سر تبادل إطلاق النار بين الكوريتين عقب ظهور كيم
بعد أن اختفى الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون لمدة 3 أسابيع دون إخطار أحد بموقعه وباتت الشائعات تنتشر حول أن الزعيم الكوري الشمالي يغيب عن الأنظار لإجرائه عملية جراحية في القلب وشائعات أخرى رجحت وفاته وفتح باب التكهنات حول سيناريوهات خلافته ظهر كيم مرة أخرى بشكل مفاجئ مثلما اختفى دون توضيح لغيابه الخفي طوال تلك المدة.
غداة اليوم الذي ظهر فيه الزعيم الكوري الشمالي قالت هيئة الأركان المشتركة بكوريا الجنوبية في بيان لها صباح الأحد إن عدة طلقات نارية أُطلِقت من كوريا الشمالية تجاه موقع حراسة بكوريا الجنوبية على الحدود وأضافت أن كوريا الجنوبية ردت بإطلاق رصاصتين باتجاه كوريا الشمالية ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
وجاء إطلاق الرصاص بعد يوم واحد من تقرير بثته وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية عن حضور كيم افتتاح مصنع أسمدة في أول ظهور للزعيم منذ 11 أبريل الماضي.
تبادل إطلاق النار بين الجانبين ليس أمراً طارئاً أو حدثاً غير عادي فالكوريتان تعتبران في حالة حرب من الناحية الفنية والمنطقة معزولة السلاح بينهما واحدة من أخطر البؤر المتوترة حول العالم ويوجد بها نحو 35 ألف جندي أمريكي في إطار معاهدة الدفاع المشترك بين سول وواشنطن لكن توقيت حادث اليوم لا يمكن تفسيره بعيداً عن “دراما اختفاء الزعيم”.
وقال تشوي كانج نائب رئيس المعهد الآسيوي للدراسات السياسية إن توقيت هذا الاستفزاز يثبت أن كيم ما زال مسؤولاً عن الجيش الكوري الشمالي وأن “كيم كان يحاول إثبات أنه بصحة جيدة و إنهاء كل التكهنات بأنه ربما لا يسيطر بشكل كامل على الجيش وبدلاً من أن يطلق صواريخ ويشرف على إطلاق صاروخ فكيم ربما يذكّرنا بـ(نعم إنني بصحة جيدة وما زلت في السلطة)”.
وقال ليف-إريك إيزلي أستاذ الشئون الدولية بجامعة إيهوا في سول إن حادث إطلاق النار ربما استهدف تعزيز الروح المعنوية في الجيش الكوري الشمالي.
وأضاف: “ربما نظام كيم يتطلع إلى رفع معنويات قواته المرابطة على خط المواجهة واستعادة أي نفوذ تفاوضي فُقد خلال أسابيع غياب الزعيم التي دارت خلالها شائعات” مؤكداً أنه “على كوريا الجنوبية والولايات المتحدة عدم الاستخفاف بمثل هذه الانتهاكات الكورية الشمالية للاتفاقيات العسكرية القائمة”.
وبحسب لورا بيكر مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية في سول فإن التوقيت “مثير للاهتمام للغاية حيث يأتي بعد 24 ساعة فقط من ظهور كيم بعد اختفائه لثلاثة أسابيع كما أن الشهور الأخيرة شهدت عدداً كبيراً من التدريبات العسكرية في الشمال؛ لتحسين جاهزية المعركة استعداداً لحرب حقيقية بحسب وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية”.
وأضافت بيكر أن بيونج يانج تستخدم أحياناً أسلوب التصعيد بغرض التهدئة بمعنى الظهور بمظهر المستعد للحرب؛ لتقوّي موقفها التفاوضي وأن أي تأكيد على أن حادث اليوم متعمّد سيمثل خيبة أمل كبيرة لسول التي تسعى منذ عامين لتخفيف التوتر مع الشمال خصوصاً بعد لقاء رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن مع كيم وتوقيعهما اتفاقاً عسكرياً يعتبر بموجبه أي إطلاق متعمد للرصاص انتهاكاً للاتفاق.