معتز عبد الفتاح: 3 ملفات نجحت فيها الدولة آخر 7 سنوات.. و3 أخرى لنواصل المسيرة
قال الدكتور معتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية، إن الدولة المصرية خلال السنوات السبع الماضية نجحت في إعادة الاعتبار لفكرة الدولة في عقول قطاع واسع من المصريين وهو ما أطلقت عليه القيادة السياسية "تثبيت أركان الدولة"، كما نجحت الدولة في نسج علاقات متميزة مع دول العالم المختلفة، مع استثناءات قليلة، بما خلق رأس مال شخصي للقيادة السياسية ورأس مال دولي للحكومة المصرية، كما نجحت الدولة في دفع الوطن دفعا في سكة التنمية المادية من خلال مشروعات ضخمة في كل ربوع الوطن.
أضاف عبد الفتاح، خلال تقديمه برنامج "باختصار" عبر فضائية "المحور"، أنه كي تكتمل منظومة النجاح فلا يمكن أن نتجاهل احتياج مصر لنفس الجهد في اتجاهات ثلاثة أخرى لا تقل أهمية عما سبق، الأول هو معالجة الزيادة السكانية الأرنبية، حيث أن عدد سكان مصر بلغ عام 1948 نحو 20 مليون نسمة، ثم ظل يتضاعف حتى تجاوزنا 100 مليون نسمة، فالمصريون احتاجوا إلى عشرات الآلاف من السنوات ليصلوا إلى الـ20 مليونا الأولى، ثم تمكنوا من التضاعف عدة مرات فى سنوات قليلة، دون أن يتمكنوا من تحقيق زيادة مماثلة فى مساحة الأرض الزراعية أو حجم المياه المتاحة، ليحافظوا على تأمين ضروريات الحياة، كما لم يتمكنوا من تحقيق تنمية بشرية أو من تحقيق مستوى رفاهية حققته دول نامية أخرى.
تابع: "الاتجاه الثاني هو إعادة بناء الشخصية المصرية بما يتناسب مع قيم المجتمع المتمدن في الزمن الذي نعيشه، قيم الإنسان المصري المعاصر في معظمها قيم عشوائية تجمع بين أربعة (فاء): الفتي، الفتاكة، الفتونة، الفهلوة. ومعظم الأجيال الجديدة لا تجد من يربيها على قيم التمدن من احترام القانون واحترام حقوق الآخرين واحترام الوقت والخصوصية فضلا عن مهارات إدارة الذات والعمل الجماعي واحترام الملكية العامة بل وحتى أبسط قواد قيادة السيارة أو التعامل مع الآخرين، الدولة لها وظيفة تربوية لا بد أن تقوم بها مستخدمة الخطابات الخمس التي تملكها: الخطاب السياسي، الخطاب الديني، الخطاب الإعلامي، الخطاب الثقافي، الخطاب التعليمي".
واصل: "الاتجاه الثالث هو إعداد مصر لمرحلة تحول ديمقراطي جاد بأسس وطنية سليمة وبالتدرج الملائم لظروفنا، للديمقراطية عيوبها ولكن لا شك أن مميزاتها تفوق عيوبها بمراحل، ولكن الترتيبات المؤسسية المرتبطة بها تجعلنا لا بد أن نكون حذيرين, والخوف من أن تختطف الديمقراطية من قبل أعداء الديمقراطية هاجس لا يمكن تجاهله، ربما يكون الأفضل لنا أن يكون لدينا نظام ديمقراطي رئاسي بدلا من شبه الرئاسي أو البرلماني، والمهم قبل كل هذا أن نستعد في 2020 لبناء العقلية الحزبية المؤسسية القادرة على فعل التحول الديمقراطي في 2030، هذه أجندة مصر في السنوات العشر القادمة لتستكمل النجاحات التي حققتها في السنوات السبع الماضية".