قتل ابن عمه بمساعدة زوجته.. حكاية عشق انتهت بمشرحة زينهم
في عام 2009، استعان «ممدوح»، صاحب محل مصوغات ذهبية بمنطقة إمبابة، بابن عمه «ريمون» للعمل معه، وكان دائمًا ما يطلب منه توصيل زوجته «كريستين» لمنزل والدتها في منطقة الزيتون، ظنًا منه أن ابن عمه لا يمكن أن يخونه أو تسول له نفسه النظر إلى زوجته، لا سيما وأنه ولي نعمته ويعمل معه ويثق فيه.
وبالفعل جرت الأمور هادئة في البداية، إذ كان ريمون يؤدي عمله في المحل بمنتهى الأمانة، كما كان يلبي أي رغبة لابن عمه، صاحب المحل، من توصيل زوجته، وقضاء أي طلب لها، ومن هنا بدأ الاثنان في الحديث لبعضهما البعض والتعرف أكثر، حتى تطور الأمر بينهما إلى علاقة محرمة، إذ كان «ريمون» يترك ابن عمه في محل بيع المصوغات الذهبية، ويذهب إلى منزله، بزعم أن زوجته «كريستين»، تطلب منه شراء بعض احتياجات المنزل، ووقتها كانا يمارسان الرذيلة في منزل الزوجية.
ورغم أن العلاقة لم يكن ثمة ما يهددها، إذ كان ذهابه لمنزل كرستين بعلم زوجها، بل إنه هو من طلب منه ذلك، إلا أن الخائنين لم يكتفيا بذلك، ففي إحدى المرات اختمرت في ذهنهما فكرة قتل «ممدوح» ابن عم المتهم وزوج المتهمة، حتى يخلو لهما الجو تماماً، ويتحررا من الخوف الذي يلازمهما أثناء ممارسة الرذيلة، وأعدا خطة لذلك للتخلص من الزوج.
وبعد نحو عامين تقريبًا من العلاقة الآثمة بينهما، وفي أحد أيام صيف 2011، اتصل «ممدوح» بابن عمه «ريمون» وطلب منه كعادته التوجه إلى منزله لتوصيل زوجة الأول «كريستين» لمنزل والدتها بمنطقة الزيتون، فرحّب الأخير فرحًا بنجاح الجزء الأول من الخطة التي أعدها مسبقًا مع الزوجة الخائنة، حيث اتفق معها على ادعاء رغبتها في التوجه إلى والدتها بالزيتون لبضعة أيام، لتصبح «شقة إمبابة» هى مسرح الجريمة المعد مسبقًا، كما اتفقا على شراء خطي محمول لترتيب الأمر بينهما وتنفيذ باقي الخطة.
ومضت الخطة كما خطط لها الاثنان، فقط أوصل «ريمون» عشيقته «كريستين» إلى منزل والدتها، وحصل منها على نسخة من مفتاح شقة الزوجية، وفور وصوله إلى إمبابة، صعد إلى الشقة، واختبأ داخل غرفة النوم الخاصة بـ«ممدوح» انتظارًا لعودته وقرر قتله خنقًا بحبل اشتراه في طريق عودته من الزيتون لإمبابة، وفور دخول «ممدوح» الشقة متعبًا من يوم عمل طويل، دلف إلى غرفة نومه لتبديل ملابسه، لكنه فوجئ بـ«ريمون» الذي عاجله بعدة ضربات على رأسه حتى أفقده الوعي، ثم خنقه بحبل حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
ولم يكتفِ القاتل بجريمته، بل انتظر قرابة الساعتين، حتى بدأت حركة المارة في الشارع تقل تدريجيًا مع اقتراب منتصف الليل، ليضع جثة الزوج المغدور «ممدوح» داخل غطاء سيارته، ويضعها في شنطة السيارة، وانطلق قاصدًا منطقة خالية من السكان في أكتوبر، ووصل هناك، ليلقي بالجثة ويشعل النيران فيها لتشويه معالمها تمامًا، وأجرى اتصالاً بـ«كريستين» يخبرها بإتمام الخطة، وغادر المكان.
وبعد أيام، تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية السادس من أكتوبر بلاغًا بالعثور على جثة آدمية محترقة، في منطقة صحراوية، فانتقلت إلى هناك وبدأت في فحصها، حتى تمكنت من التعرف على هوية المجني عليه، من خلال فحص بلاغات التغيب التي حُررت بالتزامن مع العثور على الجثة.
وبإجراء التحريات المكثفة حول الحادث، تمكنت الشرطة من تحديد هوية الجناة، حيث ألقت القبض على «ريمون» الذي اعترف بارتكاب الواقعة بالاشتراك مع «كريستين» زوجة المجني عليه، وأحالتهما النيابة العامة للمحاكمة الجنائية، حيث أصدرت حكمًا بـإعدام الأول والمؤبد للثانية، ونفذت مصلحة السجون حكم الإعدام بحق ريمون داخل سجن استئناف القاهرة وتم نقل الجثة إلى مشرحة زينهم تمهيدًا لتسليمها لأسرته لدفنها.