وسط مطالبات بكشفها.. لماذا تخفي حركة حماس ملفات فساد قادتها عن الرأي العام؟
يتواصل التوتر التنظيمي والقيادي داخل المكتب السياسي لحركة حماس بسبب ممارسات القيادي الحمساوي البارز، فتحي حماد، المتعلقة بشبهات الفساد، وكذلك الشذوذ الإعلامي الذي يمارسه بين فترة وأخرى.
ومنذ أشهر يغيب فتحي حماد عن المشهد السياسي، وكذلك الحركي، حيث أخر ظهور كان له في مؤتمر صحفي بشهر أغسطس الماضي، وقام من خلاله بتوزيع 50 دولارا على كل مصاب من جرحى مسيرات العودة، حيث هوجم بضراوة نتيجة هذا المؤتمر، وما اعتبره البعض اذلالا للشبان الفلسطينيين الجرحى.
ومن بعد ذلك، غاب حماد، فعليًا عن المشهد، وسط اتهامات له بالفساد، وتربحه نتيجة وجوده في المكتب السياسي لحركة حماس، وكذلك الحقبة التي عمل فيها وزيرا للداخلية في حكومة إسماعيل هنية، عقب مقتل سلفه سعيد صيام في حرب 2008.
وفي يوليو الماضى، القى حماد خطابا في أحد أيام "مسيرات العودة"، وطالب بقتل كل يهودي في العالم أينما تواجد، ليخالف بذلك كتاب مبادئ حماس الذي أصدرته قبل عامين، وأكدت من خلاله أنها لا تستهدف اليهود في العالم.
وآنذاك، أعربت قيادة حماس في بيان رسمي، رفضها واستيائها من تصريحات فتحي حماد، ما دعا الأخير لسحب تصريحاته، رغم تداولها بشكل واسع في الإعلام الدولي، والهجوم الذي شُن على حماس بسبب تصريحات قائدها حماد.
وتضم شبكة الأقصى الإعلامية: "فضائية الأقصى، مرئية الأقصى الأرضية، إذاعة صوت الأقصى، والأقصى مباشر، مركز الأقصى للتدريب، إضافة لمدينة بيسان ومدينة أصداء".
ومن المعروف أن فتحي حماد يؤيد "تسخين" أجواء مسيرات العودة شرقي قطاع غزة، ويرى أنه طالما استمرت التظاهرات، وازداد عدد الإصابات بصفوف الفلسطينيين، ستجني القنوات الاعلامية والاخبارية التي يملكها الارباح من جراء تواصل البث وزيادة عدد الاعلانات التجارية من خلاله، حيث له أسهم كبيرة في شبكة الأقصى الإعلامية، التي يعتبر مؤسسها الأول، ورئيس مجلس ادارتها، قبيل تعينه وزيرًا للداخلية عام 2009.
وظهر في الأونة الأخيرة، أن تصريحات فتحي حماد لا تتوافق مع موقف حركة حماس الرسمي، كما أنه ممنوع من استقبال أي شخصية كبيرة سواءً الوفود المصرية أو الأوروبية، وكذلك القطريين والعرب، بعد أن وضع زعيم حماس بغزة، يحيى السنوار بلوك كبير عليه نتيجة شطحاته الإعلامية المتكررة.
واتضح أن زعيم المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية وباقي مسؤولي الحركة لا يمكنهم السيطرة على تصريحات حماد التي يعتبرها الكثير من الفلسطينيين "مستفزة" وضد القضية الفلسطينية، مما يلحق الاذى بمصالح حماس السياسية.
ويتولى زعيم حماس بغزة يحيى السنوار، التحقيق في ملفات الفساد التي يُتهم بها حماد، حيث من المعروف أن عائلة فتحي حماد تبنت "مذهب اللذة" في حياتها بما في ذلك السيارات الفاخرة الملفتة للنظر والبيوت الكبيرة والعديد من الأملاك، بينما يصعب على اهل قطاع غزة توفير أدنى الرزق وسط تردي الاوضاع المعيشية في القطاع.
مصادر في حماس، أكدت أن ملف فتحي حماد، أصبح كبيرًا ومُخيفًا، وسيؤثر على سمعة الحركة، حيث أصبح البعض يرى أن حماس التي كانت تحارب السلطة بسبب مزاعم الفساد، هي الآن مُعبدة بالفساد والتربح والاختلاسات.
وقالت المصادر في مقابلات حصرية: إن السنوار يعمل من أجل انهاء هذه الملفات لكن من غير المضمون أنه سينجح نتيجة قوة فتحي حماد، وكذلك قرب فتحي حماد من زعيم حماس إسماعيل هنية، وبعض قيادات الداخل والخارج.
وتعقيبًا على ذلك، قال القيادي في حركة فتح، رباح يحيى، أن حماس تربحت نتيجة حكمها لغزة، وفعلت مالم تحلم به منذ عقود، حيث اختلست وتربحت وسطت على حقوق الشعب الفلسطيني ومقدراته، دون أدنى رادع.
وأضاف يحيى في مقابلة حصرية، أن فتحي حماد هو واحد من عشرات الفاسدين، الذين أكلوا أموال الناس بالباطل، ولكن حماد ظهر على السطح لأنه فضح نفسه بنفسه، نتيجة ممارساته الشاذة.
أما المحلل السياسي جمال الغزاوي، فقال: إن حماس مُطالبة الآن بالكشف عن كافة التحقيقات التي طالت قادتها المُتهمين بالفساد والرشوة والتدليس.
وقال الغزاوي أن السلطة الفلسطينية اذا ما شعرت بوجود شبهة فساد من أحد قادتها تقوم على الفور بإرسال ملفه إلى هيئة مكافحة الفساد، لكن على النقيض من ذلك حركة حماس تخفي ملفات قادتها رغم أنهم اختلسوا وأكلوا أموال الشعب الفلسطيني بغزة، وليست أموال حمساوية، وفق تعبيره.