الرقابة حذفت منه 3 كيلو مشاهد إباحية.. حكاية أجرأ فيلم مصري لا تطيق بطلته سماع اسمه
فى السبعينات، كانت الهوجة الكبيرة التى تنادي بمزيد من الحريات قد بدأت فى التوغل بين عدد لا بأس به من العاملين فى الوسط الفني، والذين اقتنعوا وأقنعوا أنفسهم بأن الفترة التى تمر بها مصر وقتها تحتاج إلى أن نقدم للناس الأعمال الخفيفة التى تخرجهم من دائرة التوتر والقلق المسيطر عليهم بفعل الحرب وتداعياتهم.
فى تلك الفترة انتشر الكثير من الأفلام الجريئة والمخلة فى بعض مشاهدها، ومنها فيلم "حمام الملاطيلي" الممنوع من يومها وحتى الآن من العرض نظرا لجرأته الشديدة، حتى أن البعض يصفه بأنه أجرأ فيلم فى مصر.
الفيلم من إنتاج 1973، بطولة شمس البارودي، محمد العربي، يوسف شعبان وعدد كبير من النجوم.
وقد دارت أحداث الفيلم حول الشاب أحمد، النازح من بلدته إلى القاهرة ليبحث عن عمل بجانب الدراسة، فيتعرف على الفتاة نعيمة التي تعمل بالدعارة، فتنشأ قصة حب بينهما وتأمل أن تعيش معه حياه نظيفة.
بمرور الوقت يضطر أحمد إلي العمل والمبيت في حمام الملاطيلي بالجمالية، وهناك يقابل رؤوف الرسام الشاذ جنسيا ومجموعة من الشباب الضائع، وبعد فترة يتورط فى علاقة مع زوجة صاحب الحمام، وفي الوقت ذاته، تُقتل نعيمة، فيشعر أحمد بالذنب، ويقرر العودة إلي مدينته ليبدأ من جديد.
كان العرض الأول للفيلم فى العراق، وحين جاء الدور على عرضه فى مصر، أصدرت الرقابة قرارا بحذف عدد من المشاهد المخلة توازى 3 كيلو مترات من شريط الفيلم حتى يكون صالحا للعرض، ومع ذلك لا يعرض الفيلم من وقتها وحتى اليوم نظرا لجرأة الحوار وبعض المشاهد التى لا تتناسب مع طبيعة المجتمع المصري.
وقد قضت شمس الباروي يوما كاملا فى أحد بيوت الدعارة للتعرف على تفاصيل الدور عن قرب.
ورغم أن الفيلم كاد يمحى من التاريخ إلا أن ما جري فى التسعينات أعاده مرة أخري إلى وجاه الأحداث، حيث اشترى المنتج محمد راضى، الفيلم من منتجه ومخرجه صلاح أبو سيف، وقرر عرضه ضمن أحد المهرجانات السينمائية.
وهنا نشرت شمس البارودي إعلانات فى عدد من الجرائد أعلنت فيها رفضها إعادة عرض الأفلام التى مثلتها وشددت فى الإعلان على أنها اعتزلت الفن نهائيا منذ فبراير 1982، بعد أدائها للعمرة.
كما أكدت البارودي فى أحد حوارتها أن الفيلم يعد نقطة سوداء فى مشوارها، مشددة على أنها لا تطيق سماع إسمه، وأنها قدمته فى شبابها حين كانت صغيرة السن وتسعي وراء الشهرة والنجومية.