ماذا حدث للكعبة المشرفة يوم ميلاد النبي؟ معجزة لا يعرفها الكثير
يحتفل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بذكرى ميلاد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، واتفق الفقهاء على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وُلِد في يوم الاثنين، واتفقوا أيضًا أنه وُلد في عام الفيل، ورجَّح جمهور العلماء أنه ولد في شهر ربيع الأول.
واختلف الفقهاء في رَقْم ذلك اليوم الذي وُلد فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من شهر ربيع الأول، ونقل الحافظ ابن كثير، العديد من الأقوال المتباينة في تحديد ذلك اليوم؛ فذكر منها: اليوم الثاني، واليوم الثامن، واليوم العاشر، واليوم الثاني عشر، واليوم السابع عشر، واليوم الثاني والعشرين.
وحسمت دار الإفتاء المصرية الجدل في رقم يوم ميلاد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: ذكرى المولد النبوي الشريف - على الرأي الراجح - يوم 12 ربيع الأول، وقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إنه صاحب ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بركاتٌ ومبشراتٌ أصابت من حوله في زمانه.
بركته على قومه
وأضاف الدكتور علي جمعة، عبر صفحته على «فيسبوك»، أن بركته -صلى الله عليه وسلم- على قومه تمثلت في الكشف عن بئر زمزم، الذي طمر قبل ميلاده بسنين عديدة، فكانت تتحمل قريش خلالها المشاق في حمل الماء وجلبه إلى الحرم وما حوله، خاصة في موسم الحجيج الذي تفد فيه قبائل العرب وزوار البيت، وهذه المهمة كانت تسمى "السقاية".
وأشار إلى أن عبد المطلب جد النبي -صلى الله عليه وسلم- شاهد رؤيا وهو نائم في الحجر تأمره بحفر زمزم، وفيها تحديد لمكانها الذي دفنت فيه عند منحر قريش.
وتابع: "وفي ذلك ربط بين إسماعيل بن إبراهيم ومحمد بن عبد الله عليهما السلام، فإسماعيل ظمئ وهو صغير فالتمست له أمه ماء فلم تجده فتفجر عند قدمه ماء زمزم فكان بداية أمره، وكذلك فإن محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم كان بداية أخرى لهذه البئر المباركة، فكان مولده بركة على قومه".
بركته على أبويه
ولفت إلى أن للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بركة على أبويه إسماعيل بن إبراهيم وعبد الله بن عبد المطلب، فقد كانت نجاتهما من الذبح بإذن الله بمعجزة، وذلك حتى يخرج من نسلهما رسول الله سيد الخلق، فدى الله تعالي إسماعيل بذبح عظيم، قال تعالى: «وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ» [الصَّافات:107]، وكانت نجاة عبد الله من الذبح آية أيضا، حيث كان سيذبح في وفاء عبد المطلب بنذره، فألهم الله القبائل أن تفديه بمائة ناقة، فلما كبر وتزوج آمنة بنت وهب، أنجبا محمدا عليه الصلاة والسلام، فهو ابن الذبيحين.
واستطرد: "ولم يلبث أبوه عبد الله أن توفي بعد أن حملت آمنة وترك هذه النسمة المباركة، ودفن بالمدينة عند أخواله بني عدي بن النجار، وكأن القدر يقول له: قد انتهت مهمتك في الحياة، وهذا الجنين الطاهر يتولى الله عز وجل بحكمته ورحمته تربيته وتأديبه وإعداده لإخراج البشرية من الظلمات إلى النور".
بركته على الكعبة المشرفة
وذكر المفتي السابق، أنه في عام مولد النبي الشريف أتى أبرهة الحبشي منتقما من العرب وحالفا أن يهدم لهم بيتهم المعظم الكعبة، وسار بجيش جرار بكل العتاد الممكن، وأحضر معه فيله لأجل هدم البيت، فجاء عبد المطلب إلى قريش فأخبرهم الخبر، وأمرهم بالخروج من مكة، والتحرز في شعف الجبال والشعاب، ثم قام عبد المطلب، فأخذ بحلقة باب الكعبة، وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجنده.
وأضاف: "وجاء أبرهة وتهيأ لدخول مكة، وهيأ فيله وعبى جيشه، فبرك الفيل فضربوه ليقوم فأبى، فضربوه في رأسه فأبى فأدخلوا محاجن لهم في مراقه ليقوم فأبى، فوجهوه راجعا إلى اليمن، فقام يهرول ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك، ووجهوه إلى مكة فبرك".
وألمح إلى أن الله تعالى أرسل عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها: حجر في منقاره وحجران في رجليه أمثال الحمص والعدس لا تصيب منهم أحدا إلا هلك وليس كلهم أصابت, فخرجوا هاربين يبتدرون الطريق الذي منه جاءوا.
ونوه بأنه نزلت بشأن هذه الحادثة سورة باسم الفيل تذكر قريشا بفضل الله عليهما ورحمته، فقال تعالي: «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ» [الفيل:1-5].
بركته في بيت أبي طالب
واستكمل: "لما مات عبد المطلب جد النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان قد عهد إلى أبي طالب برعاية ابن أخيه محمد، وكان أبو طالب رجلا فقيرا وله أولاد كثر ولا يكادون يشبعون جميعا من طعام، فلما كفلوا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم بينهم صارت البركة في بيتهم وفي حياتهم وفي كل شيء حتى الطعام، وأحس أبو طالب ببركة محمد فكانوا لا يأكلون إلا وهو بينهم، لأنهم حينئذ فقط يأكلون ويشبعون ويفيض الطعام عليهم".
ولفت إلى أنه في حادثة أخرى لما أقحطت مكة سنة من السنين وواجه الناس جفافا شديدا، فأهرع الناس إلى أبي طالب يطلبون منه أن يستسقي لهم، فأمرهم أن يأتوه بابن أخيه محمد، فأتوه به وهو رضيع في قماطه، فوقف تجاه الكعبة، وفي حالة من التضرع والخشوع أخذ يرمي بالطفل ثلاث مرات إلى أعلى ثم يتلقفه وهو يقول: يا رب بحق هذا الغلام اسقنا غيثا مغيثا دائما هطلا، فلم يمض إلا بعض الوقت حتى ظهرت غمامة من جانب الأفق غطت سماء مكة كلها، وهطل مطر غزير كادت معه مكة تغرق.