مفاجأة..خطر تحت الأرض ينذر بانهيار سد النهضة
طرح علماء جيولوجيون ومهندسون، مخاوف جدية بشأن السلامة الهيكلية لـ سد النهضة في إثيوبيا، والذي لم يكتمل بناؤه بعد، فيما تتعنت أديس أبابا بشأن الاتفاق مع القاهرة والخرطوم حول قواعد ملء وتشغيل السد.
وبحسب موقع "إيرث آند سبيس ساينس نيوز" المتخصص بعلوم الجيولوجيا والفضاء، يتخوف علماء ومهندسون من احتمالات انهيار سد النهضة، كونه مشيدًا في منطقة جبلية مرتفعة فوق منطقة ألواح تكتونية نشطة تحت القشرة الأرضية.
واستشهد بعض المهندسين بأبحاث تشير إلى أن السد معرض للمخاطر البيئية التي قد تتسبب في انهياره، حيث يتاخم السد واحدًا من أكبر الصدوع على وجه الأرض، وهو الوادي المتصدع الكبير أو الأخدود الأفريقي العظيم.
ونقل الموقع عن أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة عباس شراقي أن "إثيوبيا هي الدولة الإفريقية الأكثر نشاطًا زلزاليًا، وسد النهضة وخزانه يقعان فوق صدع، وجزء من السد مقوس بحيث يجعله أضعف بنيةً وأكثر عرضة للانهيار"، وخلال السنوات الخمس الماضية شهدت إثيوبيا 5 زلازل على الأقل تتراوح شدتها بين 4 درجات و5.3 درجات على مقياس ريختر.
ومع ذلك، قلل أستاذ الجيولوجيا بجامعة كولورادو بولدر الأمريكية روجر بيلهام من شأن هذه المخاوف، وقال إن السد يقع على بعد حوالي 500 كيلومتر إلى الغرب من تقاطع عفار الثلاثي، وهو ملتقى صفائح متباينة حيث تتفاعل الصفائح التكتونية النوبية والصومالية والعربية، مضيفًا أن الزلازل الكبيرة نادرة الحدوث في هذه المنطقة وتحدث على مسافة 200 كيلومتر تقريبا من موقع السد.
لكن بيلهام أضاف "أعتقد أن مشروع سد النهضة قد يسبب زلازل مثلما حدث عندما تم ملء سدي كاريبا وأسوان للمرة الأولى".
وأوضح هشام العسكري أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظم الأرض بجامعة تشابمان الأمريكية أن سد النهضة مشيد في منطقة تكتونية نشطة، ويمكن لزيادة الضغط فيها أن يؤدية إلى انزلاق التصدعات، وأضاف أن بناء مسطح مائي ضخم مثل خزان سد النهضة يسبب ضغطًا هائلًا على قشرة الأرض، وهذا بدوره قد يسبب انزلاقات صدعية وزلازل.
وأضاف الموقع أن الانهيارات الأرضية والفيضانات تمثل مخاطر أخرى على السد، فمصدر النيل الأزرق هو بحيرة تانا، التي تقع على ارتفاع 1788 مترًا فوق مستوى سطح البحر في المرتفعات الإثيوبية، ويتحرك النهر عبر منحدرات شديدة الانحدار تغدو غير مستقرة في بعض الأحيان عندما تقترب من سد النهضة.
وأشار شراقي إلى أن "المياه تتدفق بشدة خلال موسم الأمطار في يوليو وأغسطس وسبتمبر، ومعدل تدفق المياه اليومي يتجاوز 600 مليون متر مكعب".
وانتهى باحثون إلى أن الفيضانات المفاجئة أو التدفقات المائية غير المتوقعة من الأمطار الغزيرة - التي يُتوقع أن تزداد مع تغير المناخ - قد تؤدي إلى رفع المياه إلى مستويات قد لا يتمكن السد من التعامل معها، والطمي المحتبس قد يجعله أكثر عرضة للانهيار أو التصدع، وعلى مدى السنوات الأربعين الماضية، فقدت السدود الموجودة في السودان وإثيوبيا حوالي نصف قدرتها على حجز الطمي.
وبحسب الموقع، أصبحت المخاوف بشأن السلامة الهيكلية لسد النهضة أكثر إلحاحًا هذا الصيف، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية الأخيرة أن الخزان خلف السد بدأ في الامتلاء. ونفت الحكومة الإثيوبية ملء الخزان عمدًا، وعزت ارتفاع المياه إلى هطول الأمطار الغزيرة في المنطقة.