رغم المُصالحة.. حماس حذرة من فتح
قال مصدر مطلع في قيادة حماس في غزة للصحفيين الفلسطينيين إن حماس تشك في صدق دوافع محمود عباس. لهذا السبب ، قرر زعيم حماس يحيى السنوار ، الذي يتخذ موقفًا محافظًا تجاه فتح في الأمور المتعلقة بالانتخابات ، أنه ينبغي اتخاذ مزيد من الحذر عند التفكير في اتخاذ مزيد من الخطوات.
من المتوقع أن يكون للسنوار الكلمة الأخيرة في كل قرار لحماس خلال المفاوضات ، وقد لا يحتاج بالضرورة إلى موافقة كبار مسؤولي حماس في الخارج لهذا الغرض. على أي حال ، ستتبع حماس بعض المبادئ الأساسية للحد من المخاطر التي يشكلها تقديم التنازلات.
أولا وقبل كل شيء ، تشمل هذه المبادئ الحفاظ على السيطرة على قطاع غزة ، دون الحاجة إلى التنازل عن أي قضايا تتعلق بالجناح العسكري لحماس.
لأن حماس تعرف جيدًا أن هناك عدة مفاوضات من أجل المصالحة تمت قبل ذلك بواسطة وسطاء عدة ومع ذلك لم تنجح هذه المفاوضات، كما يرى مراقبون أن جذور الانقسام الفلسطيني، قديمة، وتعود لاختلاف أيديولوجية حركتي فتح وحماس، فالأولى "علمانية"، والثانية "إسلامية".
وبدأت مظاهر الانقسام، تطفو على السطح، مع زيادة شعبية حركة "حماس" التي تأسست عام 1987، إبّان انتفاضة الحجارة (1987-1994)، ومنافستها لحركة "فتح" التي تأسست عام 1965، وتُمثّل القيادة التقليدية للشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين.
وتفاقمت الخلافات، إثر تبني حركة "فتح" منهج الحل السلمي للصراع مع إسرائيل، على أساس مبدأ حل الدولتين، على خلاف "حماس" التي أصرت على ضرورة اعتماد الكفاح المسلح، طريقا وحيدا لـ"تحرير فلسطين".
وزادت حدة التوتر بين الحركتين، عقب تأسيس السلطة الفلسطينية (التي تديرها حركة فتح)، حيث رفضت "حماس" وقف عملياتها العسكرية ضد إسرائيل، الأمر الذي اعتبرته "فتح" تهديدا لمشروعها السياسي.
وبين عامي (1996-2000)، نفّذت الأجهزة الأمنية الفلسطينية حملات اعتقال واسعة ضد قادة وعناصر "حماس"، إثر تنفيذ الأخيرة سلسلة عمليات ضد إسرائيل، اعتبرتها "فتح" محاولة لتقويض "السلطة الفلسطينية".
وفي يناير/ كانون الثاني 2006، فازت حركة "حماس" في الانتخابات الفلسطينية التشريعية، وحصدت غالبية المقاعد البرلمانية، وكانت نتائج تلك الانتخابات، الشرارة الأولى لاندلاع الأحداث التي أدت إلى تعميق الخلاف بين الحركتين.
ورفضت "فتح" وبقية الفصائل الفلسطينية، المشاركة في الحكومة التي شكلتها حماس، برئاسة إسماعيل هنية، لـ "عدم الاتفاق على البرنامج السياسي".
واشتدت حدة الخلاف بين الحركتين، حيث اتهمت حماس، فتح، بمحاولة الإطاحة بحكومتها، من خلال إحداث المشاكل الداخلية.
ورغم التوصل لاتفاق "مكة" (فبراير/شباط 2007) برعاية العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، إلا أن الخلافات السياسية استمرت، وتحولت لاشتباكات مسلحة، وانتهت تلك الاشتباكات المسلحة، بسيطرة حماس على القطاع في 14 يونيو/حزيران 2007.
وحاولت عدد من الدول العربية والإسلامية، تقريب وجهات النظر بين الحركتين، وتوصلت لاتفاقيات بينهما، لكنها لم تجد طريقها للتنفيذ.
لذلك فحماس وقائدها في غزة، يحيى السنوار لا يريد أن يتخلى عن مكاسب الحركة التي نالتها طوال السنين الماضية وهي لا تأمن مكر عباس فتنقلب الطاولة عليها وتخرج من المولد بلا حُمُص!