هنية يتهرب من اجتماع الفصائل خشية اتهامه بالفشل
أفادت مصادر فلسطينية أن غياب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، إسماعيل هنية ، عن وفد حماس عن اجتماع الفصائل ، ليس عرضيًا.
وتزعم نفس المصادر أن حماس تقدر أن فتح لا تنوي إجراء الانتخابات وهنية لا يريد أن ينظر إليه أعضاء الحركة على أنه المسؤول عن فشل العملية. لذلك أرسل هنية نائبه صالح العاروري لقيادة العملية.
ويبدو أنه تنامى إلى مسامع هنية ما وأوصت به شخصيات بارزة في فتح بأن يفكر محمود عباس بجدية في تأجيل الانتخابات لإلغائها.
حيث يقول مصدر رفيع في فتح إن خوض الانتخابات في عدة قوائم تابعة لفتح هو "انتحار سياسي" يخدم حماس وسيؤدي إلى فوزها في الانتخابات البرلمانية كما فازت في عام 2006.
محمود عباس متردد، إنه في ورطة، أجرى تغييرات على قانون الانتخابات الفلسطيني والنظام الانتخابي لضمان فوزه الانتخابي، لكن هذه التغييرات لا تساعده على توحيد الحركة في قائمة واحدة، فهو يخشى الانسحاب من فكرة الانتخابات بفقدان الدعم المالي من بايدن والاتحاد الأوروبي، حركة فتح تنتظر لترى كيف يمكن لمسؤول فتح الكبير ناصر القدوة ، ابن شقيق ياسر عرفات، الذي تجرأ على فتح فمه على الملأ والترشح على قائمة مستقلة، والتعامل مع رد رئيس السلطة بأن يأمر باعتقاله أو يشرع في طرده من حركة فتح لردع الآخرين عن السير على خطاه أو محاولة إيذائه جسدياً، و احتمال الاغتيالات السياسية في حركة فتح هو موضوع جديد يناقش علنا بين نشطاء الحركة ولا يمكن استبعاده بشكل صريح.
كما أن حركة حمـــاس، التي تخوض انتخاباتها الداخلية ، تتعاظم لديها الأصوات لتأجيل انتخابات البرلمان الفلسطيني في مايو.
حيث قال نايف الرجوب، المسؤول البارز في حمــاس، في 3 آذار / مارس، إن الأجواء في الضفة الغربية غير مناسبة لإجراء الانتخابات، وقال إن السلطة الفلسطينية لم تفرج عن المعتقلين السياسيين وإن "إسرائيل" اعتقلت العشرات من أنصار حماس في الضفة الغربية.
كذلك لدى أسرى حمــاس في السجون الاسرائيلية معارضة شديدة لإجراء الانتخابات في الضفة الغربية.
إلا أن قيادة الحركة ترى الانشقاق في حركة فتح فرصة ذهبية للفوز بالانتخابات النيابية؛ لذلك فهي تتجاوب حاليًا مع مطالب وشروط رئيس السلطة محمود عباس ولا تدخل في مواجهات معه حتى لا توفر له عذرًا لتأجيل الانتخابات أو إلغائها حتى على حساب الخلافات الداخلية في صفوفها.
وبحسب مصادر فتح، فإن مصير الانتخابات سيتقرر قريباً، حيث يطالب جيل الشباب في فتح في الضفة الغربية بأن يكون ممثلاً في قائمة فتح الرسمية التي ستخوض الانتخابات البرلمانية.
في نهاية المطاف، ما سيقرر مصير الانتخابات هو الانقسام في حركة فتح، وإذا شعر محمود عباس أن فوز حركة فتح في الانتخابات غير مضمون، فسوف يتهرب منها ويجد بالفعل العذر المناسب وعلى من سيوقع اللوم على تأجيلها.