أنا بأمس الحاجة له..زوجي يخونني مع صديقتي فماذا أفعل ؟
الخيانة الزوجية مشكلة أصبحت تهدد بيوتا كثيرة، لا سيما في عصر الإنترنت ووسائل التواصل التي هي بمثابة سلاح ذي حدين، حيث أرسلت قارئة سؤالا إلى إحدى منصات الفتوى مفاده: “أنا متزوجة منذ سنة وثلاثة أشهر، وحامل في الشهر التاسع، أحسست بخيانة زوجي لي ولم أصارحه، وبعدها اكتشفت أنه يخونني مع صديقة قديمة لي، فذهبت لبيت أهلي لأني على وشك الولادة، فطلبت منه أن أذهب للبيت لأني محتاجة لبعض الأغراض، فوجدت أغراضًا لصديقتي في بيتي، وهذا يدل على أنها سوف تكرر المجيء ولم أناقشه، وعند دخول صديقتي لبيتي وجدت صورتي فعرفتني، فوصلت كلامًا قبيحًا عني لزوجي، فصارت مشكلة بيني وبينه، فقلت له عن كل ما رأيته في البيت، والآن لي خمسة عشر يومًا عند أهلي ولم يناقشني في الموضوع ولم يتصل عليَّ ويسأل، ويصلني كلام من أخته أنه يسأل عني وعن مواعيدي وهو لم يتصل.. فماذا أفعل هل أسامحه أو أناقشه؟ رغم أني أحبه، وهذا أول مولود لي منه، فأنا بأمس الحاجة له.. مع العلم بأن زينه يغطي على شينه.. أرشدوني ماذا أفعل؟”.
وأجابت عن هذا السؤال الدكتورة بدرية بنت غيث الحجيلي، خبير العلاقات الأسرية بالمملكة العربية السعودية قائلة:
“الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد..
أختي الغالية، هذه المصائب والذنوب مما ابتليت به بيوت المسلمين هذه الأيام، وزادت وكثرت المشاكل حول هذا الموضوع (العلاقات المحرمة)، والذي أصبح يؤرق الكثير ويهدم الكثير من البيوت مما يسبب فقدان الثقة بين الأزواج، ولكن يا غالية أرى فيك من خلال طرحك للمشكلة امرأة ناضجة عاقلة وواعية وتريدين الإصلاح وليس الهدم، خصوصا أنك ذكرتِ بأن أخلاقه الطيبة تغطي على كثير من العيوب، لذلك بما أنك تريدين الإصلاح وخصوصا أنك بانتظار مولود جديد فلعله يكون بداية خير عليك أنت ووالده. تعالي نضع برنامجًا عمليًا لكيفية حل المشكلة والاختيار والقرار لك في تنفيذه أو رفضه.
أختي الغالية.. مَن مِن الناس يأمن على نفسه الفتنة؟ ومن الذي لا يخطئ مع الفوارق الكبيرة في الأخطاء فمنها الصغائر ومنها ما يصل للكبائر ولا حول ولا قوة إلا بالله. ولكن إذا علمتِ توبته وإقلاعه عن ذنبه وندمه عليه واستغفاره فالله غفور رحيم لقوله تعالى: “وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ” [آل عمران:135]، فإذا عفوتِ عنه وصفحتِ عن زلته تجاهك فلابد قبل الرجوع أن يكون هناك جلسة مصارحة بلا تجريح أو احتقار بل فيها كل الاحترام والتقدير له كرجل تريدين أن تعودي للعيش معه، صارحيه بكل ما في نفسك من هم وألم مما رأيت وعلمت به، واطلبي منه أن يكون صادقًا معك في إقلاعه عن هذا الذنب وعدم العودة له ليس فقط من أجلك بل من أجله هو كرجل مسلم يخاف الله ويخشاه، ثم استري عليه ولا تبوحين بسرك لأحد فالله تعالى أمرنا بالستر حتى ولو تركتيه. وإذا رجعتِ إليه ابدئي أنت وهو من جديد مع نسيان الماضي وعدم ذكره والتعريض به ولو في لحظات الغضب، تحدثي عن حياتكما المستقبلية وكيف ستستمر وتكون قائمة على الصراحة والثقة والحب، وإذا قصر أحد في حقوق الآخر كيف يذكره به ويوجهه إلى الطريق الصحيح.
ثم يأتي دورك في نسيان ما حصل وتغليب الظن الحسن به، فإذا بدر منه بعد ذلك شيء أخل بكل ما اتفقتم عليه فلك الحق في أن تطلبي الطلاق، ولكن الآن أعطيه فرصة لتصحيح الخطأ، وإذا كان زوجك صاحب دين وخلق فسيعود بلا شك إلى الحق، ثم قوي إيمان زوجك بالتذكير بالله والخوف منه وخشيته في السر والعلانية، وأن طريق الحرام لا يأتي منه سوى الخزي والعار والأمراض والفضيحة وهدم البيوت وتشتت الأسر.
فإذا جلستِ معه وتحدثتِ وأخذتِ منه ميثاقًا بعدم العودة ولمست منه الندم على ما فعل، فاستخيري الله تعالى واجمعي أمرك واتخذي القرار المناسب لبدء حياة جديدة، ثم ادعي الله بأن يهديه إلى الخير، وادعي له بظهر الغيب بالهداية والصلاح.
وفقك الله وأنار طريقك وشرح صدرك لما فيه الخير”.