من فتاة الإسكندرية إلى طفلة المعادي.. 4 وقائع تحرش فضحتها الكاميرا
في كثير من الأحيان، تحدث حالات تحرش دون أن يدري أحد بوقوعها، وذلك نظرا لعدم وجود دليل كافٍ يثبت الواقعة، على الرغم من أن حديث ضحايا التحرش كفيل بتوقيع عقوبات التحرش التي نص عليها القانون، إلا أن العديد من ضحايا التحرش يرفضون الحديث جهرا عن تلك الوقائع خوفا من نظرة المجتمع لهم.
وقد اختلف الأمر كثيرا مع ظهور التكنولوجيا الحديثة وكاميرات المراقبة والهاتف، التي يمكن من خلالها توثيق لحظة الاعتداء علي الضحية، ومن هنا يمكن إثبات الواقعة، وتكون الضحية أمام واقعة لا يمكن الفرار منها، أو إنكارها خوفا من النظرة المجتمعية، حيث منحت تلك الكاميرات أداة قوية في يدي ضحايا التحرش تمكنهم من الحصول علي حقوقهم.
حالات عديدة كشفت الكاميرات التحرش فيها، حيث تظهر على الساحة دوما العديد من القضايا التي يكون البطل والشاهد الرئيسي فيها «كاميرا»، ومن بين تلك القضايا، قضية «محمد جودت» الشهير بـ«متحرش المعادي» الذي اعتدى جنسيا على طفلة لم تكمل عامها العاشر بعد، ولامس مناطق حساسة في جسدها، دون النظر إلى سنها الصغير، إذ لم تكن تلك الواقعة لتكشف لولا وجود كاميرا للمراقبة داخل العقار الذي استدرج الشاب ضحيته إليه.
وسجلت الكاميرا الجريمة التي رآها الجميع واستنكرها مستخدمو التواصل الاجتماعي، وكانت تلك الفيديوهات سببا اساسيا في تحرك الشرطة للقبض على الشاب الذي ظهر في الفيديو المتداول على نطاق واسع.
قضية أخرى سجلتها الكاميرا، حينما قام مجموعة من الشباب في مطلع العام الماضي، بالتحرش بفتاة في منطقة مدينة نصر، حينها ضجت وسائل التواصل الإجتماعي بالعديد من مقاطع الفيديو التي رصدتها الكاميرا، ووثقت بذلك ارتكاب جريمة التحرش.
وتداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» مقطع فيديو يوضح إحدى الفتيات وهي تصرخ وقد تجمع حولها مجموعة من الشباب ويحاولون لمس أجزاء من جسدها، مما أثار استياء عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي واقعة أخرى، تم تداولها على نطاق واسع في يناير من العام الجاري، حينما رصدت كاميرا مراقبة قيام عامل بالتحرش بطفلة بمنطقة مساكن الضباط بحدائق حلوان بعد قيام أسرتها بضبطه بعد مشاهدتهم تسجيلات الكاميرات.
وكانت الكاميرات، قد رصدت قيام «حسن عبد التواب» الشهير بـ«وحش» بالتحرش بالطفلة «ك.أ» 6 سنوات، أثناء توجهها لمنزل جيرانهم، فقام أفراد أسرتها بالبحث عنه، وتسليمه لرجال الشرطة.
قضية أخرى هزت الرأي العام في مارس من العام الماضي، بعدما قامت فتاة شجاعة لم تقبل أن يتحرش بها أحدا وتسكت على ضياع حقها وترك المتحرش دون عقاب، حيث كانت الفتاة تعمل داخل محل خاص بها بمحافظة الإسكندرية قبل أن تلاحظ وقوف أحد الشباب لفترة طويلة أمام المحل الخاص بها، وما إن بدأت حركة المارة تقل بالشارع تدريجيا، فوجئت به يتقدم نحوها ويحاول التحرش بها، وهمت بالخروج وراءه للامساك به والاستعانة بأهل المنطقة، إلا أنه فر هاربا.
حينها تمكنت الكاميرات الموجودة داخل المحل من رصد الواقعة وتصوير المتهم، ما سهل عملية البحث عنه والقبض عليه بعد ذلك وتقديمه للمحاكمة.