ماذا أنت صانع بالحركة يا برغوثي!
في مقابلة أجرتها مصادر في التيار الإصلاحي الديمقراطي لمحمد دحلان لصحيفة الأخبار اللبنانية اليومية ، زعموا أن دحلان لن يكون حريصًا على دعم مروان البرغوثي في الانتخابات الرئاسية إذا لم يدعم البرغوثي قائمته الحالية للانتخابات التشريعية.
وبهذه الطريقة قدم أنصار دحلان تهديدًا واضحًا لمروان البرغوثي الذي أعلن أنه لن يدعم دحلان ولن يتشاور معه.
وبحسب "الأخبار" ، يقدّر البرغوثي أنه سيفوز بأصوات الفصائل الإسلامية ، لا سيما تلك التي تتخذ من غزة مقراً لها الجهاد الإسلامي في فلسطين وحماس. وقال حاتم عبد القادر ، المسؤول رفيع المستوى في دعم البرغوثي ، إن علاقات البرغوثي مع حماس قد تحسنت ، وقد تشكل حماس تحالفًا مع البرغوثي وليس مع دحلان.
فيما تشير التوقّعات الفتحاوية إلى نية البرغوثي ترشيح نفسه للرئاسة، وتشكيل قائمة في انتخابات المجلس التشريعي التي تسبقها، وهو الخطر الذي يؤرّق قيادات الصف الأول في «فتح».
لكن نجل مروان، قسام البرغوثي، قال إن أباه «ليس لديه حتى الآن موقف رسمي حيال الأمر، مشيراً إلى أن «كلّ ما يشاع في الصحافة ليس رسمياً». مع ذلك، تقول مصادر مطّلعة في الحركة، فضّلت عدم ذكر اسمها، إن الموضوع سري للغاية.
وقبل أيام، توعّد القياديان في فتح، عزام الأحمد وجمال نزال، بأن الحركة ستحاسب أيّاً من أعضائها الذين قد يحاربونها بترشّحهم مستقلّين، لكن الأحمد زاد على ذلك بالقول إن البرغوثي منقطع عن السياسة وأمضى عمره في السجون، ولا يستطيع تلبية أمنيات شعبنا.
مع ذلك، يقول عضو التشريعي عن فتح، حاتم عبد القادر، إنه وفقاً لما نُقل عن البرغوثي عبر محاميه، سيُرشّح الرجل نفسه للرئاسة، لكن لا ندري كيف ستؤثّر الضغوط الفتحاوية عليه.
وتؤكد عدة مصادر عن حديث عبد القادر، قائلة إن هناك قائمة يقودها الشباب، وسيدعمها البرغوثي، ويُحتمل أن تكون فيها شخصيات من «اللجنة المركزية» وأخرى من السلطة على مستوى الضفة وغزة. وهذه القائمة «ملاذ الساخطين على السلطة، وهم بالمناسبة لن يتحالفوا مع دحلان، لكن ربّما يجري التنسيق معه بعد الانتخابات في حال فوزهم، بهدف إعادة الاعتبار إلى فتح، تضيف المصادر أن ثمّة قائمة رسميّة من «المركزية» وأخرى لدحلان وثالثة يدعمها البرغوثي.
أمّا الإصلاحي، فينوي المشاركة بقائمة موازية وتعزيزها بقيادات يعمل دحلان على شراء ولاء بعضهم على مستويَي الضفة وغزة، وهو قد عيّن قبل أيّام متحدّثَين رسميَّين للتيار، هما من أصحاب «الأسماء الصادمة لفتح والسلطة»، كما تقول مصادر مقرّبة من تيّاره. وتضيف: دحلان رصد لهذه القائمة وإنجاحها مبالغ ضخمة بعشرات الملايين من الدولارات بتمويل إماراتي.
يدرك تيار دحلان أن حالة الاستقطاب التي تعيشها فتح ستكون عاملاً لمصلحته في الانتخابات، إذ سبق أن ظهر انقسام في تصريحات قادة الحركة حول مرشّحها للرئاسة، مع ذلك، تبقى مصير الحركة بيد البرغوثي، الذي تُظهر استطلاعات الرأي العام أنه الأكثر شعبية فتحاوياً وفلسطينياً وآخرها استطلاع أجراه «المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والبحثية» قبل أيام، وكانت نتيجته تفوّق البرغوثي بحصوله على 61% من الأصوات في حال وُضع أمام عباس.