فتح وحماس.. صراع الانتخابات المحتدم
بحسب استطلاع انتخابي أجراه موقع سما نيوز الإخباري الفلسطيني ، فإن السباق بين فتح وحماس متقارب.
في ظل هذا الاستطلاع الذي لا يتوقع فوزا واضحا لحركة فتح ، تسمع أصوات في شوارع الضفة الغربية تقول إنه يجب تأجيل الانتخابات في هذا الوقت خشية أن تحصل حماس على موطئ قدم قوي في الضفة الغربية.
وتظهر نتائج الاستطلاع في حال أجريت انتخابات للمجلس التشريعي فستكون النتائج كالتالي: فتح 38%، حماس 34%، القوائم الأخرى التي شاركت في انتخابات 2006 تحصل على 10%، بينما 19% لم يحددوا لمن سيصوتون.
تبلغ نسبة التصويت لحماس في قطاع غزة 43% ولفتح 29%، بينما في الضفة 26% لحماس ولفتح 45%.
تشير الأرقام إلى عدم قدرة أي من الحزبين الكبيرين على حسم النتائج لصالحه (50%+1)، فهذه الانتخابات ستجرى بالنظام النسبي وليس المختلط (نسبي+ قوائم) كما حدث في 2006، وبالتالي من المتوقع لجوء القائمة التي تحصل على أعلى الأصوات إلى تشكيل تحالفات بعد الانتخابات تمكنها من تشكيل الحكومة.
من ناحية أخرى، تفند هذه الأرقام ادعاء البعض بأن معظم أهل القطاع سينتخبون فتح، ومعظم أهل الضفة سينتخبون حماس، على افتراض أن سكان كل منطقة سيمارسون التصويت العقابي، وسيعاقبون انتخابياً السلطة التي تحكمهم. فيما تعزز هذه الأرقام الادعاء بأن الشبكة الزبائنية للحزب الحاكم في كل منطقة ستزيد فرصه بالفوز.
يظهر الاستطلاع أيضاً، وفي حال تشكيل مروان البرغوثي قائمة مستقلة عن قائمة فتح الرسمية التي يشكلها الرئيس عباس، فإنه سيحصل على 25% مقابل 19% لقائمة فتح الرسمية. تشير هذه الأرقام إلى شعبية البرغوثي من ناحية، لكنها من ناحية أخرى تؤشر إلى أنّ قائمة البرغوثي ستحصل على أصواتها بشكل أساسي من قاعدة فتح الانتخابية، بمعنى أن 19% (38%-19%) من أصوات قائمة فتح الرسمية ستذهب إلى قائمة البرغوثي، والتي ستستقطب 6% (25%-19%) من أصوات ناخبين من خارج قاعدة فتح الانتخابية.
قد يكون نزول قائمة للبرغوثي ضار لقائمة فتح على المدى القصير، لكنه في المحصلة سيفيدها على المدى الطويل، فبعد الانتخابات متوقع أن ترجع هذه القائمة لفتح، ليشكلا معاً 44% (25%+19%) من مقاعد المجلس. في المقابل ربما تدفع هذه النتيجة حماس بدورها لتشكيل قائمتين، قائمة تمثلها بشكل رسمي وأخرى تستقطب الأصوات العائمة (التي لم تقرر بعد) أسوة بقائمتي فتح (وذلك على افتراض تحقق سيناريو نزول البرغوثي بقائمة مستقلة عن فتح).
يلفت انتباهنا في نتائج الاستطلاع النسبة التي يحصل عليها محمد دحلان في حال تشكيله قائمة منافسة لفتح، حيث سيحصل على 7% بينما تحصل فتح على 27%، وهذه نتيجة غير منطقية، فلو فرضنا أن دحلان أخذ 7% من القاعدة الانتخابية لفتح فيفترض أن يتبقى لفتح 31% من الأصوات من أصل 38% كانت ستحصل عليها. وبصرف النظر عن دقة هذه الأرقام، إلا أنها تشير بالمجمل إلى عدم تمتع دحلان بشعبية كبيرة في صفوف المستطلعة آرائهم، وبأنه سيأخذ من الخزان التصويتي لحركة فتح، ولن يجلب أي أصوات من خارج هذا الخزان،لذلك نزوله سيضر بفتح ولن يفيدها.