الخبير الدولى حاتم صادق: التحول الى استخدام الغاز في السيارات يوفر ١٢٠٠ جنيه شهريا لكل مواطن
اكد الخبير الدولى الدكتور حاتم صادق، الأستاذ بجامعة حلوان، ان اتجاه الدولة الى التوسع في الاستثمار في الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة ، يمثل احد اهم التوجهات العالمية التي تتبعها الدول المتقدمة لكبح جماح التلوث الناجم عن التطور التكنولوجى الهائل في مختلف مناحى الحياة.
وقال، ان استخدام الغاز الطبيعي بدلا من البنزين أو السولار في السيارات يوفر للمواطن ما يقرب من ١٢٠٠ جنية شهريا، وهو رقم يمكن مهم خاصة بعد ان تسبب "كورونا" في تقليص دخول نحو 74% من المصريين، مشيرا الى اهمية ان تتجه الدولة الى التخلي عن استخدام الطاقة التقليدية الملوثة للبيئة والإنسان، بعد ان أصبح استخدام الطاقة المتجددة هو الأمر الأجدى خاصة ان الإستخدام المكثف للطاقة التقليدية التي تعتمد على الوقود الأحفوري البترول ومشتقاته والفحم والغاز الطبيعي، تسبب بأضرار خطيرة للإنسان والبيئة وجميع الكائنات الحية ، كما انه أدى إلى تلوث بيئي لم يشهد له مثيل وإلى الإحتباس الحراري وإرتفاع درجة حرارة الأرض والأمطار الحامضية، وإلى العديد من الكوارث البيئية التي بدأت ولا يعرف متى تنتهي.
وأضاف صادق، ان الارتباط الوثيق بين البيئة والتنمية أدى إلى ظهور مفهوم التنمية المستدامة، الأمر الذي يستلزم الاهتمام بحماية البيئة لأجل تحقيق تلك التنمية، حيث تشكل الطاقة المتجددة أحد وسائل حماية البيئة، لذلك نجد دولا عديدة تهتم بتطوير هذا المصدر من الطاقة وتضعه هدفا تسعى لتحقيقه.
وأوضح الخبير الدولى، انه على الرغم من كل الاهتمام العالمي الكبير بالطاقة المتجددة كطاقة نظيفة وبديلة في المستقبل للطاقة الأحفورية، فإن جميع الدلائل توضح بأن الطاقة المتجددة لن تستطيع أن تلعب هذا الدور حتى في المستقبل البعيد نتيجة لتوافر الطاقة التقليدية بكميات كبيرة تكفي احتياجات عالمنا حتى نهاية القرن الحالي والصعوبات الكبيرة التي تواجه تكنولوجيا الطاقة المتجددة والناتجة عن تبعثرها وكونها متقطعة وغير مستمرة ومحدودية كفاءتها وبالتالي الكلف العالية للاستثمار فيها. لافتا الى أن هناك استعمالات معينة تستطيع الطاقة المتجددة أن تلعب فيها دوراً رئيسياً في تزويد الكهرباء للمناطق الريفية والفقيرة والنائية، كما أن كلف إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح في انخفاض مستمر مما يجعلها أكثر قدرة على المنافسة إلا أن طبيعتها المتقطعة ستحول بينها وبين لعب الدور الرئيسي لإنتاج الكهرباء حتى على المستقبل البعيد.
وطالب الدكتور حاتم صادق، المنظمات الدولية إلى ضرورة التزام بمراقبة عملية التحول الى الطاقة البديلة ومساندة الدول خاصة النامية في تحقيق تنمية عادلة ومستدامة، والبحث عن مصادر جديدة ومتجددة للطاقة، تحافظ على البيئة وتضمن استدامتها، وتحقق العدالة بين الأجيال المتلاحقة وتوفر فرص عمل جديدة، وتلبّي الطلب المتزايد على الطاقة، ومن ثم تحقق تنمية مستدامة.