الدكتور حاتم صادق: المخالفات الفنية في سد النهضة ورقة مصر الرابحة
حمل الخبير الدولى الدكتور حاتم صادق الأستاذ بجامعة حلوان اثيوبيا مسئولية فشل جميع مراحل مفاوضات سد النهضة، التي جرت بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا.
واستبعد صادق استخدام الخيار العسكرى من جانب مصر ، مؤكدا ان السياسة المصرية تعتمد بشكل كبير وكامل على خياراتها الدبلوماسية خاصة اذا كان الخلاف مع اطراف افريقية او عربية ، حيث ان استخدام القوات المسلحة مع دولة افريقية ليس من عقيدة القتال في الجيش المصرى ، لافتا الى ان القاهرة سيكون امامها عدة خيارات في اعقاب حالة الانسداد التي شهدتها الجولات التفاوضية .
وقال الخبير الدولى ان اول تلك الخيارات هو اللجوء الى المنظمات الدولية المعنية بمثل تلك القضايا والأزمات ، مشيرا إلى أنه "في حالة عدم استجابة إثيوبيا يجب اللجوء إلى 12 جهة دولية، من بينها أمريكا والبنك الدولي وغيرها من الجهات الأخرى، والتي تعرف المشكلة جيدًا، ويهمها أن يكون هناك اتفاق بين دول حوض النيل".
وأضاف انه في حال رفض إثيوبيا للتدويل الازمة ، فسيبقى امام مصر خيار أخير وهو الشكوى لمجلس الأمن، باعتبار أن "إثيوبيا تتعدى على الحقوق المائية، وهو ما يهدد الأمن والسلم الدوليين".
واستبعد صادق ان يكون هناك حديث عن تحكيم دولى ، قال إن هذا الخيار وغير وارد في اطار التفاهم الموقع بين الدول الثلاث، وتبعا لما جاء في هذا الاطار فأن الامر المتاح هو اللجوء للوساطة.
وأضاف صادق ان مصر لديها ملف كامل عن المخالفات الهندسية والفنية التي قامت بها اثيوبيا في عملية انشاء السد وهذا الملف يمكن ان يكون الورقة الأكثر أهمية في مرحلة ما بعد فشل التفاوض ، مؤكدا إن سد النهضة في الأساس تم إنشاؤه ليكون محبساً للمياه ضد مصر، وذلك بناء على مؤشرات واضحة، أولها أن اثيوبيا قامت ببناء السد على مسافة 20 كيلومتراً من حدودها الجنوبية في منطقة جبلية، ومقفرة لا تصلح للزراعة، وإذا كانت علة بناء السد هي توليد الكهرباء فكان يمكنها إنشاء ثلاثة سدود في المناطق الشمالية، والوسطى. موضحا ان هذه المخالفات يمكن استغلالها لدى الجهات والمنظمات الدولية المعنية ببحث هذا الملف.