اختلافات بين القيادات في حماس تهدد مستقبل المصالحة
في بدايات أي مُصالحة يكون الطرفان في حالة من التوقد والرغبة الشديدة في الاتفاق على مُصالحة تُنهي الاختلافات، ثم سريعًا ما ترجع الخلافات والمُنازعات مرة اخرى في التفاوض وتنفيذ بنود الاتفاق.
وهذا ما حدث في المفاوضات التي تجري بين "قطبين"فلسطين "فتح وحماس"فقد بدأ ينمو المعسكر المُعارض للمُصالحة داخل حركة فتح بسبب التماطل الذي تمارسه حماس في غزة.
فقد قال روحي فتوح ، عضو اللجنة المركزية لفتح، والذي كان وأحد من القيادات المؤيدين والراغبين في المصالحة مع حماس، قال للصحافيين إن حماس مسؤولة عن انتهاك الاتفاقات الموقعة بين الحركات في تركيا. كما قال فتوح إن الصراعات على السلطة التي نشأت بين قيادة غزة بالداخل وقيادة صالح العوري في الخارج أدت بشكل كبير إلى إبطاء أي تقدم في عملية المصالحة. وبحسب فتوح ، بينما يحاول العاروري دفع المصالحة مع فتح إلى الأمام ، تماطل قيادة غزة بشأن ردها على فتح.
حيث قامت حماس بالموافقة على التفاهمات التي توصلت إليها الحركتان خلال لقائهما في إسطنبول، الشهر الماضي لإجراء الانتخابات. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، روحي فتوح، "إننا في اللجنة المركزية للحركة وافقنا بالإجماع على التفاهمات التي جرى التوافق عليها في إسطنبول، وما زلنا ننتظر موافقة المكتب السياسي لحماس، وأن تخاطب الرئيس محمود عباس، لإصدار مراسيم بإجراء الانتخابات.
وكانت فتح وحماس قالتا في بيان مشترك من إسطنبول، في 24أيلول/سبتمبر الماضي، إنهما اتفقتا على "رؤية"، ستقدم لحوار وطني شامل، بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية.
وأشار فتوح إلى أن الانتخابات التي تم التفاهم عليها "متتالية، تبدأ أولا بالمجلس التشريعي، وبعدها نذهب لانتخابات الرئاسة ثم انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.
وناشد الأخوة في حماس عليهم أن يلبوا ما اتفقنا عليه، الأمل مازال قائما، والحوار لم ينقطع. وبعد ساعة من وصول الخطاب يصدر الرئيس مرسوم الانتخابات".
وصرح نصًا "بتقديري لم تنضج فكرة المصالحة عند البعض، للأسف، من قيادات حماس خاصة القيادات في غزة.
وقال فتوح إن "الانتخابات هي المرحلة الأولى للمصالحة الوطنية، ونحن نريد انتخابات تشريعية ثم رئاسية ثم انتخابات مجلس وطني، وننتظر من الأخوة في حماس أن يخاطبوا سيادة الرئيس بالموافقة للبدء بالانتخابات، وليس لدينا ترف في الوقت.
نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، صالح العاروري، كان قد صرح يوم الجمعة الماضي، إن حركته ملتزمة بتفاهمات إسطنبول. "ملتزمون بالتفاهمات التي تمت في إسطنبول، ولا نتراجع عنها، ونبني عليها".
لكن يبدو بأن القيادات في الداخل، أعني داخل غزة، لا يُعجبها هذه الاتفاقية، لذلك فهي تُماطل في تنفيذ الوعود بما يضر ويُهدد مستقبل المصالحة.