الإجابة مفاجأة.. أين يوجد سجن سيدنا يوسف ؟
كان ولايزال جماله وحسنه حديثًا بين الناس، هذا الجمال الذي سبب له الكثير من المحن طوال حياته، ولكن إيمانه الشديد بالله عز وجل ملأ قلبه ثباتًا أمام الفتن، وزاده حسنًا على حسنه، إنه نبي الله يوسف الصديق.
من هو يوسف الصديق؟
هو ابن النبي يعقوب بن النبي إسحاق بن النبي إبراهيم عليهم الصلاة والسلام، فهو من عائلة شرفها الله بالنبوة والرسالة، ولذلك سمي بالكريم بن الكريم بن الكريم، وهو من أنبياء بني إسرائيل الذين بعثهم الله لقومهم خاصة، يدعونهم إلى الهدى والتوحيد، ويعلمونهم الكتاب والحكمة.
ولد يوسف وإخوته في الأرض المقدسة، ثم خرجوا مهاجرين إلى مصر، وقد ظل يوسف في مصر عندما مكن الله له في الأرض، ولكن نفسه وقلبه ظلا معلقين بالأرض المقدسة، فقيل إنه أوصى بأن يدفن بعد موته فيها، ولذلك حمل يوشع بن نون تابوت يوسف عليه السلام من مصر إلى الأرض المقدسة فقيل إنه دفن هناك في البلدة القديمة في نابلس.
وقد جمع سيدنا يوسف جمال الأخلاق والمعاملة والملامح، فكان عليه السلام يلبس رداءً ملونًا يُعرف به، كما كان يمتلك جسمًا قوي البنية، متناسقًا مع وزنه، يتكلم بهدوءٍ، ويقال بأنّ النبي يوسف عليه السلام أخذ نصف جمال الدنيا.
أبرز جوانب حياته عليه السلام ولد النبي يوسف عليه السلام في القدس، وقد كان والده النبي يعقوب وجدّه إسحق بن إبراهيم عليهما السلام، وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يخلق هذا النبي متمتّعاً بنعمة الجمال؛ حيث روي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه أوتي شطر الحسن. كان عليه السلام محبوباً إلى قلب والده كثيراً حتى إنّ إخوانه عندما شعروا بتلك المحبة كادوا له مكيدة؛ حيث احتالوا يوماً على أبيهم ليأخذوه معهم فيضعوه في غيابت الجب، وعندما فعلوا ما أرادوا بأخيهم ووضعوه في البئر، حزن أبوه لذلك حزناً شديداً قطع فؤاده.
بعد مدّة من الزمن مرّ ركب على البئر التي كان فيها يوسف، ليستقوا منها الماء، فوجدوه وباعوه بثمن بخس (دراهم معدودة) إلى عزيز مصر، وقد تربّى يوسف عليه السلام بعدها في قصر العزيز ليحدث له فيه الابتلاء العظيم والمحنة الشديدة؛ حيث راودته امرأة العزيز عن نفسه عندما كبر وبلغ أشده، ولكنه قابل ذلك بالامتناع بعون الله له.
استمرّ كيد امرأة العزيز ونسوةٌ في المدينة ليوسف، واستمرت محاولاتهنّ لمراودة يوسف عن نفسه، حتى أودى مكرهن به إلى أن وضع في السجن، وقد بقي عليه السلام في السجن بضع سنين سخّرها للدعوة في سبيل الله تعالى، وقد فسّر الرؤى لعددٍ ممّن كانوا في السجن، حيث فسر لأحدهم رؤياه بأنه سوف يقتل، وفسر للآخر رؤياه بأنه سوف يخرج فيكون ساقي الملك، وقد حدث فعلاً ما فسره النبي عليه السلام للرجلين.
شاء الله تعالى بعد تلك السنين أن يرى ملك مصر في منامه رؤيا لم يستطع أحد تفسيرها، حتّى أخبره الساقي بأنّه يعلم رجلاً يُفسّر له رؤياه وهو يوسف عليه السلام، فأمر الملك بإخراج يوسف عليه السلام وقربه إليه وأعطاه منصباً كبيراً في الدولة؛ حيث تولّى منصب وزارة التموين وخزائن بيت المال.
موقع سجن سيدنا يوسف عليه السلام
موقع السجن السجن الّذي وضع فيه سيّدنا يوسف عليه السلام لم يصح وجوده تعييناً، وإن قال عدد من الناس بوجوده في مدينة سقارة في جنوب القاهرة، وقيل كذلك إنّه موجود في قرية بوصير أو أبو صير في محافظة الجيزة.
يعتبر يوسف بن يعقوب عليهما السلام، من أكثر الشخصيات المَعروفة في القرآن الكريم وكتاب التوراة حيث كان معروفاً بردائه ذي الألوان وعلى المقدرة التي أعطاها له الله في تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وأيضا معروف بجماله الشديد فهو أخذ نصف جمال الدنيا. ألقاه إخوانهُ في الجب لغيرتهم منه، ولكن في النهاية عمل يوسف لدى عزيز مصر ، وبعدها تحرر من أسره وأصبح الوزير لملك مصر وأصبح هو عزيز مصر.
وفى الختام تتحقق رؤية يوسف عليه السلام والتي ذكرت في القرإن الكريم وهى: " فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَلِيمُ".