لحقت بأبيها بعد زفافها بساعات .. كيف اختطف الموت العروس هناء؟
مات والدها قبل عدة أشهر وتركها هي وشقيقتها «آية» مع والدتهما، فباتت الأم تعد الأيام وتحصي الليالي لحين تحديد موعد زفاف ابنتها البكرية «هناء» وانطلقت الزغاريد بعد الاتفاق مع أسرة العريس على تحديد يوم الخميس الماضي موعدا لـ«الحنة» والجمعة للزفاف أو الفرحة الكبيرة كما يُطلق عليها فى المجتمع الريفي.
كانت «هناء» تحلم بهذا اليوم طالما دعت لها أمها أن يكون لها من اسمها نصيب، لكن القدر بدّل هذا واستحال الأمر إلى عناء، لم تعلم الأم أن القدر كتب لها أن تُربي «هناء» وتزوجها وتدفنها أيضا، لترحل العروس بعد زواج دام ساعات، مختنقة بغاز السخان أثناء استحمامها مع عريسها لتلحق بوالدها المتوفى، ماتت «هناء» تاركة وراءها أما ثكلى تشكو ما حلّ بها وشقيقة صغرى فقدت السند والعائل، وصديقات كن مهنئات فأصبحبن -بين عشية وضحاها- مُعزيات.
الساعة تُشير إلى الثانية عشر من صباح أمس السبت، هنا فى قرية «زلطة ابشنا» التابعة لمركز بني سويف، وصل موكب العروسين هناء وعبد الله، قادما من قرية الرياض مسقط رأس «هناء» وصلا بعد يوم فرح طويل رقصا فيه وشاركهما أحبتهما، استيقظت القرية على صوت «كلاكسات» السيارات والتى أعلنت وصول العروسين، وخرج الأهالي من النوافذ يطالعون موكب العروس الحسناء وكأن الأقدار تخاطبهم بلغة لم يفهموها «اشبعوا منهم».
مع حلول الساعة الثانية من ظهر السبت، دلفت «هناء» مع زوجها «عبد الله» إلى دورة المياه، وكان غاز السخان «القاتل الصامت» يتربص بها وشبح الموت يحوم حولها يتحين ساعة أجلها، فقدت «هناء» الوعي بعد تسرب الغاز وامتلاء الجو به وماهي إلا دقائق حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وهى تخطو أولى خطوات حياتها الزوجية، بينما ظلّ عبد الله فاقدا للوعي، وكُتبت له النجاة.
على الجانب الآخر، بدأ القلق يزداد فى منزل أسرة «هناء» تحاول والدتها الإتصال بها وبزوجها دون رد، وكذلك فعلت شقيقتها آية، حتى قصدتا منزل الزوجية مع أسرة «عبد الله» وهناك صعدوا سويا إلى الشقة، وبدأوا فى الطرق على بابها دون جدوى، حتى كسروا الباب، وكانت الفاجعة بالعثور عليهما داخل الحمام، هناء ميتة وعبد الله فاقدا للوعي.
وتداول المئات على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» صور هناء، التى كانت عروس قبل ساعات، وعبروا عن حزنهم لوفاتها.
وأكدت تحريات المباحث أن الأسرة اكتشفت وفاة «هناء»، بينما كان عبد الله فاقدا للوعي، وتم نقله للمستشفى لتلقى العلاج، وتم العثور على بقايا طعام داخل الشقة.
وأُخطرت النيابة العامة التى انتقلت لمناظرة جثة «هناء»، وصرّحت بدفنها، لترتدى «هناء» الأبيض مجددا لكن هذه المرة كان الكفن.