خلافات حماس الداخلية.. هل يستطيع السنوار فتح ملفات حماد؟
اندلعت خلافات داخلية بين بعض قيادات المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، بسبب ملفات فساد، يتم التحقيق فيها.
وقالت مصادر فلسطينية: إن زعيم حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، يُدير تحقيقات حمساوية داخلية ضد فتحي حماد بتهمة الفساد والتلاعب بالأموال.
وأوضحت المصادر، أن بعض المقربين من فتحي حماد تم استدعاءهم مؤخرًا من القيادة العليا لحماس، وهناك شبهات حول أشخاص آخرين، بما فيهم مدير مكتب فتحي حماد، وبعض القادة العسكريين المقربين منه.
واكتسب حماد قوته الأمنية، من خلال عمله كوزير داخلية في حكومات حماس المتعاقبة، حيث خلف سعيد صيام، بعد حرب 2008، وسيطر على الأجهزة الأمنية والشرطية والعسكرية في آن واحد، حتى أن بعض قادة الأجهزة الأمنية بغزة، لا تزال تعتبر حماد هو وزير الداخلية الحقيقي، وهو المسيطر على القبضة الأمنية فيها، رغم أنه ترك المنصب منذ العام 2014، في أعقاب اتفاق الشاطئ بين فتح وحماس.
ومؤخرًا، تم تحجيم موقع فتحي حماد، داخل حماس، من بعد هجوم الحاد على اليهود حول العالم، والدعوة لقتلهم بالسكاكين في دول أمريكا وأوروبا، ما دعا حماس بعد هذا الخطاب للخروج ببيان رسمي، تبرأت مما قاله قائدها البارز، حيث قالت: إنها توقفت عند التصريحات التي وردت في الخطاب الجماهيري لعضو المكتب السياسي فتحي حمّاد، فبحسبها "هذه التصريحات لا تعبر عن مواقف الحركة الرسمية"، مبينة أن "سياسة الحركة المعتمدة والثابتة التي نصت على أن الصراع ليس صراعًا مع اليهود في العالم ولا مع اليهودية كدين".
ووفق مصادر نقلت عنها قناة كان الإسرائيلية، فإن السنوار يُدير التحقيقات بهدوء لأنه مدرك تمامُا ما هي القوة الميدانية والأمنية لفتحي حماد داخل حماس، وداخل شمال قطاع غزة.
وتعقيبًا على ذلك، أكد جميل المجدلاني، أن فتحي حماد، يعتبر شخصية مندفعة التصريحات، وغير متوافقة مع ما تطمح له حركة حماس، نحو التقرب من العالم الغربي، فهو يعشق الدماء والأشلاء والقتل والتدمير.
وقال المجدلاني في مقابلة حصرية: إن ملفات الفساد داخل حماس طويلة ولم تنتهِ، وفتحي حماد، من أكثر الشخصيات انتفاعًا من أوضاع غزة السيئة اقتصاديًا، وكذلك استفاد من وضعها الأمني، لذا ليس مستغربًا أن يفتح السنوار ملفات حماد وغيره.
بدوره، قال سميح البرغوثي، إن أهم معضلة ستواجه السنوار حال شرع فعلًا بفتح ملفات حماد، هو أن الأخير مُقرب جدًا من رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية.
وأضاف في مقابلة حصرية، أنه في النهاية سيتراجع السنوار عن مساعيه لفصح فساد وتربح بعض قادة حماس طوال فترة الانقسام، لأن هؤلاء ليسوا بالقلة عتادًا وعددًا وعسكريًا، لذا فإن هذه القضية ستكون داخل أدرج الحركة، وستنتهي قريبًا بلا أي نتائج تذكر.