إيران تتدخل لرأب الصدع بين حماس والجهاد الإسلامي
يستمر الصراع ما بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بعد انتهاء جولة التصعيد الأخيرة بين الجهاد الإسلامي وإسرائيل، والتي لم تتدخل بها حركة حماس على الإطلاق، وانما تركت الساحة فقط للجهاد وبقية الفصائل.
واتهم قادة الجهاد قيادة حماس بالتهرب من مواجهة إسرائيل، بعد اغتيال قائد سرايا القدس بهاء أبو العطا، ومنذ ذلك الحين والتراشق بين الحركتين واسع وغير محدود، رغم عشرات اللقاءات التي جمعت حماس بالجهاد.
وفي محاولة لوقف التصعيد الميداني والإعلامي بين الحركتين، التقى مؤخرًا زعيمي الحركتين إسماعيل هنية، وزياد النخالة، في القاهرة؛ بهدف محاولة انهاء بعض الملفات العالقة بين الحركتين.
وقالت مصادر في الجهاد الإسلامي، إن لقاءات النخالة وهنية، لم تُسفر عن اختراق يذكر في العلاقة بين حماس والجهاد، وتم رفع مستوى العتب أكثر الموجه من النخالة إلى هنية بسبب المواجهة العسكرية الأخيرة مع إسرائيل.
وأوضحت المصادر في مقابلات حصرية، أن إيران ستتدخل لرأب الصدع ما بين الحركتين، وتحديدًا سيتدخل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وسيحاول أن يجمع زياد النخالة إما بزعيم حماس إسماعيل هنية الذي سافر إلى تركيا مؤخرًا، أو عبر نائبه صالح العاروري.
وأضافت المصادر، أن سليماني يعول على قوته في التوصل لاتفاق بين الطرفين، على أن يكون هذا الاتفاق موقع من النخالة وممثل حماس، ودون أن يؤثر هذا الاتفاق على مصالح طهران في المنطقة والأراضي الفلسطينية، مبينة أن طهران أعربت في أكثر من مرة عن استهجانها لحكم غزة، ورفضها إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
بدوره، ذكر المحلل السياسي المقرب من حماس، براء مقداد، أن سليماني يريد إعادة علاقات الحركتين لما كانت عليه سابقا، وتحديدا قبيل شهر من الآن، وسيسعى لمنع حدوث أي اقتتال داخلي بين حماس والجهاد، لأن كل المؤشرات تؤكد أنه سيحدث ذلك عاجلا أم آجلا.
ولفت مقداد في مقابلة حصرية إلى أن حماس فعليا ستكون الأقوى في ذلك الاقتتال نظرا لسيطرتها على أجهزة الشرطة والأمن الداخلي وكذلك الاستخبارات وغيرها، بينما سيتم اعتبار الجهاد الإسلامي كميليشيا خارجة عن القانون.
إلى ذلك، قال المحلل السياسي، سلمان الشيخ عيد، أن الخشية فعليا أن تتحول شوارع قطاع غزة إلى حرب شوارع بين الجهاد وحماس، على غرار أحداث انقلاب حركة حماس على السلطة صيف 2007.
وأوضح الشيخ عيد، في مقابلة حصرية، أن سعي إيران لوقف التحريض والاقتتال المتوقع بين حماس والجهاد، ليس حبا بفلسطين، وانما لأجل مصالحها في المنطقة، فمن المعروف تراجع دورها في قطاع غزة، مع رفض حماس ظاهرة التشيع، وكذلك تراجع دورها في لبنان، نتيجة الأحداث الأخيرة والمظاهرات التي خرجت ضد جماعة حزب الله وأمينها العام حسن نصر الله.
وأشار إلى تراجع إيران ومشاكلها الداخلية أدى بالفعل لحدوث أزمات بين الأطراف التي تعمل لصالحها، ومنهم حماس والجهاد الإسلامي، وكذلك حماس وحزب الله، ناهيك عن المشاكل الداخلية التي يعاني منها الحوثيون في اليمن، وأيضًا الحشد الشعبي في العراق.