مجموعة أكسفورد للأعمال تكشف عن نتائج استطلاعها العالمي الأول للرؤساء التنفيذيين
كشفت ’مجموعة أكسفورد للأعمال‘ (OBG) عن نتائج أول استطلاعاتها العالمية للرؤساء التنفيذيين، والذي يتقصّى آراء شريحة من الرؤساء التنفيذيين من شتى أنحاء العالم حول ما تنطوي عليه الأسواق الناشئة من الفرص والتحديات والمخاطر في ضوء التراجع الاقتصادي الراهن.
وكانت المجموعة قد أجرت أول استطلاعاتها لآراء الرؤساء التنفيذيين في 2016 بهدف تزويد عملائها بصورة عامة عن الميول العامة في عالم الأعمال والأسواق التي تغطيها، والتي أطلق عليها مصطلح أسواق "الشريحة الصفراء" (Yellow Slice) في إشارة إلى اللون المعتمد لدى الشركات. ولاقى هذا النوع من التقارير شعبية واسعة ليصبح منذ ذلك الحين جزءاً متأصلاً في محفظة الأدوات البحثية التي تملكها ’أكسفورد‘ الرائدة عالمياً في البحوث والخدمات الاستشارية.
ويأتي الاستطلاع العالمي للرؤساء التنفيذيين كإضافة جديدة إلى محفظة ’أكسفورد‘، فهذه هي المرّة الأولى التي تقوم فيها المجموعة بطرح الأسئلة على كوكبة من أهم قادة الشركات المحليين والإقليميين حول العالم، لتجمع وتقارن وتنشر إجاباتهم في تقرير واحد؛ حيث شمل الاستطلاع، الذي يهدف إلى رصد المزاج العام في قطاع الأعمال، نحو 7000 مسؤولاً تنفيذياً رفيع المستوى من مختلف القطاعات، والذين أجريت معهم مقابلات شخصية معهم أجابوا فيها على سلسلة من الأسئلة المدروسة، ليصار إلى استخدام إجاباتهم في إعداد التقرير الكامل.
وبحكم الأجواء الجيوسياسية والاقتصادية السائدة حالياً، كانت نظرة المشاركين أقل إيجابية حيال المناخ العام لمزاولة الأعمال في عام 2020 قياساً بالأعوام السابقة، وهو توجه يبرز بقوة أكبر في أسواق أمريكا اللاتينية نظراً للاضطرابات السياسية، إذ اقتصرت نسبة المتفائلين من الرؤساء التنفيذيين على 45%، مقارنة مع 82% في تقرير 2018.
كما أبدى المشاركون الآسيويون توجهاً مشابهاً، حيث وصف فقط 56% منهم نظرتهم بـ"إيجابية" أو "إيجابية جداً"، ما يمثل هبوطاً عن مستوى 76% الذي تم تسجيله في 2018، وهو ما قد يعزى جزئياً إلى تراجع الطلب من الصين وحالة انعدام اليقين الناجمة عن الحرب التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن جهة أخرى، وبالرغم من الأجواء الراهنة وما تنطوي عليه من تحديات، فقد حافظ الرؤساء التنفيذيون على إيجابيتهم بخصوص توسيع نطاق أعمالهم على مدى الأشهر القليلة القادمة؛ حيث أعرب نحو ثلثي المشاركين (62%) عن اعتقادهم بأن شركاتهم "من المرجح" أو "المرجح جداً" أن تقدم على استثمار هام خلال السنة القادمة، وهي النسبة ذاتها التي تم تسجيلها في 2018، قياساً بـ59% في 2016.
وتجدر الإشارة إلى أن الاستطلاع تم إجراؤه وإعداد نتائجه بطبيعة الحال قبل ظهور أزمة فيروس الكورونا (covid-19) الحالية، والتي ألقت بظلالها ثقيلة على الأسواق العالمية والمناخ العام لمزاولة الأعمال.
وتتسم بيئة الإقراض في العديد من أسواق "الشريحة الصفراء" (Yellow Slice) بتزايد صعوبة الحصول على رأس المال الذي يعتبر جزءاً أساسياً من العملية الاستثمارية بالنسبة للكثير من الشركات، وينعكس هذا التوجه في استطلاع ’أكسفورد‘ الذي أشار 44% من مشاركيه إلى أن الحصول على القروض يعتبر "صعباً" أو "صعباً جداً"، وهي نسبة مشابهة لما ورد في تقرير 2018، و تمثل زيادة ملموسة عن 2016، التي كانت 28% فقط. ومن الجدير بالملاحظة أن الإجابات تفاوتت بشكل كبيير من سوق إلى أخرى، إذ سجلت السوق الأفريقية المستوى الأعلى من حيث صعوبة الإقراض، مع إشارة 60% من المشاركين المقيمين في القارة إلى أن الحصول على القروض يعتبر "صعباً" أو "صعباً جداً"، وهي نسبة أعلى بكثير قياساً بأمريكا اللاتينية (39%) والشرق الأوسط(37%).
وعلى صعيد المناخ الضريبي المحلّي، سجّل الاستطلاع إجابات متفاوتة، مع استقرار في نسبة من يعتقدون بأن بيئتهم الضريبية تعتبر تنافسية، والتي تبلغ 49% منذ 2018، علماً بأنها كانت أعلى في تقرير عام 2016 حين زادت عن 70%. وقد اتسمت نظرة قادة الشركات في الشرق الأوسط بكونها الأكثر إيجابية حيال البيئة الضريبية المحلية، رغم القرار التاريخي بفرض ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5% في دول مجلس التعاون اعتباراً من 2018.
وأفاد المشاركون بأن "القيادة" هي أهم المهارات المطلوبة في قطاعاتهم، ما ينسجم مع ما ورد في الاستطلاعات الأخرى التي أجرتها ’مجموعة أكسفورد للأعمال‘ حتى تاريخه، فيما تفاوتت الآراء بخصوص بقية المهارات؛ حيث يميل الرؤساء التنفيذيون من أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط إلى تصنيف "البحوث والتطوير" في المرتبة الثانية بين المهارات المطلوبة في أماكن العمل، بينما احتلت "الهندسة" هذه المرتبة في أفريقيا وآسيا.
وأكّد أوليفر كورنوك، رئيس التحرير لدى ’مجموعة أكسفورد للأعمال‘، بأن الاستطلاعات لعبت منذ إطلاقها دوراً هاماً كأداة بحثية في يد المشتركين بخدمات المجموعة، من خلال تزويدهم بصورة واضحة عن آراء قادة الشركات في أسواق "الشريحة الصفراء" (Yellow Slice) حول بيئاتهم المحلية على أصعدة النمو، والضرائب، والتنظيم، وإمكانية الحصول على التمويل واليد العاملة.
وقال كورنوك معلّقاً: "يمثل إدراك وفهم المزاج السائد في بيئة الأعمال، والذي لا يمكن رصده بدقّة إلا عبر البحوث والاستطلاعات، عاملاً فائق الأهمية بالنسبة لروّاد الأعمال والمستثمرين عند تقييمهم للمخاطر في بيئة ما، حيث تعكس هذه الميول مستوى الثقة الذي تحظى به سوق ما من قبل المنخرطين فيها والمعنيين بها".
ونوّه كورنوك إلى أن أسواق "الشريحة الصفراء" وغيرها من الأسواق الأكثر تقدماً تعاني بوضوح من الآثار السلبية للمناخ السائد عالمياً في ظل العولمة وتراجع معدلات النمو العالمية، فضلاً عن التوترات الجيوسياسية وتقلبات أسعار السلع والحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
وعلّق بالقول: "لهذا السبب لا عجب في أن مشاركينا هذا العام كانوا أكثر سلبية حيال بيئات أعمالهم قياساً بالسنوات السابقة، مع تراجع نسبة المنظورات "الإيجابية جداً" في أوساط الرؤوساء التنفيذيين بمعدل 18%. ولكن رغم ذلك، ثمة بوادر إيجابية للأسواق في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا والشرق الأوسط، مثل تباطؤ النمو في الأسواق المتقدمة، وما تمتاز به أسواق ’الشريحة الصفراء‘ من أسس اقتصادية راسخة، ونواتج محلية إجمالية إيجابية، فضلاً عن القوّة العاملة الشابّة".
ويمكن الاطلاع على وجهة نظر كورنوك في مدوّنة المحررين التابعة لـ’مجموعة أكسفورد للأعمال‘، بالإضافة إلى تحليلات المحليين الإقليميين الأربعة للمجموعة حول الأسواق التي يغطونها؛ حيث تعتبر المدوّنة، التي تحمل اسم "الأفق التالي" (Next Frontier)، منصة يشارك من خلالها خبراء ’أكسفورد‘ آراءهم وأفكارهم حول آخر التطورات والمستجدات في مختلف قطاعات الأسواق عالية النمو التي تغطيها أبحاث المجموعة، والتي يزيد عددها عن 30 سوقاً.
وتندرج استطلاعات آراء الرؤساء التنفيذيين في محفظة الأدوات البحثية التي تملكها ’مجموعة أكسفورد للأعمال‘، وتتوفر نتائجها الكاملة عبر الإنترنت وفي نسخ مطبوعة، وذلك بالتزامن مع عمل المجموعة على إجراء دراسات مشابهة في العديد من الأسواق التي تغطيها.
لمحة عن استطلاعات الرؤساء التنفيذيين من ’مجموعة أكسفورد للأعمال‘
تم تصميم هذا الاستطلاع بهدف معاينة النظرة العامة إلى مناخ الأعمال في أوساط قادة الشركات (الرؤساء التنفيذيين أو أي مسؤولين مؤسسيين من مستوى مشابه) ومنظورهم بخصوص الأشهر الـ12 التالية، حيث حرصت المجموعة على إجراء المقابلات بشكل شخصي (على العكس من العديد من الاستطلاعات المشابهة)، وذلك مع تغطية كافة القطاعات والشركات بمختلف أحجامها وتخصصاتها، ونشر النتائج النهائية دون ذكر أسماء المشاركين.
وقام الاستطلاع العالمي للرؤساء التنفيذيين من ’مجموعة أكسفورد للأعمال‘ على إجراء مقابلات مع نحو 7000 مسؤول تنفيذي رفيع المستوى، وذلك مع اختيار الشركات وفق معايير محددة من بينها:
80 % من الشركات كانت خاصة
39 % من الشركات كانت عالمية
16 % من الشركات كانت إقليمية
45 % من الشركات كانت محلية
وتسمح البيانات الناتجة عن الاستطلاع بتحليل مزاج الأعمال في كل الدول المشمولة، فضلاً عن تكوين صورة إقليمية وعالمية، مع إمكانية إجراء المقارنات بين الدول والمناطق. ويتم تقديم النتائج في صيغة إحصائية مع أشكال بيانية، ومناقشتها في مقالات بأقلام كبار محرري ’مجموعة أكسفورد للأعمال‘ التي تتيح هذه النتائج والأشكال البيانية والتحليلات من مصادر تحرص على موثوقيتها قدر الإمكان، وذلك بهدف توفير المعلومات فقط، ولكنها لا تتحمّل أي مسؤولية عن أي خسائر، مالية أو غيرها، قد تتكبدها أي جهة (فرداً أو مؤسسة) كنتيجة لاستخدام هذه المعلومات.