نداء عاجل من الصحة العالمية إلى العالم لإنهاء جائحة كورونا
دعا تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إلى إتاحة لقاحات فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" لجميع المعرضين لخطر الإصابة بالفيروس في كل بلدان العالم.
وقال أدهانوم في مقال بصحيفة الشرق الأوسط السعودية إنه عقب مرور أكثر من عام، على إعلان فيروس كورونا، كجائحة عالمية، يتسابق الجميع للحصول على لقاحات فيروس كورونا.
وأضاف: "لقد عقدت البلدان الغنية صفقات ثنائية مع الشركات المصنعة لتطعيم فئات سكانية برمتها، عدة مرات في بعض الأحيان، ولم يترك ذلك أمام البلدان التي تواجه ضغوطًا داخلية هائلة للشروع في تحصين سكانها ضد الفيروس إلا القليل من الخيارات لاتخاذ ترتيباتها الخاصة. وقد أدَّى ذلك إلى أن تعطي الشركات المصنعة الأولوية للصفقات الأكثر ربحًا مع بلدان غنية، عوضًا عن دعم توزيع اللقاحات في جميع البلدان".
وأكد على: "ضرورة دعم الدعوة إلى الإنصاف بالأفعال، والمقصود هنا هو زيادة الاستثمار في مبادرة تسريع إتاحة لقاحات مكافحة «كوفيد - 19» (ACT)، وهي مبادرة عالمية أطلقت في أبريل الماضي لحفز وتيرة تطوير اللقاحات والعلاجات ووسائل التشخيص وتوزيعها بغية وضع حدٍ لهذه الجائحة. وقد حظيت مبادرة تسريع توفير اللقاحات بدعم عالمي وفير، وانضمت إليها 190 دولة، لكن هذه المبادرة تواجه فجوة تمويل تبلغ 27 مليار دولار في عام 2021، وهو جزء ضئيل من التكلفة الاقتصادية العالمية المتوقعة بمبلغ 9.2 تريليون دولار، إن لم تكفل الحكومات حصول الاقتصادات النامية على لقاحات «كوفيد - 19» بصورة عادلة".
وأضاف: "للتغلب على هذا الفيروس، يجب أن نعطي الأولوية للعلم، خصوصًا مع ظهور نسخه المتحورة الجديدة. ولمعالجة هذه المشكلة، لا يمكننا التخلي عن إجراء اختبارات الكشف حتى في ظل انتشار الفيروس على نطاق واسع. ويجب أن تعمل الحكومات على تعزيز قدراتها في التعرف على «المتواليات الجينومية»، وهي قدرات غير متاحة على نطاق واسع اليوم، مما يترك كثيرًا من البلدان غير مدركة لما قد يطرأ من طفرات على الفيروس، غير أنني متفائل بما أشاهده من دلائل التقدم في هذا المجال".
وكشف عن اتفاقيات لتوفير مليارات اللقاحات قائلا: "فقد أبرم مرفق «كوفاكس» حتى الآن اتفاقات لتوفير ما لا يقل عن ملياري جرعة من لقاحات كثيرة مرشحة واعدة، فيما التزمت شركة «فايزر» إمداد المرفق بنحو 40 مليون جرعة من اللقاحات. ونحن على ثقة من أن اللقاحات الأخرى ستحظى بالموافقة، وسيبدأ طرحها في الأسابيع المقبلة".
واختتم حديثه قائلا: "تناشد المنظمة العالم لضمان الشروع في تطعيم العاملين الصحيين وكبار السن في جميع البلدان في غضون المائة يوم الأولى من عام 2021. وإذا نجحنا في ذلك، سنكون على المسار الصحيح للسيطرة على الجائحة. وبحلول هذا الوقت من شهر يناير المقبل، ستكون جميع بلدان العالم ومجتمعاته في طريقها نحو مستقبل أوفر صحة وأكثر أمنًا واستدامة".