لحظات الرعب بقطار الموت.. حكايات صادمة عن ضحايا حادث قطاري سوهاج | شاهد
داخل العربة الأخيرة بقطار رقم 157، المتجه من أسوان حتى القاهرة، جلس محمد الشاب العشريني هو ووالدته وأربعة من أصدقائه المجندين، القادمين من محافظة قنا، ساعتين هي المسافة بين سوهاج وقنا، أحاديث لا تنتهي بين الشبان الخمس، لم يكن محمد ورفاقه يعلمون أنهم بعد قادئق معدودة سيصبحون أبطال قصة عنوانها المأساة.
صرخات الشاب، داخل القطار وبين المصابين والضحايا، ودموع الأم، صورة حية تناقلتها قنوات وصحف محلية وعربية، كانت إنذار حقيقيا عن كارثة تحدث في قرية الصوامعة التابعة لمركز طهطا، بمحافظة سوهاج بصعيد مصر.
حالة هستيرية انتابت محمد، هرول بين المصابين بحثا عن رفاقه:"« مش لاقي صحابي يا أماي.. كانوا جنبي يا محمود مش لاقي حد فيهم.. شفت البيادة بس مش لاقي جسمه.. مش حاسس برجلي».. يدخل في نوبة من البكاء، ويعود يكرر على المارة وذوي الركاب نفس العبارات».
حريق قطار أسوان
محمد الذي فقد أصدقاءه، لم يكن الوحيد الذي عاش لحظات الرعب ومرارة الفقد، داخل قطار الصعيد – قطار الموت- إن جاز التعبير، فدفتر السكك الحديدية متخم بالمآسي، ففي الثانية صباحا، وفي ليلة عيد الأضحى عام 2002، اتشحت سماء قرية ميت القائد التابعة لمركز العياط، باللون الرمادي، ملابس جديدة وأمتعة وأجساد متفحمة، في كارثة هي الأسوأ في تاريخ حوادث السكك الحديدية في مصر.
داخل القطار رقم 832 المتوجه من القاهرة إلى أسوان، اشتعلت النيران في إحدى عرباته عقب مغادرته لمركز العياط، وأكد الناجون أنهم شاهدوا دخانا كثيفا ينبعث من العربة الأخيرة للقطار، ثم اندلعت النيران بها وامتدت بسرعة إلى باقي العربات، التي كانت مكدسة بالركاب المسافرين لقضاء عطلة عيد الأضحى في مراكزهم وقراهم في صعيد مصر، حتى من حاولوا النجاة بكسر النوافذ الزجاجية للعربات، وكان الغرق في ترعة الإبراهيمية مصيرهم.
قطار « القاهرة -أسيوط»
ونزيف الدم تحت عجلات القطارات لا ينتهي، ففي عام 2009 تصادم قطارين في منطقة العياط على طريق «القاهرة - أسيوط»، أدى إلى مصرع 30 شخصا وإصابة آخرين، حيث تعطل القطار الأول وجاء الثاني ليصطدم به من الخلف، مما أدى إلى انقلاب 4 عربات من القطار الأول، وبعدها تقدم محمد لطفي منصور، وزير النقل حينها باستقالته.
وفي 17 نوفمبر 2012 عند مزلقان قرية المندرة التابعة لمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، واصطدم فيه قطار تابع لسكك حديد مصر بحافلة مدرسية، راح ضحيته نحو 50 تلميذًا إضافة إلى سائق الحافلة ومُدرّسة كانت برفقة التلاميذ.
وفي 29 يوليو 2018 وقع حادث قطار «القاهرة أسوان» بأسوان بعد خروج الجرار و8 عربات من قطار 982 مكيف، ما أدى إلى إصابة 6 أشخاص دون وقوع وفيات.
وفي حوش محطة المرازيق بالبدرشين، وقع حادث قطار الصعيد «القاهرة- قنا» في يوليو 2018، بعد انقلاب 4 عربات بسبب التحويلة، وأدى إلى إصابة 56 مواطنا دون وقوع وفيات.