جريمة هزت كفر الشيخ.. حكاية طفلة قتلها جارها وألقى جثتها في المصرف
حالة من الهدوء التام تسود على قرية دمرو بمدينة سيدي سالم بمحافظة كفر الشيخ فى وقت الظهيرة خرجت الطفلة أبرار التي لم يتعد عمرها الـ9 سنوات من منزلها لشراء الحلوى والمخبوزات التي طلبتها منها والدتها، وأثناء سيرها في الشارع استوقفها "محمد" صاحب محل زيوت وسألها عن والدها فأخبرته أنه فى عمله بمحافظة الفيوم وتركته لشراء الحلوى.
دخل "محمد" محله وجلس يخطط في طريقة للانتقام من والدي الطفلة اللذين امتنعا من مساعدته ماليا، حيث إنهما كانا يساعدانه بمبلغ مالي كل شهر ولكنهم في الفترة الأخيرة امتنعوا من مساعدته عقب علمهما بمكسبه الذي يتحصل عليه من محل الزيوت الخاص به، ففكر في اختطاف الطفلة وطلب فدية من والدها ومساومتهما بها.
وقف محمد أمام محل الزيوت وهو يلتفت يمينا ويسارا ليتفقد حالة الشارع، لكنه لم يجد أحدا يسير فى الشارع، ظل واقفا حتى شاهد المجني عليها معاودة إلى منزلها وفي يدها كيس أسود به حلوى وبعض المخبوزات التي اشترتها واليد الأخرى قطعة من الخبز تأكل فيها أثناء سيرها في الشارع وهي في حالة من الفرحة والسعادة.
وعند وصولها أمام محل المتهم طلب منها الدخول لأنه أعد لها مفاجأة، فلم تتردد المجني عليها خصوصا أنه على علاقة قوية بأسرتها ودائما يتردد عليهم، وعقب دخولها المحل قام بتكبيل يديها بحجة أنه يلعب معها، وأثناء محاول سرقة قرطها الذهبي بدأت الطفلة تستغيث وتصرخ خوفا منه، فقام المتهم بكتم أنفاسها خوفا من افتضاح أمره، ورطم رأسها في الحائط في محاولة لإسكاتها لكنها سقطت على الأرض مفارقة للحياة.
اعتقد المتهم أن المجني عليها فقدت الوعي إثر رطم رأسها في الحائط، فأكمل مهمته في سرقة قرطها الذهبي وظل جالسا بجوارها منتظرا استيقاظها، وبعد مرور ساعة حاول المتهم إيقاظها لكن محاولته باءت بالفشل فتأكد أنها فارقت الحياة، وضع على جثتها جوالا حتى لا يراها أحد من المترددين على المحل، وجلس بجوارها يفكر في خطة جديدة للتخلص من جثتها وكيفية مساومة والدها مقابل مبالغ مالية.
وأثناء تفكيره في خطة قطع أحد سائقي السيارات تفكيره وطلب منه تمويل سيارته، وعقب الانتهاء قام بوضع جثة الطفلة داخل الجوال وحملها على كتفه وظل يسر حتى وصل مصرف القرية وألقاها به لإبعاد أي شبهة جنائية تجاهه.
في الجانب الآخر بدأت والدة أبرار تبحث عنها لكن دون جدوى فذهبت إلى شقيق زوجها وطلبت منه مساعدتها في البحث عن نجلتها، وتجمع الأهالي القرية ومعهم المتهم وظلوا يبحثوا في كل مكان عن الطفلة، والمتهم يساعدهم في البحث ويمثل أنه حزين عليها لمحاولة إبعاد أي شبهة تجاهه.
وبعد فشل محاولتهم فى البحث عنها اتصل عمها وأخبر والدها بتغيب نجلته "أبرار"، لم يتمالك الأب نفسه وتحرك بسرعة البرق من الفيوم متجها إلى قريته بمحافظة كفر الشيخ، وعند وصوله إلى منزله سأل والدتها كيف اختفت، لتخبره أنها ذهبت لشراء الحلوى والمخبوزات من محل بالقرية.
خرج والد أبرار مسرعا للبحث عنها يعاونه أهالي القرية والمتهم معهم لكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، فتوجه والدها إلى مركز شرطة سيدي سالم وحرر محضرا باختفاء طفلته "أبرار" التي لم يتعد عمرها الـ9 سنوات.
قرر المتهم استكمال خطته فتوجه إلى أحد المحال لبيع الهواتف المحمول واشترى خط تليفون محمول وهاتف جديد، وأثناء عودته إلى منزله قام بالاتصال بوالدها مغيرا صوته وأخبره أنه من قام باختطاف طفلته وساومه على 100 ألف جنيه نظير إطلاق سراحها، فوافق والدها على دفع المبلغ دون تردد لكنه لم يكن يعلم أن نجلته فارقت الحياة.
وأثناء انتهاء والدها من اتصاله أخبر رجال المباحث بقيام شخص مجهول بمساومته على مبلغ 100 ألف جنيه نظير إطلاق صراحها، وأبدى موافقته على دفع المبلغ، وتحفظ رجال المباحث على هاتف والدها وقامت الأجهزة المختصة بتتبع رقم هاتف المجهول لتحديد أماكن تواجده، وبالفعل نجح فريق المباحث من تحديد مكان تواجد الشخص المجهول.
وخرجت قوة من رجال المباحث لمكان المحدد وتمكنوا من ضبطه وتبين أنه يدعى "محمد" صاحب محل الزيوت وجار المجنى عليها، وبمواجهته اعترف باختطاف الطفلة بسبب مروره بضائقة مالية وامتناع أسرتها من إعطائه مبلغ مالي كل أول شهر ففكر في الانتقام منهم بخطف نجلتهم ومساومتهم على مبالغ مالية مقابل إطلاق سراحها.
وأضاف المتهم، أنه اختطف الطفلة في المحل وأثناء سرقة قرطها الذهبي أطلقت صرخات للاستغاثة، فكتم أنفاسها ورطم رأسها في الحائط في محاولة لإسكاتها، لكنها ماتت، فقرر وضعها فى جوال وإلقائها في مصرف بالقرب من القرية".
وبإرشاد المتهم تم العثور على الجثة وقرطها الذهبي، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق التي أحالته للمحاكمة العاجلة أمام محكمة الجنايات، التي قضيت بمعاقبته بالإعدام شنقا.