نبيل أبوالياسين يكتب.. يتوددُون لمن أساءوا إليه ﷺ وينُِوحون من براثن الفقر
أمسكتُ قلمي لأكتُب مقالي هذا بعدما أثار غضبي صور متداوله على مواقع التواصل الإجتماعي قام بها عدد من مشجعي نادي «بيتار القدس »الإسرائيلي ، برسم عبارات مُسيئه للنبي محمد ﷺ، وكذلك لدولة الإمارات باللغتين الأنجليزية والعبرية على جُدران أحد الملاعب رفضاً لعقد صفقه لأسهم من النادي لشيخ إمراتي من العائله الحاكمه .
وقد تداول ناشطون صورةً للجدران التي كُتب عليها بالإنجليزية لايُمكنك شراءُنا مع إستخدام عبارةً نابيه في حق دولة الإمارات في رسالةً تُطالب الأمارات بالإبتعاد عن الناديَ فيما كُتبت عبارةً أخرى باللغةِ العبرية حملت إساءةً للنبي محمد ﷺ .
وإنتظرت كثيراً حتى يخُرجوا علينا عُلماءُنا ورموز الإسلام ، المعنيين في هذا الشأن أو أي مسؤول من دولة الإمارات وخاصةّ عاقدالنيه بشراء أسهم النادي من الأسره الحاكمه الذي تسبب في تطاول هؤلاء المجرمين على رسول الله ﷺ بأي تصريحات من شأنها تستنكر و تُدين هذه العمل المستفز لمشاعر المسلمين ، لتهدئة الغضب الثائر على مواقع التواصل الإجتماعي حتى لا ينساق شباب المسلمين وغيرهم وراء السباب بسبابُ مثلهُ لأنهم هم أعلم وأعرف منا بالدفاع عن رسول الله ﷺ ....؟
ولكن..
لهُ جنوداً لاتكل ولا تمل في الدفاع عنه بالحوار الراقي وبالعلم والمعرفه جنوداً إستهلت أعيُنها على السب والإساءه إليه ﷺ مراراً وتكراراً ونرى من بعض من ينتمون إليه يتوددُون لمن يسيئوا له ويسبوه ، بل يهرولون لإرضائهم والسعي لمصالح مشتركه بينهم تفيدهم أولاً حتى ولو كانت لاتعود بالنفع عليهم .
عُرفوا جماهير نادي «بيتار القدس » بترديد الأهازيج العنصرية تجاه العرب والإسلام منذ عقود وغالباً ما تتضمن هتافاتهُم وأغانيهم سباً للعرب والنبي محمد ﷺ بعبارات نابيه في عدة مناسبات .
فإسترضاء هؤلاء أو جلب المنافع لهم بقصد التجاره أو التربح أو أي شيئ ولو كانت مأرب شخصية فالمسلمون أولى بعضهم ببعض نفع المسلم لغيرهِ من المسلمين وذلك أولى ، حتى وإن كانت التعامل مع غير المسلم فيها نفع ومصلحه ولكن من باب لن يرضوا عنك إلا إتبعت دينهم .
نبهنا الله عزل وجل كثيراً في القرأن الكريم بأنهُ لايجوز التودُد ولا التمسح بغير المسلمين الذين إعتادوا سب رسول الله ﷺ والإساءه إليه ، ويبغضون المسلمين ولا مولاتهم لأن الله يقول من يتوالهم منكم فأنه منهم فالولاء والبراء لايكون إلا الله تبارك وتعالى وللمسلمين .
بسبب هذا يوجد بغض دفين يتضح هذا البغض عند المصالح والمعاملات وبغضهم يظهر دائماً بالسباب واللعان وسب النبي محمد ﷺ وأيضاً سب القرأن الكريم وذات الألاهيه ونحنُ مأمورين بألا نرد السُباب بسُباب مثلهُ من باب قول الله تعالى {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ..} أنكم إذاً مثلهم .
حبا الله تبارك وتعالى نبينا محمداً ﷺ من الخصائص والصفات العلية والأخلاق الرضية ما كان داعياً لكل مسلم أن يحبه ويُجلَّه ﷺ، ويعظمه بقلبه ولسانه وجوارحه وقد كان لأهل السنة والجماعة قدم صدق في العناية بجمع خصائصه وشمائله، وإبراز فضائله ومحاسنه ﷺ .
فاختار الله لنبيه ﷺ أسم محمد المشتمل على الحمد والثناء، فهو ﷺ محمود عند إخوانه النبيين والمرسلين، ومحمود عند أهل الأرض كلهم وإن كفر به بعضهم، لأن صفاته ﷺ محمودةً عند كل ذي عقل منصف وإن كابر وجحد ، لذلك قال ﷺ عن نفسه: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع «مسلم» .
وختاماً : من سعادة العبد عامه والمسلم خاصه أن يرزقه الله محبة النبي ﷺ ، ويبغض من يبغضهُ ويسبه ويسيئ إليه ولا يتودد ويتمسح به فإن محبته ﷺ أصل من أصول الدين، وشرط من شروط الإيمان، فلا إيمان لمن لم يكن النبي ﷺ أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين، لقول الله تعالى: { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } (التوبة:24)