علاج التبلد الجنسي .. حكايات مثيرة عن جلسات مساج تحولت لأعمال منافية للآداب
عدد كبير من الإعلانات والصفحات انتشرت مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أثار محتواها حفيظة الكثيرين، لدرجة أنها أصبحت تتداول بصورة موسعة، إما على سبيل التحذيرمنها، أو على سبيل الفضول لمعرفة محتواها، صنف ثالث وقع ضحية لها، حين تم ترويج الصفحات على جروبات خاصة بالسيدات، للاستفادة من خدمات هذه الصفحات، والتي تتخذ من العناية بالمرأة وجلسات المساج ورعاية الجسم ستارا، يجذب العرائس والمقبلات على الزواج، ويخدعهن تحت ستار «المركز الصحي أو مراكز التجميل».
العنوان صادم وجاذب «مساج للسيدات مع مدربين محترفين» احتل التايم لاين بعدد من الصفحات، وعشرات الأسماء تحمل كلها نفس المعنى «للسيدات فقط، بشكل خاص، وسري» مسميات تضمن الخصوصية والسرية، وتقدم خدمات من نوعية جلسات مساج مع مدرب محترف، تؤكد تلك الصفحات دوما على الحرص على الخصوصية، والسرية للعملاء والمدرب، بعض الصفحات تظهر مدعومة بإعلان لسيدات منطقة بعينها، التجمع الخامس ومدينة نصر على سبيل المثال، وتعدد أنواع المساج التي يمكن أن يقوم بها المدرب ويختلف المقابل المادي حسب نوع المساج.
ستار لأعمال منافية للآداب العامة
تأخذ تلك الصفحات من المساج واجهة تخفي ورائها أعمال تصل إلى حد «الدعارة»، يبدأ الأمر باصطياد النساء، وخلال الحديث الخاص مع المدرب يتم تحديد شكل العلاقة، تصل في أغلب الأحيان إلى علاقات جنسية كاملة، في بيوتهن أو في المركز، أو في بيت المدرب، ولكل علاقة ومكان سعر يحدده المدرب ويعلنه في الشات الخاص مع السيدات.
بعض النساء كن بوابة في الوصول إلى حقيقة ما يدور داخل تلك المراكز، إذ ساعد انتشار إعلانات هذه الصفحات على جروبات السيدات وميل بعض العرائس للتواصل معه باعتباره مركز تجميل ومساج عادي، إلى فضح أمره، حيث رفضت بعض النساء الاستجابة لمطالب المدرب، وقررن فضحه، ما دفع «هن» للتواصل مع عدد من تلك الصفحات للتأكد من صحة رواية الفتيات.
الصفحات جميعها تتحدث اللغة نفسها «سرية وخصوصية من أجل راحتك»، جمل تحمل معاني غير أخلاقية، لينكشف في نهاية الحديث أن المساج ما هو إلا بوابة تدخل عن طريقه الضحية أو «الزبونة» عالم آخر مخفي غير مقنن.
«happy end» و«body to body» مسميات لاستدراج الزبائن
السؤال عن المساج وطبيعته عبر رسائل الصفحة هو أولى الخطوات، يعقبها إجابة تعدد أنواع المساج وطرقه، ويندس داخل الرسالة مسميات لا علاقة لها بالتدليك أو المساج، قد تخدع البعض، لكنها أيضا تجذب الباحثات عن المتعة المحرمة، خاصة إذا كانت الجلسات لتدليك «المناطق الحساسة».
يصف الإعلان الجلسات بأنها «جلسات مساج راقي.. كابتن مساج برايفت بمنزلك داخل القاهرة والمحافظات.. بأفضل الزيوت.. يوجد تكبير للصدر والأرداف.. جلسات برايفت.. زيارة منزلية لحد بيتك.. مساچ لتكبير أي مناطق بالجسم.. مساچ كامل للجسم شامل المناطق الحساسة لعلاج التبلد الجنسي.. حمام مغربي وسويت للجسم كامل» أعداد الصفحات يصل إلى العشرات، وعلى الرغم من التفاعل القليل على محتوياتها إلا أن الرد عبر رسائل الصفحات جاء سريعا خلال دقائق فقط، ويتراوح الإعجاب بالصفحات بداية من 900 إعجاب، إلى ما يزيد على ألفين.
لا يكتفي المدرب بالرد بالرسالة السابقة، يسهب في تقديم خدمات آخري، اختار لها مسميات غير شائعة أو معروفة، مثل مساج body to body، أو من الجسم للجسم، ومساج happy ending، أي نهاية سعيدة، وهو ما استرعى انتباه البعض وجذبهن للسؤال، ليرد عليهن المدرب «م»، خريج كلية العلاج الطبيعي -حسب تعريفه لنفسه- ويمتلك مركز مساج «ر.س»، في مدينة العبور، ويدير صفحة على الفيسبوك للمساج البرايفت، ليسهب في شرح معاني هذه المسميات قائلا عبر الشات: «happy ending هو إجراء عادة سرية للسيدات نهاية الجلسة»..ولمزيد من التفاصيل يرسل صورا إباحية شارحة للفكرة التي يريد نشرها. إذا وجد المدرب استجابة من مراسلته ينتقل معها في الحديث إلى مرحلة آخرى، يؤكد استعداده إجراء هذا المساج في شقته بفيصل، كون المركز غير مجهز لإجراء المساج الذي يستلزم قدرا أكبر من الخصوصية، لكنه يتحفظ على إعطاء العنوان لزبونته إلا بعد تأكيد الحجز وقبل الموعد بساعات قليلة.
أسعار مراكز المساج المشبوهة
لا تعلن الصفحات عن أسعار خدماتها، خاصة تلك التي يشوبها أفعال غير أخلاقية، لكنه وعبر الشات مع بعض الفتيات، أعلن تسعيرة لبعض أنواع المساج، منها مساج الأصابع والجسد والزيوت العطرية والجلسة تبدأ من 80 جنيها، وتختلف التسعيرة حسب مكان المساج، في المركز أو منزل المدرب الخاص أو بيت الراغبة في المساج، يفصح المدرب عن أنواع آخرى من المساج أطلق عليها مسميات لها إيحاءات واضحة، قبل أن يفصح عن معانيها.
«هارد»، وهو عبارة عن علاقة كاملة.. يعرض المدرب «م» أن تكون مجانا أول مرة، بحيث إذا وافقت الزبونة، يبدأ في معرفة بعض التفاصيل الخاصة، مثل الوزن والطول وهل زبونته «آنسة» أم متزوجة، إحدي محاوراته سألته عن السبب في هذه الأسئلة، فكانت إجابته حتى يكون المساج أكثر راحة.. وفي حالة ارتابت الزبونة من مكان الجلسة في شقة المدرب، فهو على استعداد ليجريها في المركز ولكن بشكل سري.
يدير «أ» الذي يقطن في القاهرة، صفحة أخرى تقدم خدماتها للسيدات فقط، يظهرها على موقع «فيسبوك»، بإعلانات مدفوعة الأجر، وعن تفاصيل خدمة المساج التي يقدمها أوضح إنها «من الجسم للجسم» و«نهاية سعيدة».
والنهاية السعيدة عبارة عن مساج للمنطقة الحساسة للسيدات، لكنه لا يمتلك مركز للمساج، بل هو يدير صفحة ويمارس عليها المساج غير الأخلاقي منذ عام مضى، لا يمتلك شهادة تؤهله لعمل المساج، كما أنه لم يحصل على أي شهادات أو دورات تدريبية تفيد بتأهله لعمل جلسات مساج، وهو من يقوم بكل شيء، بداية من استقطاب النساء، عن طريق إدارة الصفحة، ثم الذهاب إليهن في بيوتهن في جلسات خاصة.
صفحة ثالثة على موقع «فيسبوك»، تحمل اسم له نفس المعنى، وضعت تلك الصفحة شعار «بدون خلع ملابس بدون قلق»، تقدم جلسات مساج في بيت السيدات أيضا يتحدد السعر حسب المكان، الدقي على سبيل المثال يتكلف 400 جنيه للجلسة، على أن تكون الجلسة في البيت ويستخدم المدرب زيوتا عطرية، وتقدم الصفحة كل أشكال المساج، وإنما مع ارتداء السيدة «شورت، وحمالة صدر» على الأقل خلال الجلسة، والمساج للجسم كاملا 500 جنيه، وكذلك مساج النهاية السعيدة، الذي يعلن تفاصيله عبر الهاتف فقط، بحسب ما أشار في حديثه لنا عبر صفحته.
مالك مراكز مساج في مصر: إساءة لسمعتنا
تلك التجارة الجديدة في المساج جعلته يكتسب سمعة سيئة، أثرت بشكل أو بآخر على العاملين في هذا القطاع بالفعل، بحسب ما أوضحه صفوت صدقي، أخصائي مساج، ويمتلك ثلاثة مراكز كبيرة تنتشر في القاهرة، وتتعامل في أغلب الوقت مع الرياضيين، ويبتكر فيها أساليب للاستشفاء البدني: «المشكلة أن اللي شغالين دول مش صنايعية مساج، الدنيا بقت بايظة، اللي بيشتغل في المساج ده له مواصفات معينة أولها أنه يكون خريج تربية رياضية».
خبير مساج: من يقوم بالجلسة يجب أن يحصل على دورات ويكون خريج تربية رياضية
على الرغم من ذلك يوضح صفوت، خريج التربية الرياضية، والحاصل على دورات تدريبية في المساج، إنه لا توجد أنواع محددة من المساج محظورة، وإنما ثقافة المساج ليست موجودة من الأساس في مصر، لذا يمكن أن تستغل بكل الأشكال رغم أن تراخيص مراكز المساج والمراقبة عليها تكون عادة من وزارة الشباب والرياضة إلا أن المجال ملئ بمن يسيئون إلى سمعة هذا الاستشفاء بحسب صفوت صدقي، «وزارة الشباب والرياضة، بتراقب فعلا بس الناس دي موجودين للأسف، في عندي 88 نوع مساج محترم ومع رياضيين ليه هم بيروحوا للي مش محترم».
الشكل الخارجي للإعلانات عن أنواع المساج الخاصة تشبه كثيرا الأنواع الاستشفائية الطبيعية للمساج بحسب صفوت، كما أن لها نفس الأسعار والتي تتراوح من 150 إلى 1000 جنيه متوسط الجلسة الواحدة، «بس للأسف ده بيأثر كتير على سمعة المجال كله، لازم نطلع الافكار السلبية دي من دماغ الناس، في دول اقتصادها قائم على المساج واحنا بنستغله في الحاجة الغلط الناس دي لو جت مصر هتتصدم من اللي بيحصل فيها».
وأوضح أن زبون المساج يريد الاستشفاء البدني وليس العلاج، «احنا كل شغلنا مع الرياضيين بنشتغل للاستشفا لعلاج الاحمال البدنية، أو مزق أو مشكلة في عضلة، بنطلع المجهود البدني والعصبي، بتيجي رقابة وتفتيش الطبيعي موجود بس المشكلة مش التفتيش ولا التراخيص المشكلة كلها اللي بيشتغلوا في المجال غير مؤهلين حتى الكورسات مش بيطلع اخصائي مساج شاطر المساج المفروض يكون في ثقافة الفرد عشان ميحصلش مخالفات زي دي أو ان حد مش مؤهل يستغل الناس».
خبير أمن معلومات: أصحاب تلك الصفحات لم يرتكبوا جريمة إلكترونية
رغم غرابة الخدمة المقدمة من مساج خاص بالسيدات، وكونها مسعرة، فهل تعد مخالفة إلكترونية من الأساس؟ من جهته أوضح مالك صابر، خبير أمن معلومات، ومسؤول البرمجيات، إنه ليس كل من يقوم بمخالفة على الإنترنت يمكن القبض عليه دون الإبلاغ عنه، «لأنه ليس من الطبيعي أن تراقب الدولة كل ما يوجد على الإنترنت، كونه عالم واسع للغاية»، موضحا أنه من الصعب السيطرة عليه».
وأكمل حديثه بأنه يتم القبض على المخالفين عند إبلاغ الجهات المختصة فقط، «ونروح للقسم ونقدم شكوى مع سكرين شوت بكل حاجة حصلت وبيتم مراقبة مرتكبي الجريمة وبيتعقبوهم».
ولكن إذا ما اتفق الطرفان في المساج على المقابلة، والأموال فهما لم يرتكبا مخالفة إلكترونية تستوجب العقاب، «لو هي بالتراضي هتبلغ عنه ليه، مفيش جريمة إلكترونية هو أصلا مرتكبهاش، ولكن ارتكب جريمة مدنية اللي هي الآداب»، فلا تقع على أصحاب تلك الصحفات أية جريمة إلكترونية، «فيما يخص الإنترنت مالوش عقوبة ولا أي مشاكل، هو ليه التارجت بتاعه بيوصله وبيتعرف على سيدات وخلاص».
وعن تقنيات الفيسبوك نفسه قال مالك إنه لا يسمح بمثل تلك الأمور أو إثارة الفاحشة أو القضايا غير الأخلاقية وأكمل حديثه، «الفيسبوك مش هيعمل بلوك لهذه الصفحات إلا لو حصلت علي ريبوتات تفيد أنها تقدم محتوي مشبوه، أو بيقعد فترة لحد ما إدارة فيسبوك بتشوفه أو توصله وتعرف انه بيقدم خدمات جنسية ساعتها بيعملها بلوك لان فيسبوك تحديدا مش بيوفر الحاجات دي كلها ضد القواعد بتاعته نهائيا وممنوع مشاركة محتويات غير لائقة ولما الادارة بتوصله أو بتشوفه أو بيتعمله ريبورتات بيتعمله حظر».
خبير القانوني: المخالفة الرئيسية مزاولة مهنة دون تراخيص
ومن الفضاء الإلكتروني إلى الواقع، أول مخالفة ارتكبها مالكو تلك الصفحات هي العمل دون امتلاك رخصة، بحسب الدكتور عادل عبدالموجود الخبير القانوني، «اللي زي دول بيتعملهم محاضر مزاولة مهنة بدون تراخيص، بمقتضى التراخيص في القوانين الجديدة في 2019، و2020»، ولكن إثبات مخالفة جنسية صعبة جدا من وجهة نظر عبدالموجود المحامي، «متقدريش تثبتي ان المركز ده تحديدا فيه مخالفة، في مراكز معروفة جدا بتبقى عبارة عن حمامات بلدي فيها كل حاجة مساج وتكييس، ده مرخص، العبرة بما يزاولونه من مهنة فممكن يعمل حاجة مصرح بيها زي التكييس اللي بيحصل في الحمامات البلدي».
وعن وجود نص قانوني صريح يمنع إقامة تلك العلاقة من الأساس قالي عادل عبدالموجود، «مفيش قانون أو نص قانوني محدد يخص هذه العلاقة يمنعها او يحرمها الا في التراخيص للعمل، القانون يبيح إنشاء مثل هذه المراكز ومراكز التجميل هي حسب التراخيص تمام مفيش مخالفة»، ونوه عبدالموجود إلى ضرورة متابعة تلك المراكز بشكل دوري، «لازم يكون في دوريات ومتابعة لمثل هذه الأماكن متابعة جيدة».
وأوضح أن جريمة هؤلاء الأشخاص الوحيدة يمكن أن تكون التراخيص لأنه يزاول مهنة غير مهنته أو غير مرخصة، وينبثق عنها الجريمة التي ارتكبها خلال مزاولته المهنة، «ودي بيندرج تحتها حاجات كتير جدا، منها جريمة الزنا، وتسهيل أمور الدعارة، وإنشاء وتعريض المجتمع والأسرة المصرية للرذيلة».
هل يراقب الحي مراكز المساج؟
أحمد عمران رئيس جهاز مدينة العبور، حيث يوجد أحد مراكز المساج التي تقدم خدمات «هابي إندنج»، أوضح أن الحي لا يراقب نشاط المنشآت وإنما مكان إنشائها فقط، «أنا بشوف ناشئ النشاط ده، سواء مركز تجميل أو مساج أو أي حاجة في مكان مسموح بيه، زي التجمع السكني التجاري ولا لا، يعني في منطقة فيلات أو في مكان غير مسموح به بنمنعه أو نقفله، سواء بقى مصحة أو عيادة، وده نادرا جدا ما بيحصل»، أهم ما يفتش عنه عمران هو مكان المنشأة، «ترخيص مزاولة المهنة ده مش مسؤوليتي، أنا مهمتي يكون في المكان الصح، بس الورق سليم ولا مش سليم مش بتاعتي أنا قصة دي».