الخبير الدولي الدكتور حاتم صادق يحذر من تدويل الصراع في اثيوبيا
حذر الخبير الدولي الدكتور حاتم صادق الأستاذ بجامعة حلوان، من انهيار النظام السياسي في اثيوبيا، معتبرا ان تلك الخطوة ستؤدي الي تدخلات دولية وتعقيدات إقليمية قد تؤثر سلبا على امن مصر المائي المتمثل في إدارة منابع نهر النيل.
وقال، ان النظام الإثيوبي يعيش حالة من الهشاشة غير المسبوقة نظرا لأن القبلية والمحاصصة الإثنية هي التي تحكم البلاد، ولافتا الي ان هناك تاريخ طويل الازمات السياسية التي تراكمت عبر العقود الماضية هي ما أدت الي المشهد الحالي ، وأوضح أن الوضع الراهن وبعد إعلان حالة الحرب من جانب حكومة اديس ابابا في إقليم تيجراي ينذر بمزيد من العواقب الوخيمة وسنعكس هذا دون شك على السياسة الخارجية الإثيوبية وعلاقاتها مع دول الجوار مثل السودان وإريتريا والصومال، وأيضا على القضية المعقدة منذ سنوات وهى مفاوضات سد النهضة، والأيام القادمة قد تحمل الكثير من التطورات في المواقف. وأوضح ان الوضع الحالي يمكن ان ينذر بتدويل الازمة في حال فشل التوصل الي حلول توافقية لرأب الصدع بين مختلف الأطراف.
واكد ان أحد أسباب الازمة الحالية تكمن في نظام توزيع المناصب السياسية في الحكومة الاثيوبية التي تعتمد على الموازنات والمحاصصات القبلية، ومنها الأورومو والتيجراي والأمهرية، فضلا عن وجود امتداد من بعض تلك القبائل في جنوب السودان. وأضاف ان الصراع الآن يدور بين قبيلة التيجراي والقبيلة الأخرى التي ينتمي إليها رئيس الوزراء آبي أحمد، وهذا الأمر بكل تأكيد يؤثر على شرق السودان كثيرا، خاصة وأن السودان أيضا به مناطق قبلية، وهذا الصراع ليس بعيدا عندما تم تعيين الوالي في تيجراي ينتمي إلى قبيلة تتبع إريتريا إلى حد كبير، ولهذا كان قرار إغلاق الحدود حتى لا يتسلل الصراع والقوات المختلفة سواء كانت تتبع هذه القبيلة أم تلك.
ولم يستبعد الدكتور حاتم صادق ان تزيد تلك الأزمة التي تضرب إثيوبيا من تعقيدات المفاوضات الجارية بشأن سد النهضة، وأشار إلى أن أزمة سد النهضة لها علاقة بالمناطق التي بها اضطرابات حاليا في قبيلة التيجراي ومناطق أخرى مثل مناطق منابع النيل، وبالتالي فإن تلك الأزمة سوف تنسحب على الحكومة وعلى المنطقة بالكامل بما فيها مناطق سد النهضة.