مأساة هبة .. طلبت الطلاق من زوجها فكان رد فعله صادم
داخل أحد مستشفيات علاج الحروق بالمجان، تسير «هبة.ر» 40 عاما، وهي تتحسس الأشياء، كأنها تخشى ملامستها، تحاول إخفاء ملامحها، حتى لا يشاهدها أحد، تنتظر مستقبلا مجهول الملامح، لكنها لم تفقد الأمل في العلاج.
«هبة» زوجة من الإسكندرية، قرر زوجها معاقبتها بماء النار بعدما طلبت الانفصال، في محاولات منها للحفاظ على كرامتها، وعلى أولادها، فلم تجد سوى سكب ماء النار على وجهها وهي نائمة.
قصة تقشعر لها الأبدان، باتت تسردها السيدة الأربعينية التي تتلقى علاجها في أحد مستشفيات علاج الحروق بالمجان.
الدموع تنهمر منها، جسدها أصابته الرعشة، تفاصيل ولحظات مؤلمة لم تنساها، قلبت حياتها رأسًا على عقب، وأغلقت الأبواب في وجهها، وتشرد ابنائها بعد مافعله زوجها، دون أن تأخذ حقها منه.
تحكي «هبة» مأساتها قائلة: «أنا عندي 40 سنة، كنت متجوزة وعندي 3 أولاد أكبرهم 22 سنة، الحياة كانت طبيعية لمدة 18 سنة بينا، وبعدين كل حاجة اتقلبت بسبب سوء حالتنا المادية».
أيام وأشهر من الضرب والإهانات عاشتها «هبة» مع زوجها، بعدما ضاق الحال به، حتى قررت الانفصال عنه.
ربما حاجتها المادية، دفعتها للزواج مرة أخرى، من شخص يحمل مسؤوليتها، إلا أن زوجها الأول لم يتركها.
أشهر من الوحدة والحاجة عاشتها «هبة» حتى قرر زوجها الأول اللعب على أوتار أولاده لإقناع والدتهم للعودة له مُجددًا، حتى نجح بخططته بالفعل، وعادت له.
بحسب ما ذكرته السيدة، فلم تجد أمامها سوى الخضوع لرغبة أولادها، والعودة مُجددًا لطليقها، الذي لم ينتظر سوى 4 أيام، وقرر اندلاع الخلافات معها مُجددًا، حتى واجهته بالحقيقة: «مش هقدر اتحمل إهانة تاني، طلقني أحسن باحترامنا».
ربما طلب «هبة» من زوجها الطلاق مجددًا، كانت النقطة الفاصلة في قلب حياتها، حتى أوهمها بالموافقة، بعدما وعدها أنه سيذهب معها في اليوم التالي للمأذون لإتمام إجراءات الانفصال.
واستطردت «هبة» باكية، وهي تعود بالذاكرة لما حدث لها: «كنت متفقة أننا خلاص تاني يوم هنتطلق، صحاني من النوم، لسة بفتح عيني كب عليا ماية نار، بقيت أصرخ وأقول الحقوني وهو جري، والجيران ودوني مستشفى اتحجزت في العناية».
وتواصل: «ولادي لما شافوني مصدقوش إن دي أنا، وشي اتحرق، وضهري وراسي، دمرني وشوهني، وحتى المحضر اللي عملته فيه اتنازلت بعد ما بقى يهددني ويساومني بولادي».
لم تتشوه ملامح «هبة» فقط، بل حياتها كاملة: «كل حاجة باظت، بنتي عريسها سابها، وابني ساب كليته وبقى يشتغل على توكتوك، حتى اللي كان نفسها تدخل كلية فنون جميلة بقت تشتغل في مسح السلالم عشان توفرلي علاج، حتى أمي الضريرة بتنزل تبيع مناديل، وهو سابنا خالص، وأنا بقت دي حياتي وبقى ده مستقبلي ومستقبل عيالي».
واستغاثت «هبة» لتوفير مصدر رزق لها، لاستكمال حياتها: «نفسي في معاش، أما مبقدرش اشتغل بسبب اللي فيا، لكن مش عاوزة عيالي يضيعوا ويحصلهم أكتر من كدة».