خناقة علاء وجمال واغماءة سوزان.. لأول مرة كواليس ما حدث في القصر قبل تنحي مبارك
تتواصل اسرار ما حدث في مصر قبل نجاح ثورة 25 يناير 2011 في الوضوح يوما بعد الآخر، ولعل التركيز الاكبر يكون دوما على ما حدث في القصر الرئاسي بين الرئيس الاسبق محمد حسني مبارك وافراد عائلته.
فمع دقات الساعة الخامسة والنصف مساء الجمعة الموافق 11 فبراير 2011 ، كان الشعب المصري علي موعد مع لحظة فارقة في تاريخه الحديث ، عندما خرج اللواء الراحل (عمر سليمان ) نائب رئيس الجمهورية آنذاك ببيان مصور أذاعه على جموع الشعب المصري أعلن فيه تخلي رئيس الجمهورية الأسبق (محمد حسني مبارك ) عن منصبه وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد.
وقد كشفت مصادر وتقارير إعلامية تابعة لموقع اليوم السابع بعض الكواليس الهامة التي حدثت في قصر العروبة في الساعات الأخيرة من حكم الرئيس الراحل (مبارك) ، وكشفت عن كثير من الأسرار التي دارت بين أفراد أسرة (مبارك) وبعض مستشاريه ومقربيه في آخر ساعات له علي عرش مصر.
ولعل هذه الساعات التي لا شك كان عصيبة علي هذه الاسرة الحاكمة قد حملت كثيرًا المشاجرات والاختلافات والتشنجات سواء من أفراد أسرة الرئيس ( مبارك ) بدءا من نجليه جمال وعلاء وقرينته سوزان ، أو من الدائرة المحيطة بالرئيس الأسبق آنذاك متمثلة في الدكتور "زكريا عزمى" رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، وأنس الفقى" وزير الإعلام في هذا الوقت.
أشارت التقارير إلى أن الرئيس الأسبق (مبارك) يوم الخميس 10 فبراير وهو اليوم السابق للتنحي كان من المقرر أن يخرج بخطاب إلى الأمة يعلن فيه تنحيه عن منصبه كرئيس للجمهورية وكان هذا متفق عليه ، بالرغم من أن الرئيس الأسبق كان لديه أمل بسيط في السيطرة على الأوضاع وكبح جماح الثورة.
وبالرغم من أن الاتجاه العام في الدائرة المحيطة بمبارك كان يؤكد على أن خطاب الخميس هو خطاب التنحي وكان الاختلاف فقط علي الصيغة التي سيخرج بها الخطاب ، إلا أن (جمال مبارك) و(انس الفقي ) وزير الإعلام آنذاك رفضا أن يكون خطاب الخميس هو خطاب التنحى، بل وأصرا علي موقفهما ، بل أنهما اقترحا علي أن يكون خطاب الخميس خطاب يحاول الرئيس(مبارك) فيه تهدئة الجماهير الثائرة من خلال إعلانه عن بعض القرارات الهامة كإجراء بعض التعديلات في الدستور ، وإجراء تحقيقات موسعة بما حدث من إطلاق نار وبلطجة علي الثوار مما أدى إلى سقوط شهداء ثورة 25 يناير ، وكذلك تأكيد الرئيس على نظر محكمة النقض في صحة عضوية نواب البرلمان، وأخيرًا الإعلان عن تفويض اللواء ( عمر سليمان )فى مهام رئيس الجمهورية لمتابعة كل هذه التفاصيل.
وبالفعل قام كل من وزير الإعلام آنذاك ( أنس الفقى) و(جمال مبارك) بالإشراف على الخطاب وما جاء فيه، وصمما على أن يسير الخطاب وفقا لنهج التأكيد على أن الرئيس(مبارك) مازال متمسكًا بسلطاته، وحرصا (الفقي وجمال) على مراجعة الكلمات الدالة على ذلك، ، ووضع الاثنان، مسألة التفويض لعمر سليمان فى الجزء الأخير من الخطاب.
أشارت التقارير إلى أن "علاء مبارك" كان علي النقيض تمامًا من أخيه جمال ، فقد كان كل ما يشغله ويهمه مصير والده (مبارك) وخاصة في هذا السن ، فقد كان يخشي عليه من أن يصيبه مكروه ، وكان غير مهتم بتفاصيل السلطة والحفاظ عليها فكل ما يعنيه سلامة أبيه وخروجه الأمن من الحكم ، بخلاف جمال أخيه الذي كان لديه أمل ضعيف في البقاء في السلطة.
وأكدت التقارير رفض "علاء مبارك " القاطع والحاسم للتصور الذي تم الاتفاق عليه بين أنس الفقي وجمال مبارك لخطاب الخميس ، بل أنه لما علم بما استقر عليه شقيقه جمال وأنس الفقي في خطاب الخميس ، انتفض غاضبا ووجه الشتائم لجمال واتهمه بأنه هو السبب فى كل ما جرى، وتطور الأمر إلى الاعتداء عليه بالضرب، وصمم على أن يكون خطاب والده هو خطاب التنحى لإنهاء الأمر.
وذكرت التقارير أنه فى هذه الأجواء التي وقع فيها الخلاف المحتدم بين جمال وعلاء، صرخ مبارك فى وجه الجميع: «كفاية.. كفاية.. إنتم ضيعتوا شرفى العسكرى».
وأوضحت التقارير أن السيدة (سوزان مبارك) كانت قريبة من كل هذه التفاصيل، خاصة فيما يتعلق بالخلاف المحتدم والمشاجرة الدائرة بين ولديها الوحيدين، كما أوضحت التقارير أنها مع شدة الخلاف بين (علاء وجمال) تعرضت للإغماء مرتين، لكنها لم تفصح عن وجهة نظرها صراحة أو عن أي الحلول تميل بالنسبة لخطاب الخميس ، وإن كانت بعض المصادر ترجح أنها كانت تميل لوجهة نظر (جمال مبارك وأنس الفقي).
كما أشارت التقارير إلي أن سيدتا العائلة ممثلتين فى "خديجة الجمال" زوجة "جمال مبارك"، و"هايدى راسخ" زوجة "علاء مبارك" كانتا بعيدتين عن تفاصيل هذا المشهد وما يدور فيه، لكنهما فى نفس الوقت كانتا تتابعان ما يجري على القنوات الفضائية من أحداث، فى ظل هذه الأجواء.