الخطر يتصاعد.. ماذا يحدث في إثيوبيا والسودان ومصر؟
تواجه دول المنبع خلال الايام الماضية سيول كبيرة وفيضانات غير مسبوقة، خاصة دولتي السودان وإثيوبيا، الأمر الذي أدى إلى إغراق آلاف المنازل وتشريد مئات الآلاف من الأسر بشكل مفاجئ، هذا بالإضافة إلى سقوط آلاف الضحايا والمصابين، حتى أن الخطر أصبح يتصاعد يوما تلو الآخر.
وخلال الشهور الماضية ضربت عدة سيول إثيوبيا والسودان على حد سواء، رغم إعلان الأول بدء ملئ سد النهضة بشكل متعنت دون الوصول إلى اتفاح يرضي الجميع، كما أن مصر تواجه هذه السيول منذ يوم السبت في محافظات الصعيد ، ولكن ما يطمئن أنه لا يوجد إصابات أو وفيات حتى الآن .
فمنذ أيام عدة يعيش السودان على وقع سيول وفيضانات غير المسبوقة منذ سنوات طويلة، بحسب ما أكد عدة مسؤولين في الدولة، ما دفع مجلس الأمن والدفاع إلى إعلان حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر، كما قرر اعتبار السودان منطقة كوارث طبيعية، وتشكيل لجنة عليا لدرء ومعالجة آثار السيول والفيضانات التي اجتاحت عددا من الولايات السودانية.
جاء ذلك خلال اجتماع المجلس، مساء الجمعة، في القصر الجمهوري واستعراضه لتقارير الخريف والفيضانات لهذا العام، وفقا لوكالة الأنباء السودانية.
بدورها، قالت وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية، لينا الشيخ، في تصريحات صحافية عقب الاجتماع، إن المجلس أعلن حالة الطوارئ لثلاثة أشهر واعتبار البلاد منطقة كوارث طبيعية، وذلك بعد استماعه للتقارير المتعلقة بفيضانات هذا العام ووقوفه على حجم الخسائر البشرية والأضرار المادية، وفق (العربية.نت).
يذكر أن منسوب مياه الفيضانات في السودان وصل خلال الأيام الماضية لمستويات ارتفاع قياسية تسببت في مقتل العشرات وتدمير آلاف المنازل، كما زحفت على بعض الأحياء في العاصمة الخرطوم.
وجاء الفيضان رغم بدء إثيوبيا في ملء خزان سد النهضة على النيل الأزرق في يوليو.
وعادة ما يشهد السودان الفيضان في الصيف، لكن هذا العام تسببت مستويات المياه غير المسبوقة في إغراق مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، بينما يخشى السكان في أنحاء الخرطوم على منازلهم بسبب المياه الآخذة في الارتفاع.
وفاة 99 وتضرر أكثر من 100 ألف منزل
يشار إلى أن فيضانات السودان كانت أسفرت عن تأثر 16 ولاية من ولايات البلاد، ووفاة 99 مواطنا وإصابة 46 آخرين، وتضرر أكثر من نصف مليون نسمة، وانهيار كلي وجزئي لأكثر من 100 ألف منزل.
كما تجاوزت معدلات الفيضانات والأمطار لهذا العام، الأرقام القياسية التي رصدت خلال الفترة ما بين 1946 وحتى 1988 مع توقعات باستمرار مؤشرات الارتفاع.
وكان رئيس الوزراء، عبدالله حمدوك، أكد الأحد الماضي، أن "مناسيب النيل وروافده هذا العام وبحسب وزارة الري والموارد المائية غير مسبوقة منذ 1912." كما أشار إلى أن فيضان هذا العام أدى لخسائر مفجعة وموجعة في الأرواح والممتلكات.
وفي اثيوبيا أفاد سكان ومسؤولون حكوميون، أن الأشخاص الذين نزحوا بسبب الفيضانات الأخيرة بمنطقة عفار يفرون من منازلهم وماشيتهم، حيث اشتدت الفيضانات، خاصة فى مناطق أسايتا وأفامبو ودوبتى ومايل، وفقا لتقرير وكالات الأنباء.
وقال ألو يايو، أحد السكان الذى يراقب الأضرار الناجمة عن الفيضانات، أن السكان الذين نزحوا بسبب الفيضانات تركوا ماعزهم وأبقارهم فى المنطقة، لافتا إلى أن السلطات أرسلت طائرة هليكوبتر إلى المنطقة لإجلاء السكان من المناطق المتضررة من الفيضانات، قائلا: "الطائرة تقل 15 شخصًا فقط ولا يمكنهم حمل أى أمتعة".
وأضاف أحمد عبد القادر، مستثمر زراعى فى أسايتا وريدا، "نزح الكثير من الناس حيث دمرت جميع منازلهم وتركوا ملابسهم وزراعتهم. ووجد هؤلاء الأشخاص صعوبة كبيرة في البقاء على قيد الحياة".
وصرح محمد حسين، رئيس مكتب التنسيق الوطني الإقليمي للوقاية من الكوارث والأمن الغذائي في عفار، أنه تم نقل ما لا يقل عن 400 شخص من منطقتين متضررتين.
وذكرت تقارير إعلامية أن هذا ليس أول فيضان في منطقة عفار هذا العام، وتحدث الفيضانات في المنطقة لسببين، أحدهما هو فيضان نهر أواش، الذى يعبر عشر مقاطعات في المنطقة، والآخر هو فيضان مرتفعات أمهرة وتيجراي وأوروميا إلى عفار، خاصة على الجانبين الأيمن والأيسر لنهر الأواش.
ورغم هذه الكوارث التى حدثت إلا أن مصر الأقل تضررا وسط الجميع، ففي الساعات الأولى من مساء أمس السبت سقطت سيول متوسطة ومتوقع غزارتها خلال الساعات القادمة بالمناطق الجبلية الواصلة بين طريق قنا - سفاجا، بالقرب من قرية النصر التابعة لمجلس مدينة سفاجا، ودن وقوع إصابات أو وفيات.
وأكد أحد أبناء القبائل القريبة من موقع سقوط السيول، أن السيل سقط على بعد قرابة 3 كيلو متر من الكيلو 85 الرابط ما بين طريق قنا سفاجا، وقرية النصر التابعة لمجلس مدينة سفاجا بمحافظة البحر الأحمر.
من جانبه، أعلن مجلس مدينة سفاجا استعداده بالمعدات المختلفة تحسبا لوصول السيول للطريق أو المناطق السكنية البدوية القريبة من المنطقة.
فيما قالت الدكتورة إيمان شاكر وكيل مركز الاستشعار عن بعد بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، إن فرص تشكل السيول مستمرة غدًا على وسط وجنوب سيناء وسلاسل البحر الأحمر ومناطق على جنوب الصعيد، لافتة إلى استمرار سقوط الأمطار المتوسطة إلى الغزيرة على هذه المناطق.
وأضافت خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب عبر فضائية «MBC مصر»، مساء السبت، أن الأمطار تنحسر عن منطقة جنوب سيناء فقط الاثنين ، ذاكرة أن الهيئة أعلنت عن السيول وفرص سقوط أمطار على مدينة كاترين في بيان الاثنين الماضي.
وأوضحت أن الأمطار امتدت لتشمل جنوب ووسط سيناء وبعض مناطق من سلاسل البحر الأحمر وبعض المناطق من محافظات شمال وجنوب الصعيد، بداية من أول أمس حتى أمس، قائلة إن الأمطار الغزيرة تتجمع في الأماكن المرتفعة ثم تنزل في الوديان ومخرات السيول، نظرًا للطبيعة الجغرافية.
وأشارت وكيل الاستشعار عن بعد بالأرصاد إلى تسبب السيول والعواصف الترابية في إغلاق العديد من الطرق كطريق سفاجا والزعفرانة ورأس غارب، موضحة أن السحب الرعدية بهذه الأماكن تكون مصحوبة بعواصف وتنخفض معها الرؤية الأفقية