كشف غطاء رأس فتاة السبب.. التفاصيل الكاملة لمجزرة شرشابة الغربية
في عام 2018، كانت الأمور تسير في قرية «شرشابة» بالغربية، بشكل طبيعي، حتى ارتكب شاب أرعن، تصرفًا مشينًا غريبًا على أبناء القرية المعروفين بالمروءة والشهامة، حيث قام بكشف غطاء رأس فتاة في محاولة للتحرش بها، ما أدى لاندلاع شرارة العنف بين عائلتي الفتاة والشاب، وانتهى الأمر بمجزرة راح ضحيتها 3 أفراد، وانتقل ملف القضية من النيابة إلى محكمة الجنايات التي فصلت في القضية وحسمت مصير 30 متهمًا بالسجن بمدد متفاوتة وصلت حتى المؤبد.
أوراق القضية كشفت أن الشاب المتحرش ينتمي لعائلة «جمال الدين»، بينما الفتاة من عائلة «شهاب الدين»، فكان عقابه القتل بالرصاص من قبل عائلة الفتاة وقت جلوسه على أحد المقاهي، بعدما فشلت محاولات الصلح بين الطرفين، لتقوم عائلة القتيل بالرد بقتل رجلين من عائلة خصومهم والشروع في قتل آخرين، لتنتهي القضية أمام محكمة جنايات الغربية بالسجن المشدد 10 سنوات لـ 7 متهمين، والسجن المشدد 5 سنوات لـ 3، والمشدد 3 سنوات لمتهمين اثنين، وبراءة 12 آخرين من العائلتين.
المحكمة قالت في أسباب حكمها «إن الدم لا يفيد وأن ما أُريق من دماء لم يكن له أثر سوى العداوة والبغضاء طوال سنوات طويلة بين عائلتين تضمهما قرية واحدة كانت آمنة إلى أن أشعل أرجاؤها صوت الرصاص وصراخ الأبرياء الذين استيقظوا بعد سحور ليلة من ليال رمضان على يوم لم يكن كسابق الأيام، وأنها بقضائها هذا إنما أخمدت نيران لم تكن قد خمدت بعد تحت رمادها، وكان من الممكن أن تعود النيران إلى سيرتها الأولى مستعرة، فيما لو أخذت المتهمين بأقسى عقوبة وهى الإعدام، وأن المحكمة أرادت أن تعطى فرصة لصوت العقل الذى غاب ولصوت الضمير الذى خفت ولعل في هذه العقوبة ما يبعث الإصلاح من مرقده والذى ظل عسيراً طول أربع سنين».
وأوضحت المحكمة في أسباب حكمها أنها لا تنظر إلى القضية من عين القانون وحده ولكنها تستدعى المجتمع كله لكى يكون شاهداً على ما آلت إليه الأخلاق التي كانت تتجلى بين أرجائنا الهادئة فأصبحت الوسيلة هي القتل وقد كانت في السابق الحوار وتدارك الخطأ، إلى هذا السلوك الذى استشرى وبكل أسف في شوارعنا وحتى القرى بأخلاقها المعهودة لم تنجو منه ألا وهو التحرش الجنسي ، محذرة من هذا العبث المزرى الذى لم يكن له مكاناً بينا، ثم صار مثل النيران تقتلع النسيج الذى كان دوما يجمع أوصالنا وتراق بسببه الدماء وتزهق من جرائه الأرواح بلا بصر ولا بصيرة