العنف الطائفي والهجمات الإرهابية.. دراسة تكشف تحديات تواجه التحولات السياسية في أفريقيا الوسطى
عام يمضي وعام يأتي، وما تزال الأزمات الأفريقية كما هي دون تغيير، فأزمات التحول الديمقراطي والصراع الإثني، والعنف الانتخابي تضرب معظم دول القارة، فضلًا عن أزماتها الاقتصادية وانتشار الجماعات الإرهابية في معظم الدول الأفريقية، وما تكاد تهدأ أزمة سياسية في إحدى الدول حتى تشتعل في دول أخري، فبعد انقضاء أزمة الانتخابات الرئاسية في غينيا وساحل العاج، برزت لنا أزمة الانتخابات الرئاسية في كل من أفريقيا الوسطى والنيجر.
دراسة أعدها مركز فارو للدراسات الافريقية ذكرت انه واكبت أحداث عنف واقتتال ودمار الانتخابات الرئاسية في الدول الأربعة المشار إليها، ورغم ذلك نجد أن تجربتي أفريقيا الوسطى والنيجر تختلفا عن باقي الانتخابات التي أجريت في أفريقيا خلال عام 2020، فالانتخابات في النيجر تعد نقطة مضيئة في سياق التحول الديمقراطي في أفريقيا، وتحقيق التداول السلمي للسلطة في بلد أفريقيا شهد أربعة انقلابات عسكرية منذ استقلاله عام 1960.
وتابعت الدراسة يبقي التهديد الإرهابي هو أكبر التحديات التي تواجه عملية التحول السياسي في البلاد، ففي يوم اعلان نتائج الانتخابات في 4 يناير شُنت عمليتين إرهابيتين ضد قريتين غرب النيجر على الحدود مع مالي أسفرت عن مقتل 100 شخص ، وتشير المعلومات إلى أن الهجوم الإرهابي الأخير نفذ بواسطة دراجة نارية، وتعاني النيجر من تنامي خطر التنظيمات الإرهابية ففي أقصي جنوب شرق البلاد حيث بحيرة تشاد ينشط تنظيم بوكو حرام، وفي شمال وغرب البلاد تنشط الجماعات الإرهابية المنتشرة في منطقة الساحل والصحراء مثل تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين بقيادة إياد آغ غالي.
وأوضحت الدراسة أن أفريقيا الوسطى بلد أفريقي غني بالموارد الطبيعية، خاصة الماس، الأمر الذي أهّله ليكون بؤرة تنازع دولي بين القوى الدولية المتعددة، فقبيل الانتخابات وأثناء تصاعد عمليات الميليشيات المسلحة الموالية للرئيس الأسبق فرانسوا بوزيزي، تصاعدت المنافسة الدولية في أفريقيا الوسطى، ففرنسا صاحية الإرث الطويل في أفريقيا الوسطى دفعت بطائراتها الحربية للتحليق في سماء البلاد، وفي المقابل أرسلت روسيا الاتحادية العديد من عناصرها العسكرية (300 خبير عسكري) إلى بانغي لمساعدة الرئيس تواديرا في ضبط الأمن واستعادة المدن المسيطر عليها من قبل الميليشيات.