صالون ثقافي بالغربية يطالب الدولة بتشديد العقوبات بمن يلوث مياه النيل | صور
أكد الشاعر والأديب مصطفى منصور أن نهر النيل كان ولا يزال منبع الهام ومصدر ابداعات للعديد من المثقفين والمبدعين والفنانين،كونه محورا هاما للهوية المصرية كما جاء في معظم الأساطير المصرية القديمة.
وتابع خلال كلمته في الصالون الثقافي الثالث لفرع ثقافة الغربية الذي نظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة بدار الكتب بطنطا تحت عنوان "نهر النيل ..المكانة والمكان" أن الشعب المصري استمد من النيل روح التحدي والاصرار كما تحدى النيل الصعاب خلال رحلته من المنابع وصولا الى مصر، فيما أوضح الشيخ حسين وهدان الامام والخطيب بمديرية أوقاف الغربية أن الحفاظ على النيل هو واجب وطني أصيل، مشيرا الى أن الله أوصانا بنهر النيل خيرا فهو أحد أنهار الجنة وأن مصر هي جنة الله في الأرض.
واضاف أن عشق نهر النيل يقع في قلب كل من يراه حتى من حاولوا غزو مصر على مر التاريخ لم يستطيعون منع أنفسهم من حب النهر الخالد الذي كان سببا مباشرا في تفرد المصريين عن باقي شعوب العالم.
ومن جانبه توجه الدكتور عبد الرازق الكومي رئيس قسم الجغرافيا بجامعة طنطا بالشكر للهيئة العامة لقصور الثقافة على دورها التنويري الكبير وحرصها على تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية التي من شأنها رفع الوعي المجتمعي عند جموع الشعب المصري، وأوضح أن النيل هو أحد أهم العناصر لعبقرية المكان التي تتمتع بها مصر، بل أنه أصل الحضارة المصرية، واستطرد قائلا:"جميع الدول التي تم غزوها أو احتلالها انصهرت بشكل كبير في ثقافة المحتل، الا الشخصية المصرية ذابت فيها كل الثقافات والحضارات، والفضل يرجع بالتأكيد الى نيل مصر العظيم".
واستعرض الدكتور محمد اسماعيل أستاذ التاريخ بجامعة طنطا كيف تعامل الملوك والرؤساء وحكام مصر مع النهر العظيم بداية من قدماء المصريين الذين قدسوه وأقاموا له السدود والجنادل والمقاييس، ومنهم الملك "سوناسرت" للحفاظ على مياهه ومرورا بالحملة الفرنسية على مصر، وأثناء الدولة الحديثة في عهد محمد علي باشا، وخلال النهضة الزراعية في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي أصر على بناء السد العالي،وأكد أن نهضة مصر الحقيقية لابد أن تبدأ من الزراعة،وطالب منظمات المجتمع المدني والأحزاب والجمعيات الأهلية بالتعاون مع الدولة المصرية للتوعية بأهمية نهر النيل والحفاظ عليه من التلوث.
وحذرت الدكتورة أميرة صابر أستاذ الاعلام بجامعة طنطا من مخاطر الزيادة السكانية وارتباطها الوثيق بحصة مصر من مياه النيل، كما اشارت خلال كلمتها لبعض من أحدث الاحصائيات والأرقام التي تؤكد أن الانفجار السكاني هو أخطر ما يواجه مصر في الوقت الحالي، وطالبت وسائل الاعلام المختلفة ضرورة تحري المصداقية والمهنية في طرح مشكلة نقص المياه التي تهدد مصر، مؤكدة أن الدور الهام يقع على عاتق كل مصري من خلال ترشيده لاستخدام المياه.
وشهدت فعاليات الصالون الثقافي العديد من المداخلات والمناقشات الهامة حيث أكد نقيب أطباء الغربية والمفكر الدكتور مجدي الحفناوي على أهمية تداول ملف نهر النيل ووضعه تحت الدراسة وطالب بتنظيم مؤتمر علمي للحديث في هذا الشأن الهام، فيما طالب الخبير البيئي محمد أبو اليزيد بضرورة تفعيل القوانين الخاصة بحماية نهر النيل من محاولات التعدي عليه، قبل أن يختتم مدير عام ثقافة الغربية فعاليات الصالون بالتأكيد على المجهودات الكبيرة التي تبذلها القيادة السياسية النابعة من وعيها الكامل بأهمية نهر النيل لمصر والمصريين، للوصول الى حلول آمنه تضمن لمصر حصتها الكاملة من مياه النهر الخالد.