بسبب دواء الصرع.. حكاية حب استمرت 4 سنوات تنتهي بجريمة بشعة بالجيزة
جريمة بشعة شهدتها منطقة أبو النمرس بمحافظة الجيزة، عندما أقدم عامل بمحل موبيليا بخنق زوجته وإنهاء حياتها باستخدام سلك كهربائى أثناء التشاجر معها لمطالبته بشراء لها دواء الصرع، وعقب وفاتها ادعى أنها سقطت على الأرض ففارقت الحياة، لكن طبيب المستشفى كشف جريمته، وتمكن رجال المباحث من ضبطه.
تلقى اللواء محمد عبد التواب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة إخطارا من مركز شرطة أبو النمرس يفيد بتلقيه إشارة من أحد المستشفيات بوصول ربة منزل تبلغ من العمر 20 عامًا، جثة هامته قبل وصولها إلى المستشفى متأثرة بإصاباتها بانتفاخ في الوجه وسحجات في الرقبة ووجود شبهة جنائية، وانتقل رجال المباحث إلى المستشفى، وتم التقابل مع زوجها.
وبسؤال زوجها عامل بمحل للموبيليا، ويبلغ من العمر 40 عامًا زعم أنه عقب عودته من العمل عثر على زوجته متوفاة بعدما وقعت رأسها داخل إناء غسيل، مرجحًا أن زوجته فقدت الوعي لكونها مريضة بالصرع، ما أدى إلى سقوط رأسها في المياه أثناء قيامها بأعمال المنزل.
وبإجراء التحريات تبين وجود خلافات زوجية بين المجنى عليها وزوجها ودائم التعدى عليها بالضرب، وأنه وراء ارتكاب الواقعة.
وبإستدعاء زوجها وبمواجهته بالتحريات، انهار واعترف بارتكاب الواقعة، مضيفا انه متزوج من المجنى عليها منذ 4 سنوات، ورغم انه يكبر عنها بـ20 سنه إلا انه يحبها وعلاقتهما الزوجية سعيدة.
واضاف المتهم أن المجنى عليها فى الفترة الاخيرة اصيبت بالصرع، وفى يوم الواقعة نشبت بينهما مشادة كلامية، بسبب عدم إحضاره لدواء الصرع الذي تتناوله وكثرة مطالبتها له بشرائه، تطورت إلى مشاجرة بالايدى ثم قام بخنقها بسلك كهربائي حتى أنها فارق الحياة.
وتابع المتهم، أنه لم يكن يقصد قتلها، وانه ظل جالسا بجوارها، وهو فى حالة انهيار حزنا على فراقها، مضيفا انه اتصل بالمستشفى ونقل زوجته إليه مدعيا أنه عثر على زوجته جثه هامدة داخل الشقه نتيجة سقوطها وارتطام رأسها، ولكن تمكنت الشرطة من كشف ادعائه الكاذب، وأنه وراء ارتكاب الواقعه.
وتحرر محضر بالواقعة.. وتولت النيابة العامة التحقيق.
ويعتبر الطب الشرعي هو حلقة الوصل بين الطب والقانون، وذلك لتحقيق العدالة بكشف الحقائق مصحوبة بالأدلة الشرعية.
فالطبيب الشرعي في نظر القضاء هو خبير مكلف بإبداء رأيه حول القضية التي يوجد بها ضحية سواء حيا أو ميتا.
وأغلب النتائج التي يستخلصها الطبيب الشرعي قائمة على مبدأ المعاينة والفحص مثل معاينة ضحايا الضرب العمديين، ضحايا الجروح الخاطئة، ومعاينة أعمال العنف من جروح أو وجود آلات حادة بمكان وجود الجثة، ورفع الجثة وتشريحها بأمر من النيابة العامة.
كما ان الطبيب الشرعي لا يعمل بشكل منفصل وإنما يعمل وسط مجموعة تضم فريقا مهمته فحص مكان الجريمة، وفريقا آخر لفحص البصمات، وضباط المباحث وغيرهم، وقد يتعلق مفتاح الجريمة بخدش ظفري يلاحظه الطبيب الشرعي، أو عقب سيجارة يلتقطه ويحل لغز الجريمة من خلال تحليل الـDNA أو بقعة دم.
وهناك الكثير من القضايا والوقائع يقف فيها الطب الشرعي حائرا أمامها، لأن هناك قضايا يتعين على الطب الشرعي بها معرفة كيفية الوفاة، وليس طبيعتها من عدمه.
ولا يقتصر دور الطب الشرعي على تشريح الجثث أو التعامل الدائم مع الجرائم، ولكنهم يتولون الكشف على المصابين في حوادث مختلفة لبيان مدى شفائهم من الإصابات، وما إذا كانت الإصابة ستسبب عاهة مستديمة، مع تقدير نسبة العاهة أو العجز الناتج عنها.
وفي القضايا الأخلاقية يقوم الطبيب الشرعي بالكشف الظاهري والصفة التشريعية للجثث في حالات الوفيات الجنائية إلى جانب تقدير الأعمار، وكذلك إبداء الرأي في قضايا الوفاة الناتجة عن الأخطاء الطبية.
وفي حالة وجود أخطاء في تقرير الطب الشرعي وعدم توافقها مع ماديات الواقعة وأدلتها "كأقوال شهود الإثبات واعترافات المتهم" فإن القاضي يقوم باستبعاد التقرير أو ينتدب لجنة تتكون من عدد من الأطباء الشرعيين لمناقشة التقرير الطبي الخاص بالمجني عليهم.