معلومات خطيرة عن سلالة كورونا الجديدة ومدي فاعلية اللقاح ضدها
تخشي دول العالم أجمع ظهور السلالة الجديدة لفيروس كورونا التي تعد أكثر انتشارًا واشرس وأكثر فتكًا من كوفيد19 حيث يتميز فيروس كورونا المستجد عن غيره من الأوبئة بانتشاره السريع وتفيشه من منطقة إلى أخرى، وهذا ما أثار قلق العالم مع تفشيه الواسع مطلع 2020، لكن الأمر يبدو أكثر رعبا مع السلالة الجديدة.
اكتشف العلماء في بريطانيا السلالة الجديدة في الثامن من ديسمبر الجاري، أثناء مراجعة حالات لديها "تسلسل الجينوم".
وخلال الإغلاق الذي شهدته بريطانيا في نوفمبر الماضي، انخفضت أعداد الإصابات في معظم أنحاء البلاد، باستثناء منطقة "كنت"، حيث ظلت الحالات هناك ترتفع.
وكان هناك تفسيران لارتفاع الإصابات هناك: الناس لم تلتزم بقواعد التباعد الاجتماعي أو أن هناك سلالة جديدة من الوباء أكثر تفشيا.
ويقول عالم الفيروسيات الألماني الشهير، كريستيان دروستن، أن "الفيروسات تغيرها باستمرار، وحدث ذلك مع كورونا، لكن حتى ديسمبر الجاري لم تكن هناك طفرة كبيرة".
حسب تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، فإن السلالة الجديدة لفيروس كورونا تسمي VUI-202012/01، قد تكون أكثر قابلية للانتقال، بنسبة 70% وهذا من الأسباب التي تدعو للقلق لكن لا دليل حاليا على أنه يجعل المرضى في حالة أكثر سوءا.
وجاءت السلالة الجديدة من الوباء، عن طريق شخص في منطقة "كنت" جنوب شرق إنجلترا، وهو يعد بذلك أول من نقل "النسخة الجديدة" من كورونا إلى الآخرين في سبتمبر الماضي.
وأكد كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، البروفيسور "كريس ويتي"، فإن هناك 23 تغيرا مختلفا مع هذه السلالة الجديدة موضحًا أنه نبه منظمة الصحة العالمية لوجود السلالة الجديدة، وأنه سيركز على تحليل البيانات المتصلة بانتشار الطفرة.
وتقول الهيئة الاستشارية الحكومية الخاصة بفيروس كورونا إن لديها ثقة كبيرة في أن السلالة الجديدة أكثر عدوى لكنها لا دليل قاطعا على أنه أكثر فتكا.
ومما يزيد من المخاوف بشأن "كورونا المتحور" أن الأطفال الذين كانوا في منأى عن الوباء الحالي، أكثر عرضة للإصابة بالسلالة الجديدة، ويمكن أن يكون لذلك تأثير على العودة إلى المدارس في بلدان عدة في الفصل الثاني من العام الدراسي.
ويرى الباحث في جامعة بولونيا، فيديريكو جيورجي، أن العلاجات التي يجري تطويرها حاليا بما فيها اللقاحات قد تكون فعالة ضد جميع سلالات الفيروس التاجي.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن ما أبلغتنا به بريطانيا عن أن السلالة الجديدة لفيروس كورونا لا تؤثر على فعالية اللقاحات، هي "أخبار جيدة".
وأكدت الصحة العالمية عدم تأثير السلالة الجديدة لـ كورونا على فعالية اللقاحات.
وقالت "ماريا فان كيرخوف" رئيسة الفريق التقني المعني بكوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية، إنه لا يوجد دليل على أن السلالة الجديدة للفيروس تزيد من شدة المرض، وأنه "ليس هناك ما يشير إلى أن طريقة انتقال فيروس كورونا قد تغيرت".
كما أكدت أن الوضع لم يخرج عن نطاق السيطرة ولكن لا يمكن ترك الوضع على ما هو عليه.
وأثار نبأ انتشار سلالة جديدة من فيروس كورونا في بريطانيا، قلقا عالميا عن مدى خطورتها وسرعة انتشارها، خاصة مع تسببها في ارتفاع حاد في حالات الإصابة بـ"كوفيد-19" هناك.
حظرت أكثر من 40 دولة وصول الوافدين من بريطانيا بسبب مخاوف من انتشار سلالة جديدة من فيروس كورونا.
وعلقت الرحلات الجوية من بريطانيا إلى عدد من الدول في جميع أنحاء العالم بما في ذلك إسبانيا، والهند، وهونج كونج.
وأغلقت فرنسا حدودها مع بريطانيا لمدة 48 ساعة، ويعني هذا أن الشاحنات أو العبارات لن تتمكن من مغادرة ميناء دوفر البريطاني.
وتشارك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حاليا في اجتماع في بروكسل لمناقشة استجابة منسقة بينها، إذ يقترح مسؤولون إمكانية فرض شرط لإجراء اختبارات على جميع الأشخاص القادمين من بريطانيا.
من المقرر أن يرأس بوريس جونسون اجتماعا للجنة الطوارئ الحكومية، وسيعقد مؤتمرا صحفيا في داونينج ستريت.
وتشمل الدول الأخرى التي تفرض حظرا على الوافدين من بريطانيا بلجيكا، وكندا، وألمانيا، وأيرلندا، وإيطاليا، والبرتغال، ورومانيا، وروسيا، وسويسرا وبعض حالات الحظر سارية بالفعل، بينما سيبدأ بعضها الآخر الثلاثاء.
وعلقت خدمات قطارات اليوروتانيل إلى فرنسا، كما أن قطارات اليوروستار المتجهة إلى بلجيكا أوقفت.
لكن المتحدث باسم يوروتانيل، جون كيف، قال إنه يأمل أن يبدأ السفر من بريطانيا الأربعاء أو الخميس.
وفي سياق متصل هناك ما لا يقل عن سبع مجموعات أو سلالات رئيسية من كوفيد-19، والأصلية هي التي اكتشفت في ووهان الصينية خلال ديسمبر الماضي، وأطلق عليها العلماء السلالة "إل"، ثم تحورت للسلالة "إس" بداية 2020، قبل أن تتغير لسلالتي "في" و"جي" وعثر على السلالتين "في" و"جي" في أوروبا وأمريكا الشمالية، ومنها تحورت إلى سلالات "جي آر" و"جي إتش" و"جي في"، بينما استمرت السلالة "إل" لفترة أطول في آسيا نظرا إلى إسراع الكثير من البلدان في تلك القارة إلى إغلاق حدودها ووقف الحركة.