بعد انتشار "كورونا" في الصين.. فيروس قاتل يضرب افريقيا
بعد انتشار فيروس كورونا في الصين ومحاولة منظمة الصحة العالمية حصار الفيروس واجراء تجارب لاختراع علاج فعال له ، أعلن المركز النيجيري لمكافحة الأمراض، مقتل 41 شخصا وإصابة 258 آخرين في نيجيريا، جراء إصابتهم بحمى «لاسا»، والتي تفشت مؤخراً في أغلب الولايات النيجيرية، في الفترة ما بين الأول من يناير إلي السادس والعشرين من نفس الشهر.
وفي الوقت الذي تكثف فيه الدول في جميع أنحاء العالم من إجراءات التصدي لفيروس «كورونا» الجديد، والذي ظهر للمرة الأولي في مدينة «ووهان» الصينية، ثم انتقل إلي العديد من العديد من الدول، وأسفر عن مقتل ما لايقل عن 258 شخصا جميعهم في الصين، وإصابة الالآف في جميع أنحاء العالم، دق فيروس «لاسا» أبواب أفريقيا من خلال نيجيريا، وسط مخاوف من انتشاره.
نيجيريا تعاني من فيروس «لاسا» منذ فترة، ولكن يبدو أن الوضع قد تفاقم وخرج عن السيطرة في الآونة الأخيرة، ليصل عدد الوفيات خلال أقل من شهر إلى 41 شخص، وإصابة ما يصل إلي 258 شخص آخرين.
أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن حمى «لاسا»، تعتبر فيروسا حادا، تصاحبه أعراض منها الضعف والصداع وآلام العضلات والقي، وأوضحت المنظمة العالمية أن «لاسا» هو مرض حيواني المصدر، حيث يصاب البشر به عن طريق مخالطة حيوانات مصابة بالعدوى، وتعتبر «الفئران» هي المصدر الأساسي للفيروس.
تنتقل العدوي للإنسان عادةً، نتيجة ملامسة أو التعرض لـ براز الفئران المصابة بالعدوى، وينتقل بين البشر عن طريق الملامسة المباشرة، لدماء شخص مصاب بالعدوى أو بوله أو برازه أو غير ذلك من إفرازات جسدة، بالأضافة إلي إمكانية إنتقالة عن طريق المعدات الطبية الملوثة، مثل الأبر التي يعاد استخدامها، كما يمكن إنتقاله جنسياُ.
ويصعب تشخيص حمى «لاسا» كونها شديدة التغير وغير محددة، خصوصاً في مراحل المرض الأولى، كما تتشابه مع غيرها من أشكال الحمى الفيروسية، مثل مرض فيروس الإيبولا والملاريا وداء الشيغيلات وحمى التيفود والحمى الصفراء، ولا يمكن إكتشافة إلا في المختبرات، والفحوصات المكثفة.
وظهر فيروس «لاسا» خلال الفترة نفسها من العام الماضي، حيث أصيب حوالي 327 مواطن، توفي منهم 72 شخص، وتواجدت أغلب حالات الإصابة في كلاً من ولايتي «إيدو» بـ 108 حالة و«أوندو» بـ 103 حالة.
وتتراوح فترة حضانة حمى «لاسا» بين 6 أيام و21 يوماُ، ويبدأ ظهور أعراضة تدريجيا ابتداءً من الإصابة بالحمى والضعف والتوعك، وقد تلي ذلك بعد بضعة أيام المعاناة من الصداع والتهاب الحلق والألم العضلي والألم الصدري والغثيان والقيء والإسهال والسعال والألم البطني، وفي الحالات الحرجة قد يظهر تورم في الوجه، وسائل في الجوف الرئوي ونزيف فموي أو أنفي أو مهبلي، بالأضافة إلي انخفاض ضغط الدم.
ويصاب 25% من المرضى المتغلبين على المرض بالصمم، ولكن نصف الحالات المتعافية يسترجعوا حاسة سمعهم جزئياً بعد شهر أو ثلاثة أشهر، بالأضافة إلي تساقط الشعر واضطراب المشي في فترة التعافي، وغالباً ما تحدث الوفاة في غضون 14 يوماً من ظهور أعراض الأصابة بالفيروس في الحالات الحرجة,
تعتمد الوقاية من حمى «لاسا» على تعزيز تدابير «النظافة الشخصية السليمة» ومنع القوارض من دخول المنازل، والتخلص من النفايات والقمامة بعيداُ عن المنازل، والحفاظ على نظافة المنازل، بالأضافة إلي تربية القطط، كما يجب توخي الحذر من ملامسة دم المصابين والسوائل التي تخرج من أجسادهم، بحسب ما نشرت منظمة الصحة العالمية.