تطورات مفاجئة .. وزير الخارجية يكشف الخط الأحمر في ملف سد النهضة
قال وزير الخارجية سامح شكري، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تحدث بشكل واضع عازما على حماية الأمن المائي المصري.
وأوضح خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "حديث القاهرة" الذي يقدمه الاعلامي خيري رمضان بقناة "القاهرة والناس" أن الخط الأحمر للرئيس السيسي هو حدوث ضرر لمصر في ملف سد النهضة.
وأشار إلي أن إثيوبيا مُصرة علي اتخاذ إجراءات أحادية في عملية ملء سد النهضة وهي بذلك تخالف القوانين الدولية، مؤكدًا أن الوصول إلى اتفاق مع إثيوبيا ليس أمرًا صعبا.
ولفت إلي أن كل طرف عاقل يعلم جيدا كيف يحقق مصالحه المائية ويصل لاتفاق في أزمة سد النهضة.
وقال الدكتور محمد عبد العاطي وزير الرى والموارد المائية في لقاء سابق، إن قرار الحرب هو الخيار الأخير حل أزمة سد النهضة، لافتًا إلى أن مصر ترغب في تنمية إثيوبيا ولا تريد اتخاذ قرارات متطرفة في حماية حقوقها المائية.
وأضاف خلال لقائه ببرنامج "الحكاية" الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب بقناة "إم بي سي مصر" أن اتفاق المبادئ في 2015 لم يضعف موقف مصر في أزمة سد النهضة لأنه كان متعلقا بملء وتشغيل السد وليس متعلقا بحصة مصر.
ولفت إلى أن الإثيوبيين يتلاعبون دائمًا في المفاوضات ولا يمكن الثقة فيهم لأنهم دائمو تغيير وعودهم وعهودهم، معقبًا: "في جلسات المفاوضات كان الإثيوبيين بيغيروا كلامهم ويقولوا معلش زلة لسان".
وأكد: "أعتقد أن إثيوبيا ستقدم على الملء الثاني لسد النهضة، وكل ما نعلمه أن هناك مشكلة في تصميمات السد وأدركنا أن هناك مشكلة فنية قد تؤدي إلى الانهيار بعد رفض إثيوبيا مد مصر بمعلومات عن السد".
وأكد: لدينا توقع بانهيار سد النهضة ونقوم بعمل الاحتياطات اللازمة حال الانهيار من خلال تحويل المياه إلى توشكى بتكلفة تقدر بنحو 20 مليار جنيه".
وتابع:"جاهزون وغير مطمئنين من الملء الثاني لسد النهضة، ولكن الدولة المصرية لن تسمح بحدوث أزمة مياه، ومن مصلحة إثيوبيا التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم".
وأشار إلى أن أزمة سد النهضة حال عدم الوصول إلى اتفاق سيكون له تاثير سلبي علي نحو 2 مليون مواطن ولكن مصر لن تسمح بذلك، معقبًا: علي المجتمع الدولي أن يدرك حجم الهجرة غير الشرعية والإرهاب الذي قد ينجم بسبب أزمة المياه في المنطقة وعدم الوصول إلى اتفاق.
ولفت إلي أنه يتوقع عودة المفاوضات مع الجانب الإثيوبي الفترة المقبلة بعيدًا عن أي أطروحات أخرى.
وأعلنت وزارة الري والموارد المائية السودانية أنها قررت حجز كمية هائلة من المياه داخل خزان، تحسبا لإطلاق إثيوبيا المتوقع للمرحلة الثانية من عملية ملء سد النهضة.
وأكد مدير إدارة الخزانات السودانية، معتصم العوض، اليوم السبت أن إدارته ستبدأ بحجز نحو 600 مليون متر مكعب من المياه في خزان جبل أولياء، عقب انتهاء فترة تفريغ الخزان.
وأوضح المسؤول أن هذا الإجراء يأتي لضمان استمرار العمل بمحطات الطلمبات على النيل الأبيض والنيل الرئيسي لتلبية احتياجات مياه الشرب والزراعة، وذلك ضمن الإجراءات التي تتخذها الدولة تحسبا لاي إجراء أحادي قد تتخذه إثيوبيا بإطلاق المرحلة الثانية من ملء سد النهضة في يوليو القادم.
وأقر المسؤول بأن تفريغ خزان جبل أولياء تأخر إلى الأول من أبريل بدلا من 21 مارس، مع الإبقاء على نحو 600 مليون متر مكعب لتلافي أي نقص للمياه يؤثر على محطات الطلمبات في النيل الأبيض وقطاع النيل الرئيسي.
ولفت مدير الإدارة إلى أن التصريفات اليومية للنيل الأبيض تتراوح بين 60 إلى 70 مليون متر مكعب من المياه يوميا، ولكن هذا العام وصلت إلى 100 مليون متر مكعب يوميا نسبة للأمطار الغزيرة على بحيرة فكتوريا والهضبة الاستوائية.
وأشار العوض إلى أن وزارة الري عملت وفق دراسات فنية على تغيير سياسة تشغيل الخزانات في العام لـ"مقابلة تأثيرات سد النهضة المتوقعة".
ودعا وزير المياه والري الإثيوبي سليشي بقلي، مصر والسودان إلى اختيار وترشيح مشغلي سدود من أجل تبادل البيانات قبل بدء الملء الثاني لسد النهضة.
وقال وزير المياه والري الإثيوبي، بحسب بيان صدر عن وزارة الخارجية، إن اختيار مصر والسودان لمشغلي السدود سيسرع من ترتيبات تبادل المعلومات وتدابير بناء الثقة بين الأطراف الثلاثة حتى الانتهاء من مباحثات سد النهضة.
وأعلن بقلي استئناف المفاوضات في كينشاسا نهاية الأسبوع المقبل، ووفقا لبيان الخارجية الإثيوبية فإن الدعوة استندت إلى الإجماع الذي تم التوصل إليه بشأن جدولة الملء وصاغته المجموعة الوطنية المستقلة للبحث العلمي (NISRG) للدول الثلاث جنبًا إلى جنب مع فترة الملء في يوليو وأغسطس وقد تستمر إلى سبتمبر.
وأشار الوزير الإثيوبي إلى التقدم المحرز في بناء سد النهضة مع قرب موسم الأمطار في إثيوبيا، مؤكدا ضرورة العمل معًا على ترتيبات اتصال عملية وهامة.
وبحسب بيان الخارجية الإثيوبية الذي أشار إلى إرفاق معلومات عن اختبار المنفذ السفلي لسد النهضة مع الرسائل التي وجهها وزير الري الإثيوبي لنظيريه.
واختبار المنفذ السفلي يشير لتقدم في تجارب إثيوبيا لإنتاج الكهرباء من سد النهضة، حيث من المقرر اختبار توربينين خلال عملية الملء الثاني.
وأعرب البيان عن حرص إثيوبيا على استضافة أول اجتماع للمنسقين ومشغلي السدود في أديس أبابا.
والأسبوع الماضي تبادلت إثيوبيا الاتهامات مع مصر والسودان عقب إعلان فشل جولة مباحثات في كينشاسا بالكونغو الديمقراطية التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأفريقي.
وبعد عشر سنوات من انطلاق أعمال الإنشاءات في سد النهضة تقترب الأزمة من منعطف خطير وسط حديث السودان ومصر عن خيارات مفتوحة لمواجهة إصرار إثيوبيا على ملء السد دون التوصل لاتفاق ملزم في خطوة تعتبرها أديس أبابا ضرورية ولا تؤثر على دولتي المصب.
وموعد الملء الثاني لسد النهضة من أكثر نقاط الخلاف حساسية في المفاوضات المتعثرة بين أديس أبابا من جهة والقاهرة والخرطوم من جهة أخرى.
وتعتزم إثيوبيا ملء السد للمرة الثانية خلال موسم الأمطار المقبل في يوليو وهو ما ترفضه دولتا المصب بشدة.