الانتخابات الفلسطينية.. تحدي الوحدة الفتحاوية
يدعو المثقفون والأكاديميون الفلسطينيون كبار مسؤولي فتح السابقين والحاليين إلى عدم ترك الحركة ، بل الركض معًا في قائمة واحدة. وهم يزعمون أن الانشقاق عن الحركة سيضر بالصورة العامة لأي عضو بارز في فتح يختار القيام بذلك. بالإضافة إلى ذلك ، في هذه الأيام ، يتم فحص أداء الحركة ، وبالتالي ، يجب على جميع الأعضاء إظهار جبهة موحدة. وإلا فإن حماس ستستغل على الفور ضعف فتح.
ويضع الأكاديمي والباحث السياسي محمود فطافطة، عدة سيناريوهات التي قد توضع فيها فتح رغم عنها للمشاركة في الانتخابات القادمة.
السيناريو الأول، حسب فطافطة: تشكيل قائمة واحدة تضم قيادات متوسطة وشريحتي الشباب والمرأة، لاسترداد شيء من الثقة التي أذابت حيزا كبيرا منها ممارسات السلطة والحكومات المتعاقبة على الصعد السياسية والاقتصادية وعلى صعيد الحريات.
أما السيناريو الثاني، فهو تشكيل عدة قوائم، وأن تتجه قيادات فتحاوية، بينها أعضاء في اللجنة المركزية إلى تشكيل قائمة فتحاوية منفصلة عن القائمة الرسمية "قد يكون فيها حضور مباشر أو غير مباشر للقيادي محمد دحلان، وذلك سوف يضعف من حظوظ الحركة وقوتها.
في السيناريو الثالث لا يستبعد الباحث الفلسطيني أن "يسعى أشخاص يشعرون بالتهميش والاستبعاد، إلى تشكيل قوائم تحت عناوين مختلفة".
ويضيف فطافطة أن دحلان "له تأثير وقاعدة شعبية تصويتية، خاصة في شمالي وبعض المخيمات، وفي قطاع غزة"، مشيرا إلى "دور المال في خدمة دحلان، فضلا عن أنظمة مجاورة تسعى لإعادته إلى المشهد الفتحاوي".
لكنه يقول إن الرئيس عباس لا زال يرفض بشكل مطلق، عودة دحلان بعد طرده من الحركة، مع ذلك لا يرى ما يمنع حضوره بصورة أشخاص آخرين.
وأظهر استطلاع للرأي العام، أجراه مؤخرا، المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (غير حكومي، مقره رام الله)، ونُشرت نتائجه في 27 ديسمبر/ كانون أول 2020، أنه لو شكّل الأسير مروان البرغوثي قائمة للانتخابات التشريعية مستقلة عن قائمة "فتح" الرسمية فإنه يحصل على 25 بالمئة من الأصوات، و19 بالمئة فقط سيعطون أصواتهم لحركة "فتح" الرسمية.
وحسب نفس الاستطلاع، لو شكل محمد دحلان قائمة انتخابية مستقلة عن قائمة فتح، سيحصل على 7 بالمئة من الأصوات و27 بالمئة سيصوتون في هذه الحالة لفتح الرسمية.
أما لو جرت انتخابات رئاسية جديدة ولم يترشح عباس، فإن مروان البرغوثي هو المفضل لتولي منصب الرئيس بنسبة 37 بالمئة، يتبعه إسماعيل هنية بنسبة 23 بالمئة، ثم محمد دحلان بنسبة 7 بالمئة.
ولو اختارت حركة فتح محمود عباس ليكون مرشحها الرئاسي فإن الأغلبية (52 بالمئة) يعتقدون أن هناك من هم أفضل: 42 بالمئة يرون أن البرغوثي أفضل منه، و10 بالمئة يرون أن دحلان أفضل منه، و7 بالمئة يرون أن رئيس الوزراء الحالي محمد اشتية أفضل منه.