انتخابات حماس الداخلية .. مشعل وهنية من يربح المعركة؟
وسط حالة من الصراعات تستعد حركة حماس للبدء في انتخاباتها للمكتب السياسي الجديد.
معركة الانتخابات الداخلية لحماس بدأت مبكرا للغاية خاصة وسط الصراع المكتوم الدائر بين اسماعيل هنية رئيس الحركة الحالي وخالد مشعل الرئيس السابق لحماس.
وعلى الرغم من كون هذه الصراعات تدور تحت السطح الا أن بوادر خروجها للعلن بدات في الظهور مؤخرا، خاصة وسط حالة تجييش المؤيدين التي يقوم بها كل من هنية ومشعل والتي تخطت اعضاء الحركة والمؤثرين فيها لتشمل دول خارجية كايران والسعودية التي دخلت على الخط مؤخرا.
مؤيدين هنية ومشعل داخل الحركة
وبالطبع كانت بداية معركة انتخابات حماس الداخلية من داخل الحركة نفسها وسط رغبة كل من مشعل وهنية في توسيع دائرة المؤيدين في قطاع غزة، ففي الوقت الذي استطاع فيه اسماعيل هنية تشكيل جبهة قوية من المؤيدين على راسها صالح العاروي نائبه الحالي، ويحيى السنوار رئيس الحركة في قطاع غزة والقيادي البارز ماهر صلاح، تمكن مشعل من تشكيل جبهة مضادة على راسها موسى ابومرزوق نائب رئيس الحركة السابق والقياديين البارزين بالحركة محمد نزال واسامة حمدان مسؤول العلاقات الدولية بحماس وممثلها في لبنان.
ويبدو واضحا من خلال الجبهتين أن هناك صراع كبير بين الحرس القديم للحركة الذي يمثله مشعل ورفاقه، والحرس الجديد المتمثل في اسماعيل هنية ورفاقه، وربما يؤثر هذا الصراع في مستقبل حركة حماس واستراتيجيتها المقبلة.
فالحرس القديم للحركة يرى أن حماس خسرت كثيرا منذ رئاسة اسماعيل هنية لها ، ويرى ايضا ان هنية ورفاقه لا يجيدون لعبة التوازنات الدولية فارتباطهم الوثيق بتركيا وايران اثر على علاقة الحركة بالعديد من الدول الاخرى وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والامارات.
حشد دولي
ذروة هذه الخلافات وقعت خلال الشهر الحالي حينما انتقدت قيادات في الحركة محسوبة على خالد مشعل تصرفات اسماعيل هنية الاخيرة وظهوره في احتفال ايران بيوم القدس جنبا الى جنب برفقة عبدالملك الحوثي زعيم الحوثيين باليمن ، وحسن نصرالله زعيم حزب الله اللبناني وعلي خامنئي المرشد الاعلى للثورة الايرانية.
ووفقا لمصادر مقربة من حماس فان خالد مشعل وموسى ابومرزوق ابلغوا اسماعيل هنية استياءهم الشديد من مثل هذه الخطوة التي يرون انها لا تصب في مصلحة حركة حماس، لكنها تزيد عداء بعض الدول للحركة.
وجاء ذلك في نفس الوقت الذي تحدث فيه محمد نزال عن مدى حاجة حماس للتقارب مع الدول العربية مثل السعودية ومصر والأردن لأنها تمثل بيئة طبيعية للحركة وأشاد بدور السعودية ودعمها للشعب الفلسطيني ولقطاع غزة.
ويرى معسكر خالد مشعل ايضا ان السياسات الداخلية في حماس التي تعترضها اليوم الخلافات والاتهامات والتسريبات تسئ الى قوة ومكانة الحركة ولا تخدم مصالحها اطلاقا.
مشعل الاقرب
ومؤخرا حدثت مفاجأة كبرى داخل حركة حماس كان بطلها القيادي بالحركة احمد يوسف وهو المستشار السياسي السابق لاسماعيل هنية الذي خرج في تصريحات مثيرة ليؤكد أن فرصة وصول مشعل لكرسي رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس متقاربة أو أكثر قليلاً من الفرص التي يملكها هنية لذات المنصب.
وأكد يوسف أن مشعل يملك رؤية وكاريزما وعلاقات تؤهله فعلياً لإعادة انتخابه مرة أخرى لرئاسة حركة "حماس"، فمشعل يملك العلاقات القوية والمتطورة مع الدول العربية والإسلامية وحتى الأوروبية، وهذا يخدم مخطط الحركة في إعادة تأهيلها وترتيبها وبناء مؤسساتها في داخل قطاع غزة والخارج بما يتماشى مع مصالح ورؤية الحركة.
ووفقا للمصادر فان فريق خالد مشعل قام بعدة جولات مؤخرا لحشد تاييد عودة مشعل لقيادة الحركة والاطاحة باسماعيل هنية ، وهي الجولات التي شملت قطر وتركيا وماليزيا وحتى ايران ايضا لضمان ولاء المكاتب الخارجية لمشعل وفريقه.
ملف المصالحة
كذلك بدأ مشعل وفريقه في الحديث عن ضرورة فتح ملف المصالحة بين الفصائل الفلسطينية واستكماله وعلى راس هذا الملف اتمام المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية، وهو ما ايده بشدة تواصل خالد مشعل المباشر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتاكيده على ضرورة التوصل الى مصالحة فلسطينية شاملة بين كافة الفصائل.
تحركات مشعل ورفاقه اكدها كذلك تصريح محمد نزال عن تفاصيل لقاء سابق جمع قادة الحركة بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووفق تاكيدات مصادر مطلعة فان مشعل قام مؤخرا باجراء عدة اتصالات مع مقربين من بن سلمان بغية التريب للقاء قريب يجمعهما.
ولا يمكن ايضا اغفال الاجتماع الاخير الذي عقده خالد مشعل مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدنووف ، الذي يرى مراقبون انه يؤكد على قدرات مشعل وقوته في ملف العلاقات الخارجية لحماس عكس اسماعيل هنية تماما.
التنظيم الدولي للاخوان
وفي ذات الوقت لا يمكن اغفال تحركات كل من مشعل وهنية في التواصل مع قادة التنظيم الدولي للاخوان الذي تتبعه الحركة سواء المقيمين في تركيا او لندن او قطر او غيرهم، فقد كثف مشعل مؤخرا اتصالاته بقادة الاخوان المقيمين في قطر، في حين قام هنية عبر نائبه صالح العاروري المقيم في تركيا بالتواصل مع قادة التنظيم في اوروبا.
من جانبه أكد ابراهيم ربيع القيادي الاخواني المنشق والباحث في الحركات الاسلامية في تصريحات خاصة ان ما يحدث داخل حركة حماس هو أمر طبيعي ، فالحركة دوما ما تستعين بالخارج والدول الخارجية وفقا لاجندتها واستراتيجيتها المعروفة منذ تاسيسها فهي لا تخدم القضية الفلسطينية.
وقال ربيع ان استعدادات قادة الحركة للانتخابات الداخلية المقبلة بدايته حتما ستكون من الخارج وان من سيحدد اولويات عمل الحركة احدى الدول الثلاث قطر وايران وتركيا ، ومن بعدها ياتي دور الناخب الحمساوي.
واشار ربيع الى ان رئيس الحركة القادم سيتلقى اوامره من الخارج مهما كان اسمه سواء مشعل او هنية او غيرهما.