سر خطير قبل وفاته بـ 4 أيام .. ماذا قال عمر سليمان عن السيسي ؟
رجل مخابرات من طراز فريد، طوال سنوات توليه رئاسة الجهاز، ثم الأيام القليلة التي أصبح فيها نائبًا لرئيس الجمهورية، ظل الغموض يحيط بشخص اللواء عمر سليمان، الذي لم يتحدث إلا قليلاً، واقتصر ظهوره الإعلامي على مجموعة من الصور يظهر فيها بوجه جامد.
واستمر هذا الغموض محيطًا بوفاته المفاجئة في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت كلمات عمر سليمان عادة ما يتم تناقلها لأنه عرف بالحكمة دائما.
في ديسمبر 2015، قال أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية الأسبق، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي "بطلي الذي أنقذ مصر، بقول كدا ومش عايز حاجة من حد أنا خلاص عندي 76 سنة".
وكشف أبوالغيط، خلال حواره ببرنامج "القاهرة اليوم"، على قناة "اليوم"، قائلا: "كنت أتواصل مع اللواء عمر سليمان، قبل وفاته بأربعة أيام أتحدث بحزن عن سيطرة الإخوان على الحكم، فقال لي: الإخوان مش هيقعدوا وما علينا إلا التمرد عليهم". وأضاف: "سليمان قال لي (في راجل قادر عليهم)، وأقسم بالله قال لي الاسم، قاللي اللواء عبدالفتاح السيسي هو رجل اللحظة".
في السياق، قال أبو الغيط إن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك ترك المسئولية وكان عمره 83 سنة، وإذا كان فى الحكم حتى الآن لكان عمره 87، مشيرا إلى أنه يقتنع بأن "مبارك" كان سيعيد ترشيح نفسه فى انتخابات 2011 لخمس سنوات مقبلة، لكن كان سينسحب من المسرح فى عام 2013 لثقل المسئولية فى هذا السن.
وأضاف "أبو الغيط"،، أن هناك مؤشرات كانت تقول إن نجل الرئيس مبارك كان يعد نفسه للرئاسة قبل ثورة يناير، لكن "مبارك" نفى خلال لقاء معه أن يسند حكم البلاد لنجله، مضيفا "مبارك قال لى هو أنا مجنون علشان أجيب ابنى فى السجن ده"، لافتا إلى أن ذلك كان فى عام 2009.
وأوضح وزير الخارجية الأسبق أنه تعجب من وصف حسنى مبارك لنفسه بـ"المجنون" فى هذا الوقت، مشيرا إلى أنه وجه حديثا لـ"مبارك" كان نصه "سيادة الرئيس جرب الأخ جمال فى عضوية مجلس الشعب كبداية"، لكن رد عليه الرئيس الأسبق قائلاً "هو أنا مجنون.. هو أنت تعرف مجلس الشعب ده شكله إيه؟.. دول يقطعوه".
وأشار أحمد أبو الغيط إلى أن المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع الأسبق، واللواء الراحل عمر سليمان لم يكونا سعداء باحتمالية توريث نجل مبارك الحكم، لافتا إلى أن المشير طنطاوى كان يعبر دائما عن ضيقه من الوضع العام ورغبته فى الانسحاب، وأنه ليس سعيدا بوضع الدولة بصفة عامة.
وكشف "أبو الغيط" أن الراحل عمر سليمان كان ينقل على لسان المشير طنطاوى بأنه والقوات المسلحة لن يكونوا سعداء على الإطلاق بهذا النوع من انتقال السلطة فى عهد مبارك.
وقال وزير الخارجية الأسبق إن الدولة المصرية تهتم بالحفاظ على الدولة السورية، لأسباب تاريخية وإستراتيجية تتمثل فى محاربة الجيش السورى مع المصرى ضد الخصم "إسرائيل" "لذلك ضياع الجيش السورى يمثل تهديدا على الجيش المصرى".
وأضاف "أبو الغيط" أن علم تنظيم داعش الإرهابى إذا رُفع على دمشق، فسيسعى التنظيم لكى يرفعه فى القاهرة، مشيرا إلى أنه لا يوجد أحد فى مصر يهتم بمصير بشار الأسد من عدمه، مشبهاً ما يجرى فى سوريا حاليا بالحرب الأهلية فى إسبانيا التى قامت فى الفترة من 1936 وحتى 1939.
وأضاف "أبو الغيط" أنه كان يحب الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك عندما كان يعمل معه، لكنه كان غاضبا جدا منه لأنه رآه يبقى على البشر لفترت طويلة رغم وجود عناصر أخرى مستعدة للخدمة العامة، لافتا إلى أنه عندما عمل معه كوزير للخارجية وجده إنسان طيب ووطنى للغاية.
قال أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية الأسبق، إن الرئيس مبارك طرح منهجًا قبل تنحيه عن الحكم لكن لم يؤخذ به فى المجتمع، وهذا المنهج هو تركه للسلطة وتعيين نائب لرئيس الجمهورية لمدة 6 أشهر، وبعدها تجرى انتخابات رئاسية، لافتًا إلى أن ذلك كان سيؤدى إلى تفادى مأساة الإخوان المسلمين وحكمهم للبلاد.
وأضاف "أبو الغيط"، أنهم كوزراء فى عهد مبارك كانوا يشعرون بأن هناك جهة من الأمن الداخلى تراقبهم، لكن الآن لم يشعر بأنه مراقب مثل السابق.
وأشار أحمد أبو الغيط، إلى أن التغييرات السلبية بعد ثورة يناير أننا رأينا محاولات إضعاف الدولة المصرية بشكل مهين للغاية، فضلاً عن تطاول خصوم مصر عليها بشكل غير مسبوق، وانهيار الاحتياطى النقدى الاستراتيجى بعدما كان فى عهد الرئيس الأسبق مبارك 50 مليار دولار، لافتا إلى أن المديونية المصرية كانت 35 مليارًا والتى أصبحت الآن 45 مليارًا طبقًا للبنك المركزى.