جريمة قتل بشعة في رمضان..حكاية العقار الغامض وقتيلة جسر السويس
عقار هادئ، غلب عليه طابع معظم سكانه من كبار السن، يجلس في مدخله حارس شاب، يراقب الداخل والخارج من العقار الذي لا يغلق بابه، إلا أن هذا الهدوء تحول قبل أيام قليلة إلى حالة لم يشهدها العقار من قبل، بعدما اشتغلت النيران في إحدى شققه فهرع الجميع إلى الأعلى في محاولة لإخماد نيران الشقة التي تسكن فيها مسنة في العقد الثامن عمرها.
عادل محمد، رجل سبعيني وصاحب ورشة ميكانيكا في العقار المجاور، يروي كواليس هذه اللحظات قائلا: «افتكرنا إن الشقة والعة والحاجة فاطمة مش فيها، والناس طلها جريت على هنا».. كبر سن «عادل» لم يساعده في الصعود إلى مكان الحريق، إلا أنه علم ممن صعدوا أن «الحاجة فاطمة» التهمتها النيران ولفظت أنفاسها الأخيرة: «كانت معدية عليا قبلها بشوية ومسلمة عليا، كانت غلبانة جدا الله يرحمها».
في البداية لم يعلم «عادل» مثل كثيرين غيره أن وفاة السيدة المسنة لم يكن مجرد حادث وإنما جريمة قتل: «في الأول كنا فاكرينها حريقة عادية لكن عرفنا بعد كدة إن الموضوع وراه جريمة قتل بغرض إنهم يسرقوها».
توصلت تحريات المباحث إلى مرتكبي الجريمة، وهم 4 شباب من بينهم «حلاق» في الطابق الأرضى من العقار نفسه، بينما كان الثلاثة الباقون «نقاشين» يعملون في إحدى شقق العقار، اتفقوا على سرقة السيدة المسنة التي تعيش وحدها، قبل أن يقرروا قتلها وإحراق جثتها ظنًا منهم أن الحريق سيخفي جريمتهم: «الناس هنا مش مصدقة، والإعدام قليل عليهم»، يقولها «عادل» قبل أن ينهي حديثه.
شاهد عيان، رفض ذكر اسمه، من بين من صعدوا إلى الشقة وقت اشتعال النيران فيها يحكي عن مشهد السيدة وسط النيران قائلا: «لما كسرنا الباب ودخلنا لقيناها قاعدة على الكرسي بتاعها سايحة من النار، الأول افتكرناها ماتت بسبب الحريقة، لكن عرفنا بعد كدة إنها جريمة قتل، وحسبي الله ونعم الوكيل في اللي عمل كدة».
يحكي شاهد العيان عن طبيعة العقار الذي وقع به الحادث، فهو عقار قديم، به العديد من كبار السن الذين يعيشون بمفردهم مثل القتيلة، الأمر الذي قد يثير طمع المجرمين من أجل سرقتهم، معبرًا عن ذلك بقوله: «العقار ده غامض، وأغلب اللي فيه ناس كبيرة، والست اللي ماتت ديه طول عمرها عايشة لوحدها وعندها يجي 80 سنة، وإعدام اللي قتلوها عقاب مش كفاية على اللي عملوه فيها».
وكان عقار في شارع جسر السويس بمنطقة الزيتون، شهد جريمة قتل لسيدة مسنة من قبل 4 أشخاص بغرض السرقة، ونجحت قوات الأمن في إلقاء القبض عليهم، وبعد مواجهتهم بما توصلت إليه التحريات اعترفوا بجريمتهم، وجرى تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.