"نادي أدب طنطا" يناقش الرؤية الفلسفية عند عميد الأدب العربي
شهد قصر ثقافة طنطا توافد العديد من أدباء وشعراء محافظة الغربية، وذلك خلال استضافة نادي الأدب لمناقشة كتاب "طه حسين ... رؤية فلسفية" للكاتب والمفكر الاسلامي د/ أمان قحيف أستاذ الفلسفة الاسلامية، وبحضور الأديبان والناقدان عبد الرؤوف النويهي، ومحمد عبد السميع نوح.
افتتح المناقشة الشاعر مصطفى منصور رئيس نادي أدب طنطا والذي قام بالترحيب بجميع الحضور، مؤكدا أن الثقافة هي الحامية لكل مجتمع من شر الأفكار الارهابية والمتطرفة،وهي مجموعة من القيم والعادات والسلوكيات التي تحكم مجموعة من المجموعات، أو أمة من الأمم.
من جهته، قدم "قحيف" شكره وامتنانه للهيئة العامة لقصور الثقافة على تنظيم مثل تلك الفعاليات التي من دورها تسليط الضوء على قوى المجتمع الناعمة ومن بينهم عميد الأدب العربي،مؤكدا أنه يشرع مستقبلا في دراسة العديد من الشخصيات الأدبية، وعلى راسهم الأديب مصطفى صادق الرافعي، وتابع:"طه حسين امتلك موهبة في التعبير عن فكرته، وعما يريد أن يقوله في غاية السهولة وأيضا في غاية العمق".
وقال أن مفهوم الفلسفة عند عميد الأديب العربي ترتبط بعلاقتها بالفعاليات الأخرى، مشيرا الى أن طه حسين لم يجلس جلسة الفيلسوف ليقول للقارئ ما هي الفلسفة،ولكنه كان بارعا في تحريض من يقرأ كتاباته على التفكير والذهاب وراء استنتاجات للمعلومة، حيث لم يرد عنه مصطلحات مثل "من المؤكد أن" أو "تأكد لنا أن".
وخلال كلمته، تساءل الناقد عبد الرؤوف النويهي عن حقيقة وصف طه حسين بالفيلسوف، وقال متحفظا:"علينا أن نخوض معركة عميد الأدب العربي من بداياته، للتعرف بشكل أوضح على كونه فيلسوفا، أم أنه أحد كبار أعلام الأدب في عالمنا ؟" وتابع متسائلا:"هل الفلسفة تصلح لنا كشرقيون ؟ وهل عندنا في الأصل فلاسفة؟!".
من جانبه، أبدى الكاتب والناقد محمد عبد السميع نوح اعجابه بعنوان الكتاب، الذي أكد أن لطه حسين رؤية فلسفية، كما أنه من الجائز أن يكون لكل منا رؤيته،وأشار الى أن عميد العرب العربي انتصر للتراث المصري، رغم اتهامات كثيرة تعرض لها طه حسين، على اثر معاركه الأدبية الشهيرة مع الرافعي، والتي أكد "نوح" أنها كانت تصب في مصلحة الأدب، وليس شيء آخر، ولكنه عاد وتساءل في نهاية حديثه قائلا:"اذا كانت عمادة الأدب ضرورية للحياة الأدبية، فأين العميد التالي ؟ وهل نحتاج لعميدا للأدب في زماننا هذا ؟!".
اختتمت المناقشة بسماع مداخلات العديد من الحاضرين، ومن بينهم الكاتب فخري أبو شليب، الذي اكد ضرورة فض النزاع بين العلم والدين، فيما اشار د/ صلاح الحبال الى تمتع طه حسين بلمحة صوفية، نظرا لتتلمذه على يد الامام محمد عبده، مشيرا الى أن تدخل السياسة قد أفسد الصراع بين الفلسفة والعقل والدين، فيما أشار الروائي عبد الخالق محمد الى أن الشك عند طه حسين هو منقول من عند أبو حامد الغزالي، وتابع:"ثورة طه حسين هي ثورة لغوية، قدمت للمجتمع الأدبي خدمة جليلة، في كيفية الكتابة بشكل سهل وعصري".