عاش 32 عاما متباهيا بالسلطة ومات داخل الحبس ..مشاهد مثيرة من نهاية رحلة ضابط مزيف
30 عاماً من الزواج قضاها " أ . م" مع زوجته أنجب خلالها 3 أولاد فى أعمار مختلفة، تنتظر الزوجة عودته من عمله بجهاز الشرطة يومياً ويدخل عليها يرتدي الزي الميري، ويغادر صباحاً إلى عمله، سارت الحياة حتى شاءت الأقدار..
أثناء وجوده بصحبة أسرته لتناول العشاء فى أحد المطاعم دخل عليه بعض رجال الشرطة، فظنت الزوجة للوهلة الأولى أنهم زملاؤه قادمون لأخذه إلى العمل معهم، ولكن نظرة الزوجة تبدلت وشحب وجهها عندما قال له ضابط برتبة رائد أنت مقبوض عليك.
"أنت مش عارف أنا مين ... أنا العميد "أ .م"، ليرد الضابط: انتهت الحكاية ودي نهاية الطريق اتفضل معانا إحنا خلاص عرفنا كل حاجة.
تساؤلات عديدة طرحتها الزوجة على رجال الشرطة فكان رد الضابط الأعلى رتبة بينهم .. يامدام زوجك مطلوب القبض عليه بتهمة انتحال صفة ضابط منذ 32 سنة.
نزلت الكلمات على الزوجة كصاعقة فلم تصدق ما تسمعه، فقام رجال الشرطة باصطحابه إلى قسم شرطة الجيزة وهناك تأكدت الزوجة أنها سقطت ضحية حكاية الضابط المزيف على طريقة الفنان نور الشريف في فيلم "مسجون ترانزيت"، عندما انتحل صفة ضابط يسمى اللواء شوقي .
وأوضحت تحقيقات النيابة أن المتهم يبلغ من العمر 62 عامًا، وأنه نصاب محترف وكوّن ثروة كبيرة من عمليات النصب والاحتيال واشترى فيلا بمنطقة في الجيزة، أقام فيها هو وأسرته.
وظل يوهمهم أنه ضابط وكان يحتفل معهم بترقياته وحصوله على الرتب الجديدة، وعلق على جدران مسكنه شهادات تقدير وصورا له بالملابس الميرية، ثم أقاموا له حفلًا في أحد الكافيهات بمناسبة بلوغه سن التقاعد.
وأشارت التحقيقات إلى أن الصدفة أوقعت بالمتهم عندما راجعت الأجهزة الأمنية بعض الشهادات الجامعية التي تم تقديمها خلال الفترة الماضية بنطاق محل الضبط وتبين أن "الضابط المزور" وراء العديد من عمليات التزوير بمحافظة الجيزة، وبإجراء التحريات وسؤال المتهمين أمكن التوصل إلى هُوية المتهم.
وكشفت التحريات برئاسة اللواء ضياء فاروق نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة، أن المتهم احترف تزوير المحررات الرسمية، والشهادات الجامعية مستخدما أختامًا مقلدة.
وتبين من التحريات أن المتهم نصب على عدد من المواطنين، وعدد من معارفه حيث تظاهر بعمله كضابط بخلاف الحقيقة مستغلًا مهارته في التزوير بطباعة صور له بزي عسكري.
وتم ضبط داخل مسكن المتهم بدائرة قسم الجيزة الأدوات المستخدمة في عملية التزوير.
وكشفت التحقيقات بأن المتهم انتحل صفة ضابط لمدة 32 سنة، وأقام مع أسرته منذ بداية الخطوبة حتى الزواج وأوهم زوجته وأبناءه أنه ضابط.
وقام بترقية نفسه حتى أحيل إلى المعاش، وأقام لنفسه حفلًا مع عائلته بمناسبة خروجه على المعاش، واثناء ذلك حددت قوات الأمن مكان تواجده وقامت بضبطه.
وتسلمت النيابة العامة تحريات المباحث فى الواقعة والتى كشفت بأن المتهم انتحل صفة ضابط منذ شبابه، للتقدم لخطبة زوجته الحالية، ومنذ تلك اللحظة مارس العديد من شهادات التزوير على مدار 30 عامًا، وأنجب خلال تلك الفترة 3 أبناء كبروا ودخلوا الجامعة وتخرجوا فيها ولم يكتشف أي منهم أن والده نصاب.
وتبين من المعاينة التصويرية لشقة المتهم أنه يمتلك غرفة مغلقة عبارة عن كنترول يستخدمها لإدارة أعمال النصب والتزوير واعتاد المتهم عدم السماح لأسرته بدخولها.
وبتفتيش مسكن المتهم، عُثر على سلاح طبنجة، وكارنيهات بانتحال صفة ضابط شرطة وأستاذ جامعى، وكارنيهات وشهادات جامعية بأسماء لأشخاص آخرين.
وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات، اعترف بصحتها، مؤكدا أنه انتحل صفة ضابط شرطة وأمرت نيابة الأموال العامة بالجيزة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات وجدد قاضى المعارضات حبسه ، واليوم الأحد ، توفى خلال محاولة إيقاظه من النوم لترحيله إلى النيابة العامة لنظر تجديد حبس.
وكشف التقرير الطبي المبدئي بأن الوفاة طبيعية ولا توجد بها أي شبهة جنائية ولا إصابات وتواصل النيابة العامة التحقيقات فى الواقعة.
أمرت النيابة العامة في جنوب الجيزة بدفن جثة مسن محبوس، على ذمة قضية انتحال صفة ضابط لأكثر من 30 سنة في الهرم، بعد وفاته داخل الحبس وطلبت النيابة تقريرا طبيا وافيا عن سبب الوفاة، كما أمرت بتحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة.