لماذا وقفت حماس مع أردوغان على حساب بشار الأسد ؟
يقف مسؤولون في حركة حماس إلى جانب تركيا، ويؤيدون العمليات التي يشنها الجيش التركي في محافظة ادلب في شمال سوريا، ويؤكد هؤلاء القادة أن لتركيا كامل الحق بإرسال تعزيزاتها إلى ادلب.
كما يعتبر قادة حماس أن أي رد فعل يقوم به جيش الأسد ضد الجيش التركي عدوان مرفوض وجريمة، ويعتبرون أن أنقرة شريكة حماس الأساسية وتحظى بتأييد حماس المطلق حتى ولو على حساب العلاقة مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي بداية العملية العسكرية التركية، أعربت حماس، عن تفهما لـ "حق تركيا في حماية حدودها، والدفاع عن نفسها، وإزالة التهديدات التي تمس أمنها".
ومن القادة الحمساويين الذين أيدوا العملية التركية عضو المكتب السياسي عزت الرشق، الذي قال إن من حق تركيا، الدفاع عن نفسها، وحماية حدودها، من التهديدات الخارجية والجماعات الإرهابية.
ويؤيد موسى أبو مرزوق وخالد مشعل وصالح العاروري، موقف تركيا، رغم توتر العلاقات مع سوريا.
ويعتبر القيادي البارز في حماس محمود الزهار، أحد أهم المطالبين بعودة العلاقات مع سوريا، حتى وإن كانت الفرص صعبة المنال، لكن لا بد من اجراء الكثير من المحاولات لإقناع رئيس النظام السوري بسار الأسد، حتى تعود العلاقات.
ومنتصف العام الماضي، شن الرئيس السوري، هجوما حادا على جماعة "الإخوان المسلمين"، واصفا أفرادها بالشياطين، ما دعا المحللين السياسيين لاعتبار أن الأسد قصد في تصريحاته قيادة حركة حماس التي تعتبر الذراع الفلسطيني من الجماعة.
واعتبر الأسد، أن الإخوان المسلمين، "سحبوا من الديانة الإسلامية الأخلاق وشوهوها وخربوا صورتها"، حيث اتهم "الإخوان المسلمين" بـ"تشويه الإسلام وتخريب صورته عبر عقود مضت، وخاصة من خلال إدخال مفهوم العنف إلى دين الخير والحق"، معتبرا أن هناك علاقة بديهية "للفكر الإخواني بالفكر الوهابي المتخلف".
وحاول قادة في حماس إعادة ترتيب العلاقة مع سوريا، من خلال ايران وحزب الله اللبناني، ولكن كل تلك المساعي فشلت، ويبدو أن رفض سوريا إعادة العلاقات أمر لا رجعة عنه.
ويقول المحلل السياسي العراقي، احسان الشمري: إن حماس تذهب للأماكن التي يوجد فيها أموال، لتستفيد منها، فذهبت إلى قطر لا لشيء إلا لأجل المال، وذهبت لسوريا من أجل المال، وكذلك لماليزيا، ولإيران وحزب الله لأجل المال والسلاح، ولكن تركت سوريا عند أول مشكلة مرت على البلاد، في بدايات الأزمة السورية.
وأضاف أن حماس حاولت إقامة علاقات مع السعودية والإمارات لما لتلك الدول من مزايا مالية تريدها حماس، ولكن تفاجأت حماس برفض سعودي وإماراتي لها، فالذي يسير مع قطر وإيران وحزب الله كيف سيكون مع السعودية!
وأشار الكاتب والمحلل السياسي رائد عاشور إلى أن بعض قادة حماس لا يريدون لحركتهم الانزلاق في الأزمات مع دول عربية، مثل السعودية، ومن بين هؤلاء يحيى السنوار الذي يريد تطبيع العلاقات مع الجميع، ولكنه أخطأ عندما أشاد بعلاقات حركته مع إيران، ولكن في الوقت ذاته لم يتحدث هذا المسؤول عن علاقة حماس بتركيا، مبينا ان من يشيد بعلاقات حماس وتركيا هم أعضاء المكتب السياسي في الخارج، مثل عزت الرشق.
وأوضح أن السنوار والزهار عملا على إعادة علاقة حماس بسوريا ولكن لم ينجحا بسبب تصريحات وأفعال قادة حماس في الخارج الذي يشيدون بقطر وتركيا ويسيئون لسوريا، مرجحا باستمرار الرفض السوري لحركة حماس طالما ظل بشار الأٍد رئيسا للبلاد.