السر الغامض وراء انتحار نعيمة البزاز
في ظروف غامضة، انتحرت السبت الماضي الكاتبة الهولندية ذات الأصول المغربية نعيمة البزاز، والتي لا يتجاوز عمرها الـ46 عاما، تاركة زوجًا وطفلين، بعد أن عاشت صراعًا طويلًا مع مرض الاكتئاب، الذي تطرقت إليه في مؤلفها "متلازمة السعادة" الصادر عام 2008.
حاولت نعيمة البزاز أن تُعالج من مرض الاكتئاب، لكنها لم تشف منه بالكامل، فالبزاز التي ولدت في مكناس بالمغرب، لم تلبس أن غادرت وطنها لتهاجر إلى هولندا مع عائلتها وهي طفلة صغيرة في الرابعة من عمرها وأكملت دراستها الثانوية والتحقت بالجامعة، لكنها تركتها لتنخرط في مهنة الكتابة.
وبدأت نعيمة البزاز مشوارها الأدبي عام 1995، وكانت في عمر الـ 21 عاما، حيث كتبت رواية "الطريق إلى الشمال"، وحكت فيها قصة فتاة مغربية تحلم بعيش حياة أفضل في أوروبا.
نشرت أول رواية لها عام 1996، وحصلت على جائزة لمؤلفي أدب الأطفال، أو الشباب الذين يركزون على أطفال الأقليات في هولندا، وأصبحت روايتها مشهورة بين الشباب الهولندي. وفي عام 2002 ظهرت روايتها الثانية وأصبحت مجموعة قصصها الصغيرة من أكثر الكتب مبيعًا في هولندا.
في عام 2006 ظهر كتاب نعيمة الثالث والأكثر إثارة للجدل والمليء بالمحتوى الصريح والمواضيع الحساسة والنقد للعقائد الدينية، وتعرضت بسبب كتابها للتهديد بالقتل.
بدأت ملامح الكاتبة المغربية الأصل نعيمة البزاز تتكشف وعرف عنها أنها تتناول في مؤلفاتها مواضيع حساسة وجريئة، كالجنس والدين والمخدرات، وتعرضت بسبب ذلك للتهديد بالقتل سنة 2007، بعد تطرقها لتنامي ظاهرة ما يُعرف بـ"الإسلام السياسي" والإرهاب في هولندا.
وبزغ نجم الكاتبة نعيمة البزاز ودخلت عالم الأدب من أوسع أبوابه عندما حقق كتابها "Vinex women" نجاحا كبيرًا، وتروي فيه تفاصيل حياتها في "حي فينيكس" الذي عاشت فيه بهولندا.
وعرفت نعيمة البزاز أول نجاحاتها عام 2010 مع رواية "نساء فينيكس"، التي وصفت من خلالها معاناة عائلة مهاجرة أقامت بحي "فينيكس" المعروف بالعاصمة الهولندية أمستردام، بسبب عنصرية وكراهية جيرانها الهولنديين.
لم تتورع نعيمة البزاز في الحديث عن الجنس وانتقاد العقائد الدينية في كتباتها، التي وصفت بالجريئة، فالمواقع الهولندية وصفت كتاباتها بأنها تتحدث عن الجنس بشكل صريح ما جعلها تتعرض للتهديدات، ففي مقابلة لموقع "إن آر سي" الهولندي مع نعيمة عام 2012 وضفت نعيمة البزاز نفسها قائلة "أنا برميل مليء بالأحكام المسبقة.. أنا صريحة.. فمي كبير للغاية وأنا مباشرة للغاية".
كتبت نعيمة البزاز عدد من الروايات بدأتها في عامها الـ21 من عمرها برواية "الطريق إلى الشمال" عام 1995، أعقبها عدة روايات أدبية ومنها "عشاق الشيطان" عام 2002 و"المنبوذ" عام 2006 و"متلازمة السعادة" عام 2008.
كما كتبت نعيمة البزاز عن الدين والجنس والمخدرات، لتتعرض لتهديدات بالقتل منذ عام 2006 بسبب رواية حول "رجال الدين" في هولندا، ما اضطرها للتوقف عن الكتابة ودخولها في حالة اكتئاب شديدة منذ عام 2007، حيث قطعت علاقتها مع المحيطين بها.
وفي عام 2010 قررت نعيمة البزاز، التوقف عن إعطاء المحاضرات، لتعرضها للتهديد بقنابل المولوتوف "الزجاج الحارق" من قبل جيرانها، وذلك بعد أن ذكرت في روايتها "نساء فينيكس" بعض جيرانها، مما أثار غضبهم، وجاء تعرضها للتهديد من قبل أحد جيرانها الذي كان يحمل في يده قنبلة مولوتوف.
وصفها بعض رجال الدين المغاربة بالملحدة ذات الأفكار المنحرفة عن الدين وحديثها عن الجنس، ومرجعين عملية انتحارها الغامضة ليس لموجة الاكتئاب التي عانت منعا البزاز منذ عام 2007 بسبب تهديد جيرانها لها في حي فينيكس الهولندي، كما تذكر المواقع والصحف الهولندية، لكن بسبب بعدها عن ربها وعن العقيدة جعل حياتها جحيما.