أنه من أحد معايير تسجيل القاهرة التاريخية على قائمة التراث العالمى باليونسكو هو أنها تمثل تحفة من عبقرية الإبداع البشرى، و أنها ترتبط بشكل مباشر أو ملموس بالأحداث أو التقاليد الحية أو الأفكار و المعتقدات المرتبطة بالأعمال الفنية.
وأكدت هايدي أنه لحدوث تنمية سياحية للمناطق الآثارية فلابد من وجود إدارة للموقع الأثرى بشكل كامل من توافر الخدمات و التسهيلات للزائرين من وجود دورات مياة و أماكن إستراحة و لوحات إرشادية للتعريف بالمكان يصاحبها تخطيط مصغر له، و كذلك وجود مسار للزيارة، وسائل إنتقال فى الأماكن الآثرية كبيرة المساحة، و توفير التسهيلات لكبار السن و ذوي الاحتياجات الخاصة، وجود مركز للزوار ، وهو للأسف ما تفتقده العديد من المواقع الأثرية المصرية.
وعن أهميه الحرف اليدويه فى الدعايه السياحيه لمصر وهى تزخر بالعديد الذى بات يندثر قالت : أما عن الحرف فقد وجد بمصر العديد من الصناعات و الحرف التى اشتهرت بها مثل صناعة النسيج و زخرفته بالإضافة للتطريز حيث الخيامية و المنسوجات الوبرية و غيرها و كذلك صناعة المعادن و تشكيلها و زخرفتها بالحفر أو التكفيت (التطعيم) و كذلك الحفر على الخشب و تطعيمه بالصدف و العاج و العظم و صناعة الخرط منه أنواع عديدة و صناعة المنتجات الزجاجية و صناعة الخوص و السجاد اليدوى و خاصةً الكليم المصرى و المنتجات الفخارية المشكلة يدوياً و فى الأغلب هذه الحرف توارثت عبر الأجيال المتعاقبة، هذا و توجد قاعدة صناعية كبيرة تنظم دولاب العمل داخل الورش، كانت تقوم عليها هذه الحرف، حيث وجود الأسطى أو المعلم و تحت منه مجموعة من الصبيه يعلمهم أصول الحرفة و مهارات الصنعة، ثم صبى المناولة.
واضافت : كان قديماً لهذه الصناعات أهميتها الكبرى لأنها تمثل منتجات الحياة اليومية حتى أن هناك أحياء سميت بأسم الحرف الموجودة بها و لازال يطلق عليها هذا الأسم إلى يومنا هذا منها الخيامية و النحاسين و الكفتيين و سوق السلاح و غيرها ، و استمر لهذه الحرف أهميتها القصوى إلى أن اصطدمت بالتكنولوجيا الحديثة حيث الصراع بين كل ما هو يدوي أصلي دقيق الصنع بديع المنظر ينبض جمالاً و روحاً و شموخاً و بين كل ما هو مميكن صناعى يفتقد النبض و الروح فلا يشعر به
وعن اهم الحلول التى تقدم للخروج من الأزمة والحفاظ على هذه الحرف من الاندثار قالت : يوجد العديد من الحلول المقترحة للحفاظ على هذه الحرف من الإندثار خاصةً و ان الأجيال الجديدة أصبح لديها شبه عزوف تام عن تعليم الحرفة أو ممارستها لأنها لاتدر الدخل الكافي و لا تضمن لهم حياة كريمة.
واضافت : من وجهة نظرى هناك العديد من الإجراءات يجب على الدولة القيام بها، و إن كان هناك مشروع تقوم به محافظة القاهرة يعمل على تكوين قاعدة بيانات للحرف و الحرفيين، و هذا وحده لا يكفى فلابد من توفير الرعاية الصحيةالمناسبة و اللازمة للحرفيين، و كذلك تخفيض الجمارك على المواد الخام المستوردة و اللازمة للصنعة ، أيضاً لا تكفى معارض تراثنا و ديارنا لعرض المنتجات محليا فقط، و إن كانت هذه الخطوة من الخطوات الهامة جدا للحرف اليدوية، فلابد من إقامة العديد من المعارض الخارجية أيضاً بدعم من وزارات الآثار و الخارجية و السياحة و الثقافة، كما أن هذه الحرف تمثل السفير الأصيل فى الدعاية و الترويج للسياحة المصرية .